تغطية - خالد الدوس
* قبل أيام قلائل نشرت (الجزيرة).. معاناة نجم الهلال في حقبة الثمانينيات الهجرية (سالم إسماعيل) عقب إصابته بجلطة في الدماغ سببت له شللا في جانبه الأيسر وأصبح إزاء ذلك يتلقى العلاج الطبيعي في أحد المراكز الأهلية على حسابه الخاص وراتبه لا يتجاوز 1400 ريال.
* وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان - أمين عام مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية- سجل تجاوبا سريعا وكعادته في التفاعل مع القضايا الإنسانية حينما وجه بعلاج اللاعب على حسابه الخاص بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.
كما تفاعل رجل الأعمال وعضو الشرف بنادي النصر الأستاذ شاهر الصعيري مع الحالة وأعلن تبرعه بـ(50) ألف ريال للاعب الهلالي كما أعلن تبرعه أيضاً لنجم النصر الدولي سابقاً (محمد سعد العبدلي) بـ(50) ألف ريال بعدما تكالبت عليه الظروف المادية والاجتماعية والنفسية.. مؤكداً وبما لا يدع مجالاً للشك مساهمة القضايا الإنسانية في تلاشي الميول وذوبان التعصب.. حيث سجل سابقة تاريخية.. تعد مميزة في وسطنا الرياضي.. وتحديداً في تاريخ قطبي الوسطى (الهلال والنصر).
* (الجزيرة) تابعت الوقفة الإنسانية من الرياضي الشمولي (شاهر الصعيري) مع هاتين الحالتين.. وخرجت بالمحصلة التالية:
تجاوب إنساني
* في البداية تحدث نجم الهلال في الثمانينيات الهجرية سالم اسماعيل - شفاه الله - قائلاً: عندما تعرضت لجلطة في الدماغ قبل ثلاثة أشهر.. نتج عنها حدوث شلل في الجانب الأيسر وضعف بسيط في النطق.. ولرد فعل هذا العارض الصحي فقدت القدرة على المشي وأصبحت أتلقى العلاج الطبيعي في أحد المراكز الأهلية على حسابي الخاص لأكثر من شهر ونصف بمعدل ست جلسات في الأسبوع بـ500 ريال وراتبي البسيط لا يتجاوز 1400 ريال.
* وإزاء ذلك نشرت (الجزيرة) مشكورة حالتي وطرحت معاناتي المرضية وتجاوب الأمير فيصل بن سلطان مع حالتي وكعادته.. حفظه الله.. ووجه بعلاجي في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية على نفقته الخاصة.. فأدخل البهجة والسرور في وجداني فقد كان لهذه اللفتة الكريمة وهذه اللمسة الحانية الأثر الإيجابي في نفسي.. ثم مبادرة الأستاذ (شاهر الصعيري) الذي تبرع بمبلغ (50 ألف ريال) جعلها الله في موازين حسناته كان لتلك البادرة انعكاس ايجابي ساعدني في استعادة ثقتي في نفسي بعد العارض الصحي الذي تعرضت له.. والحمد لله بدأت أشعر ان بإمكاني القدرة على المشي بواسطة العكازات بصورة بسيطة واعتمد على ذاتي في أمور كثيرة بعكس ما كنت عليه بعد تعرضي للجلطة وإن شاء الله مع الشروع في العلاج الطبيعي بالإمكان استعادة القدرة على المشي بصورة طبيعية وتحريك يدي اليسري بعد انتقالي للعلاج في مدينة سلطان للخدمات الانسانية بإذن الله.
3 أشهر فقط
* وأضاف: انتقالي لمدينة سلطان الإنسانية سيكون من المحتمل الأسبوع القادم وذلك بعد صدور موافقة الأمير الإنسان فيصل بن سلطان بعلاجي بالمدينة وقد تلقيت اتصالا هاتفيا من الإخوة بالعلاقات العامة بالمدينة أكدوا لي انه سيتم استقبال حالتي بعد أيام قلائل وحسب ما ذكر بالتقرير الطبي الصادر من مستشفى الرياض المركزي ان حالتي غير ميؤوس منها وبالإمكان استعادة قدرتي على المشي بعد الشروع في العلاج التأهيلي والطبيعي بالمدينة الإنسانية باعتبار انها متخصصة في علاج الجلطات وثقتي بالله عز وجل كبيرة ان أعود في ممارسة حياتي بشكل طبيعي إن شاء الله.
