Al Jazirah NewsPaper Friday  11/04/2008 G Issue 12979
الجمعة 05 ربيع الثاني 1429   العدد  12979
نقاط فوق الحروف
السلام... كسب للقلوب
د. صالح بن إبراهيم الدسيماني

الطريق إلى كسب القلوب والمفتاح الوحيد لهذه القلوب هو السلام مصداقاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) (27) سورة النور، وقال تعالى: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)(86) سورة النساء.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم) رواه مسلم. والسلام هو دليل المحبة يغرس في القلب المودة ويمكّن المحبة ويولف القلوب، أول وسيلة للتعارف بين الناس هو السلام، وهو شعار المسلمين في الدنيا والآخرة، كلمة عظيمة تنبثق من القلوب فتميت العداوة والبغضاء وتستل الضغائن والأحقاد من داخل الصدور، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) متفق عليه. وكذلك حث على السلام عند دخول المجالس والانتهاء منها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة). رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.

والسلام بركة لأهل البيت، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا بني إذا دخلت على أهلك، فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك) راه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

وبعد أن عرفنا روعة السلام، نتساءل: لماذا السلام؟ لأن السلام هو الأمن والأمان، أي عليك الأمن والأمان من الله عزّ وجلّ، والسلام هو الرحمة وهو المحبة ومفتاح القلوب، لكننا في زماننا هذا نجد هناك فجوة عميقة في تعاملنا مع البعض، فنرى بعضنا يلقى أخاه المسلم فلا يبدأه بالسلام ويدخل الموظف مكتبه فلا يكلف نفسه بإلقاء السلام، ونرى الرجل يدخل بيته ولا يبدأ بالسلام، يمر الرجل بالرجل في الشارع العام فلا يلقي عليه السلام، فكانت للعداوة والبغضاء وانتشار الحقد والحسد بين القلوب؛ لأننا لم نتعامل مع مفتاح القلوب وهو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستبدالها بألفاظ ليس فيها معنى عميق، بل لها مدلول خاص بها فقط، فلماذا لا نعود إلى النبع الصافي إلى الكلمة العظيمة إلى مفتاح القلوب إلى تحية أهل الجنة يوم يلقون الله عزّ وجلّ في الجنة وتحيتهم فيها سلام.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد