الحي وأكد رئيس جمعية مركز حداد بني مالك الشيخ عايد بن خاتم الثقفي على أهمية تنظيم الدورات الميسرة لحفظ القرآن الكريم في ثلاث سنوات، ملفتاً النظر إلى أنه بالتجربة ثبت أن الدورات السريعة الخاصة ب(حفظ القرآن في شهرين) لا يستطيع حضورها كل الناس، ولذلك خصصت الجمعية دورة ميسرة في الصيف لحفظ عشرة أجزاء، ويراجع الدارس هذه العشرة أجزاء طوال السنة، ويأتي في الصف الآخر ويكمل الباقي وهكذا، مشيراً إلى أن هذه تجربة مر بها الجميع على مدار ثلاث سنوات وكانت ناجحة والحمد لله.
وشدد الشيخ الثقفي على أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لها دور عظيم في تنشئة الأجيال على الأخلاق السامية ومبادئ الإسلام السمحة، وسلوك الطريق المستقيم الذي أرشد الله له في كتابه، وقال: إن من سلك نهج الله ونهج كتابه لن يضل أبداً، فالحصن الحصين من الأفكار الضالة والانحرافات المتطرفة التي لم تأت إلا من أناس جهلوا أحكام الدين، وتنصلوا من نهج رب العالمين هو كتاب الله تعالى، والجمعيات الخيرية في بلادنا - حرسها الله- هي الحصن الواقي من كل فكر ضال وهذا ما يُدرس في حلقات ودور النساء ويحذر منه الجيل، ويركز على تحكيم كتاب الله وسماحة ويسر الإسلام.
ونبّه رئيس جمعية تحفيظ حداد بني مالك إلى أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تواجه عقبات وصعوبات كثيرة خلال أداء واجباتها المناطة بها، في مقدمتها شح وقلة الموارد المالية، وهي تشكل عقبة كبيرة في طريق الجمعيات، وقال: إن الجمعية لدينا حالياً تبحث عن أوقاف لضمان استمرار تمويلها المادي، وسد العجز الحاصل في ميزانيتها، وتقليل الجهود المضنية في البحث عن داعمين لها، على الرغم من أن الجمعية تمتلك حالياً مشروعين، ولذلك لا بد من العمل على وجود أوقاف ومشروعات استثمارية لكل جمعية حتى تؤدي رسالتها كما ينبغي، وتمويل الدولة - رعاها الله - متواصل ونرغب في المزيد وتخصيص ميزانية لدعم الجمعيات الخيرية القائمة بتعليم دستور الأمة ومنهجها العظيم.
وأضاف الشيخ الثقفي: إن من تلك الصعوبات أيضاً التي تواجه الجمعية عدم وجود العنصر البشري المؤهل، والطالب الذي يحفظ في هذه الجمعيات، وخاصة أمثال جمعيتنا التي توجد في قرى نائية يذهب بعد المرحلة الثانوية ولا يعود، حيث لا يوجد لدينا جامعات ولا كليات يدرس بها الطالب، وبعد التخرج يعين في مناطق بعيدة ولا نراه بعد ذلك، مقترحاً أن يكون هناك معهد خاص بتخريج معلمين ومشرفين وموجهين في حلقات التحفيظ، إضافة على ما تقوم به بعض الجمعيات وكحل مؤقت من إقامة دورات تدريبية للعاملين بها، وكما أن قلة الرواتب والمكافآت هي من الأسباب القوية في عدم تواجد الأكفاء من معلمين ومشرفين.
وأشار فضيلته إلى أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بحداد بني مالك تقوم بالإشراف على قطاع مترامي الأطراف في أربعة مراكز إدارية هي مركز حداد بني مالك ومركز القريع بني مالك، ومركز ثقيف، ومركز الصور بني الحارث، وقد بدأ النشاط منذ أن كانت الجمعية مكتباً في عام 1411هـ، تابعاً للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف، ثم تحول المكتب لمندوبية في عام 1419هـ ثم لجمعية عام 1423هـ وتقوم الجمعية حالياً بالإشراف على أربعين حلقة تحفيظ، وعشر مدارس نسائية، ويدرس بهذه الحلقات والمدارس أكثر من تسعمائة طالب وطالبة، وتقيم الجمعية عدداً من الدورات التأسيسية والمتوسطة والمتقدمة في كل فصل دراسي، ودورة ميسرة في عشرة أجزاء في الإجازة الصيفية وعدداً من الدورات التدريبية للمعلمين والعاملين، وقد تم - بفضل الله تعالى - تخريج أكثر من ستين حافظاً وحافظة، وقد تحقق للجمعية الكثير من أهدافها في نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وتعليمهم كتاب الله تعالى، حيث إنه في فترة قريبة لم يكن يوجد حافظ واحد في القرى والهجر التي تشرف عليها الجمعية.
