كتب - مندوبالجزيرة
رأى عدد من المشرفين على المواقع الإسلامية في الإنترنت، والمتخصصين في العمل الدعوي، وعلوم الحاسب الآلي، أهمية مواجهة الأفكار المنحرفة والضالة، التي يحاول معتنقوها ترويجها عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات الإنترنت.. وشددوا على أهمية إنشاء مواقع إلكترونية تواجه تلك الأفكار، وتحصين الناشئة والشباب من البنين والبنات ضدها، وآثارها الخطيرة على الفرد والمجتمع.. وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة الإسلام والمسلمين، والدعوة إلى الله.
فهم الطبيعة النفسية
يؤكد الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري -نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- على ضرورة الاستفادة من مواقع الإنترنت في بناء فكر معتدل في مواجهة فكر التدمير الإرهابي، فإنه لابد من الوقوف على نقاط متعددة في هذا الموضوع:
أولاً: إن شرائح المجتمع يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: وهي الكثرة الكاثرة من المجتمع التي تعيش رفضاً ومقتاً لأعمال الإرهاب وتستنكرها وتدينها، وهؤلاء ليسوا مستهدفين ضمن هذا المشروع.
الفئة الثانية: الذين تبنوا خط العنف، وهؤلاء أكثرهم قد دخل في النفق، وصعب عليه التراجع، وليسوا هم المستهدفين بالدرجة الأولى، وإن كان علينا أن لا نيأس من استصلاحهم.
الفئة الثالثة: فئة من الشباب لم تحسم خياراتها، ولا قناعتها ويمكن أن يعبر عنها بالفئة المتسائلة، وهؤلاء هم ميدان المنافسة بين أهل العلم والدعوة والتنظيمات الإرهابية، فالتنظيمات الإرهابية تحاول تجنيدهم، وأهل العلم والدعوة يحاولون تحصينهم وبناء القناعات المضادة للاستغواء.
وهذه الفئة المتسائلة هم الذين تجتهد التنظيمات الإرهابية كالقاعدة، ومشتقاتها إلى تحويلهم إلى فئة متابعة ثم إلى فئة متعاطفة ثم تجنيدهم بعد ذلك، وهذه الفئة لو تم تحصينها فإن ذلك يقطع المدد عن التنظيمات الإرهابية التي لا زالت مستمرة في تجنيد فئات من الشباب.
ولذلك ينبغي أن يكون الهدف الأول الذي تصمد إليه الدعوة من خلال الإنترنت هم هذه الفئة بالدرجة الأولى.
ثانياً: علينا تفهم الطبيعة النفسية لمن يستهويهم خطاب العنف وهم الشباب الذين يميلون إلى السرعة والعنف بطبيعتهم النفسية، فهم لا يجهدون أنفسهم في الأعمال التي تحتاج إلى نفس طويل، وصبر ومثابرة، ولا يتقبلون الأعمال التي فيها أناة ورفق، وإنما يميلون إلى الحسم والسرعة والعنف، ولذا فإن الطرح الهادئ الراشد العاقل يبدو في نظرهم بعيداً تستبطئه آمالهم بينما طرح جماعات العنف يبدو حاسماً وسريعاً يشعرهم بقرب الإنجاز، ولذلك فإن الذي يدخل إلى حلبة الحوار ينبغي أن يستبطن هذه النفسية.
ثالثاً: علينا عند الحوار معهم أن نبتعد أشد البعد، ونحذر أشد الحذر من تسفيه الحماس وازدراء العواطف والمشاعر لدى الشباب، فينبزون بحماسهم وكأنه معرة نعيرهم بها، وأن نحذر من الخطاب الذي تظهر فيه نبره الاستعلاء والحسم، وإنما ينبغي أن يكون خطابنا موعظة حسنة ومجادلة بالتي هي أحسن وأن نضع أمام أعيننا هدفاً واضحاً أن مشروعنا هو مشروع استنقاذ وليس مناظرة للإفحام وإنما لبناء قناعات صحيحة بطريقة تراكمية هادئة.
رابعاً: علينا أن نبتعد عن الغلو في الطرح، وأقصد بذلك الغلو المضاد، فأحياناً يوجد ممن يدخل حلبة المناقشة معهم غلو مضاد في الطرح، يشعرك باحتكار الحقيقة، واحتكار مشروع الإنقاذ، وهذا النوع من الطرح الغالي لا يمكن أن يكون جاذباً لهؤلاء فالغلو لا يعالج بالغلو، وإنما ينبغي أن يكون الحوار مع أناس لديهم توسط ورشد واعتدال، يستدرجهم إلى نقطة في وسط الطريق ليكونوا أكثر استعداداً للتفهم والتقبل.