وقد احتاج وحسب ما رآه الطبيب في مستشفى الرياض المركز فترة علاج تتراوح ما بين 2- 3 أشهر أقضيها في العلاج الطبيعي المكثف وسأقوم بإجراء فحص طبي كامل بالمدينة باعتبار ان ذلك سيساعد في علاجي التأهيلي والطبيعي.
تكالب الظروف
* كما تحدث نجم النصر الدولي في التسعينيات الهجرية محمد سعد العبدلي عن أوضاعه الصعبة قائلاً: منذ أن تقاعدت عن عملي العسكري وتحديدا قبل خمسة أعوام.. براتب بسيط لا يفي متطلبات الحياة الكريمة.. تكالبت عليّ الظروف المادية والأسرية بصورة قادتني للدخول للسجن عدة أشهر بعيداً عن أبنائي وأسرتي إلى أن قيض لي رب العزة والجلال من المحسنين من سدد ديني وأخرجني من أزمتي وحين خرجت من السجن انتقلت لاستأجر بيتا وذلك نظرا لكثرة الابناء وضيق المنزل الذي سكنت فيه ففضلت السكن في بيت أكبر ولبساطة الراتب التقاعدي تحملت ديونا لكثرة مطالب الحياة ووجدت نفسي محاطا بظروف مادية حرجة أثرت على وضعي الصحي خاصة ان مطالب الحياة ازدادت وبالتالي زاد الحمل على كاهلي.
النصراويون أعادوني للحياة؟!
* واسترسل (العبدلي) في حديثه عن أحواله الصعبة قائلاً: كتب أحد الصحفيين جزاه الله كل خير عن حالتي المادية والأسرية وتجاوب مع معاناتي رجل الأعمال الأستاذ شاهر الصعيري.. عضو الشرف بنادي النصر الذي تبرع لي بـ50 ألف ريال وجاءت هذه اللمسة الحانية لتنتشلني من مغبة الظروف المادية وقساوة العيش.. ولا أنسى أيضاً تبرع عضو الشرف بنادي النصر الأستاذ أديب العمري الذي تبرع أيضاً بـ50 ألف ريال تفاعلا مع حالتي المادية الصعبة.
والحقيقة غمرني كل من الصعيري والعمري بهذه الوقفة الإنسانية غير المستغربة من رجال النصر الأوفياء فجزاهما الله عني كل خير وجعل هذا العمل في موازين حسناتهما.
* وعن موقف الإدارة النصراوية الحالية وتجاهل حالته قال: أعرف ان محمد سعد العبدلي يحظى بتقدير من النصراويين لتاريخي الرياضي الطويل فأنا - والكلام للعبدلي - مثلت النصر أكثر من 16 عاما متواصلة وساهمت في صنع انجازاته الذهبية في التسعينيات ولازلت احتفظ بهذا التقدير حينما ازور النادي والتقي بالإدارة أو محبي هذا النادي العريق وأنا أثق أن النصراويين لا يمكن أن يتخلوا عني ويكفي مبادرة عضويه الفاعلين شاهر الصعيري وأديب العمري اللذين تبرعا بـ100 ألف ريال تقديراً لظروفي الصعبة التي أمر بها.
مجتمع تكافلي
* من جانبه عبر نجم فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) الدولي سابقاً ناصر السيف - الذي كان ضمن الحضور - عن بالغ سعادته وسروره ببادرة (الصعيري) وقال ان هذه اللفتة الإنسانية تجاه لاعبي الهلال والنصر (سالم اسماعيل ومحمد سعد العبدلي) لاشك انها خطوة غير مسبوقة في تاريخ القطبين تسجل له.. بيد ان مثل تلك الأعمال الخيرية تؤكد ان مجتمعنا الرياضي مجتمع تكافلي مهما كان حجم التنافس وحدة التعصب بين فرقنا المحلية.
* وتمنى السيف من بقية رجال الأعمال المنتمين للرياضة ان يكون بقدر عطاء (شاهر) وتفاعله في القضايا الانسانية خاصة وان هناك لاعبين سابقين خدموا الرياضة السعودية في أصعب المراحل وتكالبت عليهم الظروف المادية والصحية والاجتماعية وهم كثر يحتاجون لوقفة ومساعدة تخفف عنهم آهاتهم ومعاناتهم.