وعن تنظيم المسابقات القرآنية، بين الثقفي أن المعمول به أن يتم عمل تنافس شريف بين طلاب كل جمعية، ومن ثم يتم اختيار أفضل طلاب الجمعية ثم تتم التصفيات على مستوى المنطقة، ويختار أفضل الطلاب، وبعد ذلك تتم التصفيات النهائية على مستوى المملكة، مضيفاً أنه بالنسبة لتحفيظ حداد بني مالك، فيتم نشر الوعي لدى الطلاب بأهمية المسابقات، حيث تقيم جمعيتنا مسابقة خاصة بها يتم استنفار معلمي الحلقات لذلك، ووضع جوائز للطلاب المتفوقين، ومن ثم يتم اختيار أفضل الطلاب للمشاركة في المسابقات الأخرى.
وأبرز رئيس جمعية تحفيظ حداد بني مالك الفوائد العظيمة التي تحققها المسابقات القرآنية للطلبة والطالبات المشاركين والمشاركات في حفظ كتاب الله تعالى، وغيرها من الثمار المرجوة منها، وعادت فائدتها على الطلاب أنفسهم من حيث الحفظ والمراجعة، وشحذ الهمم، والتنافس مع الأقران، والاستفادة من الأخطاء، ورؤية النماذج الفذة وأصحاب القدرات العالية، ومحاولة الوصول لما وصل إليه أولئك، ومنافستهم في باب من أعظم أبواب الخير وأشرفها، وعادت الفائدة على الجمعية ذاتها من حيث المقارنة بالجمعيات الأخرى، وما توصلت إليه تلك الجمعيات، وكذلك الاستفادة من خبرات الآخرين.
مكتظ بالسكان، ولكن الذين يصلون في مسجد الحي يعدون على الأصابع، بل لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، لأن أكثر سكان الحي يذهبون إلى المساجد المجاورة، والموجودون بعضهم تجبره وظيفته على الصلاة في مسجد الحي لأنه من منسوبيه، وبعضهم يجبره مرضه وعدم استطاعته، وهذا كله بسبب كرههم لإمامهم، نتيجة تصرفاته السيئة، وبعض حركاته التي - كما قال أحدهم - (تفقع المرارة) فهم لا يطيقون الصلاة خلفه، ولا الوقوف وراءه، ولا حتى النظر في وجهه بسبب تلك التصرفات والحركات، علماً أنه إنسان متعلم العلوم الشرعية، وحافظ لكتاب الله عز وجل، ومواظب على جميع الأوقات في المسجد لا يتأخر وقتاً واحداً، ولكنه نفرهم من مسجدهم بأفعال وتصرفات لا تليق به كإمام، من ذلك، عدم مراعاة ظروفهم والاهتمام بظروفه الخاصة فقط، فعلى سبيل المثال: يطيل الصلاة إطالة مملة إذا كان فارغاً من مشاغله، ويوجزها عند أدنى حاجاته، إلى درجة أنهم يقولون: صرنا نعرفه متى يكون مشغولاً ومتى يكون فارغاً بذلك، وكأنه يصلي فقط لنفسه، حتى اختياره للآيات التي تقرأ في الصلاة الجهرية، غير موفق، فهو يختار ويكرر بعض الآيات، كآيات المنافقين، لمزاً لبعض جماعة المسجد، بسبب أنهم تقدموا بشكوى ضده إلى الجهات المسؤولة، بل يترك الأدعية الجامعة النافعة، الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويذهب إلى أدعية صار بعض جماعة المسجد يتضايق منها لأنه لم يكن يدعو بها من قبل، ومن ذلك قوله بعد شكواه: (اللهم من أرادنا بسوء اللهم اشغله بنفسه واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره سبباً لتدميره يا رب العالمين).
ومن تصرفاته السيئة وحركاته غير اللائقة، أنه يدخل المسجد ولا يسلم على من فيه، وإن سلم عليه أحد لا يرد السلام، وإن رد قال: وعليكم ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد على الذين كانوا يقولون السلام. وعند إقامة الصلاة يأمر بإقامتها بنهر ومن غير نفس، وأكثر المصلين يؤدون السنة الراتبة، ولا ينتظر الداخل في حال الركوع، بل أحياناً ينتظره حتى يظن أنه قرب من الصف فيركع ويترك المسكين يلاحق أنفاسه، وأما المسجد فإنه لا يكلف نفسه الاهتمام به، علماً أن أوضاعه المادية فوق الممتازة، فمكبرات الصوت فيه متهالكة، وإنارته خافتة، ومرافقه سيئة، ونظافته متدنية، وغير ذلك.
فيجب عليه أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي غيره، وأن يكون قدوة حسنة لجماعة مسجده، وأن يكون سبباً ووسيلة لجمعهم وتأليف قلوبهم لا لتنفيرهم وتفريقهم، أو يترك المجال لغيره وخاصة أن الله عز وجل قد أنعم عليه، ويتذكر عقوبة من أم قوماً وهم له كارهون.
حائل ص.ب 3998