خامساً: لا يكفي إنشاء مواقع خاصة لمجادلتهم، فقد لا يدخلها هؤلاء الشباب ويسهل رجمها بأنواع التهم المعلبة، ولكن ينبغي أن تقتحم مواقعهم الخاصة بهم بخطاب فيه كثير من الهدوء وفيه التسليم بصحة بعض المقدمات التي عندهم، ثم الانطلاق إلى هدم النتيجة الخاطئة للمقدمات الصحيحة على طريقة حوار القرآن مع المشركين {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ}. فهذه مقدمة صحيحة متفق عليها بين المسلمين والمشركين {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، فليس هناك حسم وإنما هناك استدراج للطرف الآخر للحوار.
سادساً: فهم حقيقة الغلو؛ بأن هناك حقاً غلو فيه حتى تجاوزوا الحد، وانحرفوا عن المسار، ولذلك فينبغي أن يكون الانطلاق الحواري معهم بالبدء بالحق المتفق عليه، فلابد من التسليم بمرارة واقع المسلمين وبالاستفزاز الذي تتعرض له مشاعرهم، وإدانة كل مشاعر التصالح مع واقع المسلمين السيئ، وأنه لابد أن يكون هناك استنهاض لتجاوز هذا الواقع الكارثي للأمة الإسلامية، ثم ينتقل الحوار بعد ذلك إلى الطريق الصحيح لتجاوز هذا الوضع، كما أنه لابد من التأكيد على أهمية الجهاد، وفرضيته وأنه سنام الإسلام ثم ينتقل الحديث بعد ذلك إلى شروط الجهاد، والإعداد له ومتى يكون، ويبدأ الحوار يدور حول الطريقة المثلى لاستيفاء مقامات الجهاد، بحيث ننتقل إلى الجهاد بمعناه العام ونخلصهم من اختصار الجهاد في المشاريع القتالية.
سابعاً: الاستفادة من حجج الفئات التي تراجعت عن منهج العنف مثل: الجماعات الجهادية في مصر والجزائر، مع انتقاء أقوى الحجج وأعدل المواقف، فإن في بعض هذه المراجعات مواقف ينقصها الاعتدال؛ أنتجها الغلو في الانتقال من قناعة لأخرى.
ثامناً: المبالغة في تعقب أصحاب التجاوزات في الإنترنت ستشيع جواً من الارتياب والخوف من طرح الأسئلة وفتح باب الحوار، ولذلك لابد من تحقيق جو من التفاعل الآمن الناجح، والاستقلالية، والمصداقية والابتعاد عن المتاجرة الإعلامية بالتائبين منهم.
تاسعاً: من حيث المحتوى المعرفي لا يوجد فرق بين المواقع الإلكترونية وغيرها من وسائل النشر والبث التقليدية، إذ إن المدخلات والمخرجات وأساليب المعالجة قدر مشترك بينها جميعاً.
بث الأفكار الشاذة
ويقول الدكتور صالح بن غرم الله الزهراني - وكيل كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: لقد استخدم الإرهابيون والمجرمون الإنترنت كوسيلة للتواصل، والتنسيق وتبادل الآراء والاقتراحات ونشر الأخبار. وفي حقيقة الأمر من أهم مزايا الإنترنت تخزين المعلومات وعرضها والبحث عنها ولذلك يمكن للمجرم نقل الملفات والبحث عن المعلومات وعرض أفكاره المنحرفة والإبحار عبر الشبكة والتنقل بين الوثائق والمواقع عن طريق النقر على بعض الوصلات والكلمات.
كما أتاحت فرصة نشر الأفكار إلى أكبر عدد ممكن من الناس وبأسرع وقت ولم يقتصر الأمر على نقل الوثائق فقط فقد أصبح من السهولة نقل الصور والأحاديث بكل يسر وسهولة.
وقد كان من أهم الجوانب السلبية في الإنترنت هو عدم وجود جهة مسؤولة عن إدارة المحتوى ومدى مصداقية المعلومات، ولهذا أصبح الإنترنت بيئة صالحة لبث الأفكار الشاذة التي لا يستطيع صاحبها بثها عبر الوسائل المعروفة وأصبحنا نرى الإنترنت منبر من لا منبر له وبإمكان أي شخص التخفي وكتابة ما يشاء مستهدفاً بذلك عدداً كبيراً من الناس في وقت قياسي عابراً كل الحدود الجغرافية والسياسية وبذلك ساهمت الإنترنت في نشر الفكر الهدام والتطرف الفكري وأصبحت بذلك أداة إجرامية يستخدمها المجرمون في نقل معلوماتهم وتبادلها ونشرها إلى عدد من الناس في وقت قصير.
