لا أدري بالضبط كيف يريد الجمهور السعودي من منتخبهم تحقيق مستوى مشرف بعيداً عن النتيجة أمام المنتخبات الأوروبية والأمريكية، ونحن ما زلنا حتى هذه اللحظة نفكر كيف نستطيع أن نتجاوز منتخب مثل إندونيسيا وبنجلاديش وغيرها من المنتخبات الآسيوية الأخرى الضعيفة مستوى وإمكانية.

أكثر من عشرين عاماً على تحقيق كأس آسيا عام 48م، ومستوى مشرف في كأس العالم عام 94م، لكن لم تشفع هذه للمنتخب السعودي، بل إنه عاد لما قبل هذا بسنوات، مدرب عالمي يأتي ويعود أدراجه بحكم أنه لا يعرف إمكانيات لاعبينا، ومدرب مغمور يقع الاختيار عليه ثم يعود أدراجه أيضاً بحكم أنه لا يليق بسمعة المنتخب ومستوى لاعبيه، لاعب ينضم إلى المنتخب ويلعب مباريات ودية ويتأقلم مع زملائه، ثم يخرج ويأتي لاعب آخر، حارس مبدع يشارك في نهائيات عالمية يخرج ويأتي حارس آخر وضعه ناديه على دكة الاحتياط، وغيره غيره مما لا يتسع المجال لذكره.

الأمر هنا لا يحتاج إلى تفكير ولا يحتاج إلى خبير عالمي لتقييم المنتخب السعودي، الوضع هنا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، كيف لمنتخب عالمي كالمنتخب السعودي أن يقارع كبار المنتخبات وهو يلعب في قارة آسيا وأمام منتخبات ضعيفة جداً؟ من المؤكد أن التصفيات الآسيوية تتطلب من منتخبنا ذلك وأن نلعب على مستوى القارة الآسيوية، وهي القارة الأضعف في العالم من حيث كرة القدم باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية والتي هي الأخرى قد أثر على مستواها اللعب أمام هذه المنتخبات، لكن أليس من الأفضل أن يلعب المنتخب السعودي مباريات ودية وعلى طوال العام أمام منتخبات عالمية وأيضاً مباريات ودية محلية مع الأندية السعودية التي هي أفضل آسيوياً وعربياً؟ أليس من الأفضل أن نهيئ المنتخب السعودي تهيئياً كاملاً قبل أي بطولة، لماذا نحن البلد الوحيد الذي تتغير فيه تشكيلة المنتخب إلى النصف قبل كل بطولة، ما الفائدة إذاً من المباريات الودية إذا كنا سنغير بعد كل مباراة ودية لاعبين أو ثلاثة أو أكثر؟ كيف سنلعب على نهائيات كأس العالم بغض النظر عن التأهل لها، فنحن قد تأهلنا أربع مرات لم نقدم أي مستوى سوى عام 94، ونحن نشاهد الدوري القطري ومحلليه الذي عاد بنا وبلاعبينا إلى الوراء وجعلنا بدلاً من أن نستمتع بالدوري الأوروبي والأمريكي ونرتقي بأفكارنا الكروية إلى الأعلى نعود إلى الوراء؟

أسئلة كثيرة وكثيرة.. لكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسه متى سنلعب على نهائيات كأس العالم؟!