نبذ التعصب
* كما التقط نجم الشباب في الثمانينيات الهجرية وثعلب الوسطى فهد بن بريك.. خيط الحديث عن بادرة الصعيري الإنسانية فقال: ان اللمسة الحانية التي جسدها عضو الشرف النصراوي (شاهر الصعيري) تجاه زملائي اللاعبين سالم اسماعيل ومحمد سعد العبدلي.. لا ريب تكشف معدن هذا الرجل واصالته وهو يقف مع اخوانه اللاعبين في أحلك ظروفهم وأضاف ان هذه المواقف النبيلة عندما يتبناها عضو شرف نصراوي تجاه لاعب هلالي فهذا يعني نبذ التعصب وتجسيداً للمعنى الحقيقي للرياضة.. وطالب ابن بريك المسؤولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بضرورة تفعيل صندوق اللاعب لمساعدة هؤلاء اللاعبين ومن هم على شاكلتهم ممن عانوا من قساوة الظروف وصعوبة العيش وتصحيح أوضاعهم بعدما وجدوا أنفسهم في زاوية المعاناة.
لقطات من اللقاء
* أكد (شاهر الصعيري).. أنه سيتبنى فكرة تكريم لاعبي النصر القدامى ممن يعانون ظروفا صعبة وسيتم مناقشة هذه الفكرة مع محبي هذا النادي العريق قبل تجسيدها على أرض الواقع.
* الصعيري.. سجل هدفا نبيلا آخر في شباك الإنسانية عندما ذكر ل(الجزيرة) أنه ساعد نجم الهلال الدولي السابق عادل عبدالرحيم في ايجاد وظيفة له في شركته (مملكة العقارات) وذلك بعد خروجه من الايقاف العام بسجن الملز وظل بلا وظيفة وهو الذي يعول أسرة مكونة من خمسة أبناء وزوجة.
* ثمن محمد سعد العبدلي بادرة أعضاء الشرف بنادي النصر شاهر الصعيري وأديب العمري على تبرعهما السخي بـ100 ألف ريال مؤكدا ان رجال النصر أوفياء مع نجوم الأمس الرياضي بناديهم.
* فهد بن بريك نجم الشباب سابقا حصل بينه وبين سالم اسماعيل نقاش طويل وجدل حول لقاءات الشباب والهلال في الثمانينيات وتنافسهما مؤكدا انه دائما ما يكسب تحديه مع (سالم) داخل ارض الملعب.
* عندما سلم (شاهر) شيك (50 ألف ريال) للاعب الهلالي سالم إسماعيل بكى كثيرا وهو يردد عبارة (كثر الله من أمثالك وجعلها في موازين حسناتك).
* العقيد سلطان العمري - جار سالم اسماعيل - وعضو الشرف بنادي الاتحاد كان ضمن الحضور اشاد بلفتة الصعيري الذي قدم (100 ألف ريال) للعبدلي واسماعيل كما طالب أعضاء الشرف بنادي الهلال وتحديدا الأميرين عبدالله وعبدالرحمن أبناء الأمير مساعد بشراء منزل للاعب سالم اسماعيل في ظل ظروفه المادية والصحية التي يمر بها حاليا.
* سلطان العبدالله المعلق الرياضي سابقاً كان مقرراً حضوره مع زملائه اللاعبين السابقين غير ان حالة وفاة لأحد أقاربه جعلته يعتذر عن الحضور.
* الصعيري أكد ل(الجزيرة) انه حين علم ان المحرر الذي نشر خبر الاساءة عبر صحيفته قد ترك الصحيفة بادر بالاتصال على رئيس القسم الرياضي مبديا استعداده لتوظيفه في شركته وبراتب جيد ضاربا بذلك أروع الامثلة في الخلق والشهامة والطيبة المتناهية.
* أكد شاهر انه سيكرّم نجم الهلال الدولي الخلوق ياسر القحطاني تقديرا لنجوميته الفنية والأخلاقية علاوة على ما قدمه للمنتخب من عطاء متقد ونجاح مطلق راسما بذلك صورة مثالية للرياضي الذي لا يعير للميول والتعصب أي اهتمام.