ويؤكد د.الزهراني أننا اليوم في أشد الحاجة إلى توعية الشباب من خلال أساليب حديثة وإيجاد مواقع إلكترونية من أجل التحاور والنقاش على أن يقوم بهذا الدور أناس لديهم المعرفة العلمية والقدرة على الحوار والاستماع للآخرين بدلاً من التشنج وحب الذات وتحميل الأمور أكثر مما تستحق ولهذا تستخدم الإنترنت لنشر الدعوة وتيسير الفتوى وجعلها أداة للتواصل بين المسلمين لتوحيد الكلمة وليس للإضرار بالمسلمين وتشويه الإسلام وتغذية جماعات التطرف والغلو.
ولابد من تعزيز دور الجامعات والمؤسسات الخيرية والتأكيد على دور الآباء في مراقبة سلوك الأبناء واستخدامهم لشبكة الإنترنت وإن كانت الرقابة ليست هي السلاح الوحيد فالتحصين الديني ومعرفة الأمور الشرعية وتقوية حب الانتماء للوطن تزيد من حماية الشباب من الانسياق وراء الأفكار الهدامة، والفكر المتطرف، وعلى الإعلاميين والأكاديميين ورجال التربية دور أساسي لا يمكن إغفاله كما أن على المتخصصين في مجال التقنية ورجال العلم الشرعي التنسيق لإنشاء مواقع إلكترونية لتصحيح الأفكار المنحرفة والتطرف الفكري وتوظيف التقنيات الحديثة بكل كفاءة فنية لخدمة الإسلام والمسلمين.
الوسيلة الحية
أما الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الحازمي - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة فقال: إن الأمة الإسلامية قد ابتليت بكثير من الفتن والبلايا التي عصفت بها منذ عصور مضت ولا زالت تظهر بين الفينة والأخرى ألا وهي فتنة الفئة الضالة التي اتخذت من العنف والظلم والفساد منهجاً وسلوكاً للتعامل مع الآخرين.
وللأسف الشديد قد أسهمت بعض وسائل الاتصال الحديثة في نشر فكرها المنحرف عن منهج أهل السنة والجماعة وفي مقدمة هذه الوسائل الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وساعدها في ذلك بعض الحاقدين والحاسدين والمفسدين في الأرض الذين زاغت قلوبهم عن المنهج الإسلامي الصحيح.
والأخطر والأدهى أن هناك بعض الشباب والناشئة قد انجرفوا وراء هذا التيار بسبب ضعف وقلة حصيلة العلم الشرعي لديهم من جهة وضعف الرقابة الأسرية من جهة ثانية وقلة الوعي والإرشاد والتوجيه من قبل وسائل التربية الأخرى من جهة ثانية، ولذلك يكون من الأهمية بمكان أن يكون هناك دوراً تربوياً وإعلامياً وإرشادياً كبيراً لتوعية كافة أطياف المجتمع لخطر هذه الفئة وفساد فكرها وتصوراتها وبيان وسائلها المختلفة التي تتسلل من خلاله للشباب والناشئة.
كما ينبغي أن تكون هناك مواقع متنوعة ومتعددة عبر هذه الوسيلة الحية توضح حقيقة هذا الفكر وخطورته وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع والأمة الإسلامية وفق برامج وحوارات علمية هادفة يقوم عليها نخبة من العلماء المتميزين ونخبة من طلبة العلم الشرعي.
وقد كان لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد دوراً كبيراً في هذا المضمار عبر (حملة السكينة) التي تبنتها الوزارة وحققت - بفضل الله تعالى- نجاحات كبيرة في توجيه وإرشاد الكثير من الشباب الذين كانت سبباً في هدايتهم وإعادتهم إلى المنهج الإسلامي الصحيح.
المؤثر الأول
ويبين الشيخ عبدالمنعم بن سليمان المشوح - المدير التنفيذي لحملة السكينة: أن الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية هي مساحة حُرّة ومضمار مفتوح للجميع، وحق مُشاع يدخله كل أحد ويكتب ما يريد بالطريقة التي تناسبه وكل مجموعة فكرية وجدت في الإنترنت أرضاً خصبة لنشر ما لديها والدعوة إلى فكرها.
فالإنترنت قدّم وسهّل خدمات تفاعلية واتصالية كثيرة ومن هذه الخدمات التي لاقت إقبالاً مواقع الاتصال التفاعلي المباشر (المنتديات) (forums)، وغرف الحوار (chatting rooms) وتبادل المعلومات والخبرات، التي أصبحت وسيلة للاتصال، إذ يُمكنك عن طريقها إرسال الرسائل ومحاورة الآخرين وعرض أفكارك وآرائك والاطلاع على أفكار الآخرين وآرائهم، فهي وسيلة للتفاعل والتعامل بين الأشخاص والمؤسسات والهيئات المختلفة، حتى أصبحت هذه الشبكة.. وهذه المنتديات ذات تأثير على الناس.. سواء كان هذا التأثير سلبياً أو إيجابياً.
فلا نستغرب أن يكون الإنترنت هو المؤثر الأول والأكبر في تعاطف الشباب وغيرهم مع الفئة الضالة، بل 70% ممن ينتمون إلى هذا التيار المنحرف يأخذون أفكارهم من الإنترنت بالإضافة إلى وجود آلاف المواقع والمنتديات والمجموعات التي تبث هذه الأفكار.
كل هذه الأسباب وأمثالها جعلت من مواقع المنتديات ومواقع الحوار ذات تأثير وأثر.. يتزايد مع الوقت أعداد المشتركين.. وتزداد دائرة التأثير.. التأثير على الفكر وعلى المجتمع وعلى الأمن وعلى الدين وعلى مهمات الحياة.. مما يجعل المواقع والمنتديات ذات أهميّة لا يمكن تغافلها أو التغاضي عنها، بل يجب توجيهها وتوجيه المشتركين فيها والمشرفين عليها، ومحاولة الخروج بتصورات واضحة تبين للداخل حقيقة هذه المنتديات وواجبها وضوابطها وآدابها: حتى يُصبح فعّالاً قائماً بالحق ناصحاً محافظاً على دينه ولا يجرفه سيل التيارات (المُتخفّي) إلى انحرافات في الفهم والسلوك والدين.
ويمكن توجيه التعامل مع الإنترنت إلى اتجاهات صحيحة ونافعة - والكلام للمشوح مثلاً:
أولاً: وسيلة دعوة: فينبغي استغلالها في هذا المجال وفق ضوابط الدعوة وأصولها، وهي فرصة لتبليغ دين الله تعالى، قال - جل وعلا -: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ذكر الله عز وجل أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً).
ثانياً: ومن أوجه الإفادة من الإنترنت أن تكون وسيلة لطلب العلم والبحث: وأشيد هنا بالمنتديات الشرعية المتخصصة فقد ظهرت منتديات خاصة بعلوم القرآن، ومنتديات خاصة بمنصطلح الحديث، ومنتديات خاصة بالتاريخ.. إلخ يتبادل فيها طلبة العلوم المعلومات.. ويسأل السائل عن الإشكالات.. ويطرح الأساتذة البحوث.. في جو علمي يجب أن يحافظوا على رزانته مما يشوب المنتديات الأخرى.
ثالثاً: كذلك مما يوضع في الحسبان الوصول إلى أناس وطبقات وجماعات لا يحضرون مجالسنا ولا دروسنا ولا محاضراتنا.. لهم مرجعياتهم المختلفة ومبادئهم المغايرة وتصوراتهم المبنية على أقيسة واستنباطات غير صحيحة.. سواء كانت مذاهب فكرية علمانية أو وجودية أو ماركسية، أو حتى ممن ينتمي إلى التيارات الدينية ذات التوجه المختلف.. فرصة لعرض عقيدتنا وإيصال الحق إليهم ومناقشتهم وكشف شبهاتهم.. خاصة من كان صادقاً منهم في البحث عن الحق، قال جل وعلا: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، فهذا باب خير لمن كان لديه العلم الشرعي الكافي والقدرة على إيصال الحق وحوار أمثال هؤلاء عبر المنتديات بالأسلوب الشرعي.. لا بأساليب التنفير المقيتة.
وعلينا أن نحذر من المعايب التي تكثر في مجتمع الإنترنت ويحسن الحذر منها: كثرة الجدال والمراء، والفرقة والخصومة، واتباع الهوى، والمصالح الشخصية، وأكل لحوم العلماء، وتقييم العلماء والدعاة، والتعدي على أعراض وخصوصيات المسلمين وسوء الظن بهم، وخيانة أمانة المجالس وأمانة العمل، والإشاعات، والتصدر للفتيا والقول على الله بلا علم، والإتيان بالغريب والشاذ، والخوض في الفتن، والعجب والكبر، وحب الشهرة والثناء، ومناقشة البدهيات، وعدم احترام شعائر الله، وتضخيم الأشخاص ممن هم ليسوا بمنزلة العلماء، وفحش اللسان، وبذاءة الألفاظ.