القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
أكدت وسائل الإعلام المصرية الصادرة صباح أمس أهمية القمة السعودية المصرية معتبرة إياها قمة لم الشمل العربي وتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية وبخاصة في المناطق المتوترة مثل لبنان والعراق وفلسطين، وأبرزت الصحف أهمية اللقاء الذي يجمع زعيمين عربيين كبيرين في هذا التوقيت الذي تتداعى فيه الأزمات على المنطقة العربية من كل اتجاه. وأوضحت الصحف أن المباحثات تناولت سبل دفع عملية السلام ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتحقيق الانفراج في الأزمة اللبنانية ولم الشمل العربي. وذكرت الصحف أن الزعيمين ناقشا ملفات السلام والعمل العربي المشترك وتفعيل المبادرة العربية لوضع الحلول المناسبة للأزمة السياسية التي يمر بها لبنان، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري والمشروعات المشتركة.
وقالت صحيفة الأهرام شبه الرسمية: إن القمة السعودية المصرية جاءت في إطار الجهود المبذولة للعمل على معالجة المشكلات العربية التي تواجه المنطقة العربية، وأوضحت الأهرام أن الزعيمين ناقشا خلالها ملفات السلام والعمل العربي المشترك وأزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني وتطورات الأوضاع الإقليمية والعربية، وتم خلال اللقاء استعراض أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية وبخاصة جهود دفع عملية السلام واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وما يعترضها من معوقات خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والاعتداءات المستمرة على قطاع غزة.
كما تم بحث سبل التنسيق المستمر بين القيادتين المصرية والسعودية وسبل تفعيل التعاون المشترك في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية بين البلدين ،والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري وتشجيع القطاع الخاص بالبلدين وإقامة المزيد من المشروعات المشتركة في جميع المجالات والعمل على تفعيل اتفاقات وبرامج التعاون المبرمة في مختلف المجالات.? وأبرزت صحيفة الأخبار الاتفاق الشامل الزعيمين الملك عبدالله ومبارك في مختلف القضايا وبخاصة في فلسطين ولبنان. فيما أكدت صحيفة الجمهورية أن القمة السعودية المصرية تأتي في مرحلة مهمة بهدف دفع العلاقات العربية للأمام ومحاولة تجاوز بعض العقبات أمامها. ونقلت الصحف تصريحات السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية الذي صرح بأن القمة المصرية - السعودية التي اختتمت أعمالها مساء يوم الأربعاء بمدينة شرم الشيخ شهدت على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة مشاورات مكثفة ومطولة مهمة ومفيدة تعكس حرص القيادتين السياسيتين في مصر والمملكة العربية السعودية على مواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف ما يهم العالم العربي من قضايا ومصالح مشتركة.
وقال السفير سليمان عواد: إن القمة تأتي في وقت مهم للغاية يشهد فترة دقيقة تمر بها الأمة العربية بأزمات وصراعات وخلافات وأوضاع في العلاقات العربية - العربية لا تبدو باعثة على السعادة.
وأشار عواد - في تصريحه - إلى أن القمة تطرقت إلى الوضع على الساحة الفلسطينية سواء فيما يتعلق بالتصعيد الحالي في غزة أو التعثر غير المبشر في مفاوضات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار ما أسفر عنه اجتماع أنابوليس، كما تطرقت إلى الوضع على الساحة اللبنانية واستمرار الأزمة من نوفمبر من العام الماضي وكذلك الوضع في العراق ومنطقة الخليج.
ولفت إلى أن القمة ركزت بشكل خاص على الوضعين في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة. وفيما يتعلق بالعلاقات العربية - العربية قال إن القمة شهدت مشاورات صريحة حول تشخيص الوضع العربي الراهن وحول الخلافات العربية وبخاصة فيما يتصل بالوضع على الساحة اللبنانية وهي أساس وجوهر ودافع ومحرك هذه الخلافات، وقال عواد: (دعونا نسمي الأشياء بأسمائها فالعلاقات المصرية السعودية مع الشقيقة سوريا لا تبدو في أحسن حالاتها). مؤكداً أن مصر والسعودية وسوريا كانت دائماً أعمدة أساسية في أي عمل عربي مشترك. وقال السفير سليمان عواد -في تصريحه-: (إن الزعيمين مبارك والعاهل السعودي أكدا على أن تحريك الوضع في لبنان هو مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية العربية).
وأوضح أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية قد انضم إلى مباحثات القمة فيما يتعلق بالشق الخاص بالعلاقات العربية - العربية.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الأمين العام للجامعة العربية قد حمل رسالة من دمشق إلى القمة التي عقدت أمس حول تحسين العلاقات بين سوريا وكل من مصر والسعودية مقابل تحقيق انفراجه في الأزمة اللبنانية، قال السفير سليمان عواد: (إنه ليس لديه أي علم بمثل هذه الرسالة) ولكني أكرر (أن مفتاح الوضع الراهن في العلاقات العربية العربية هو حلحلة الوضع في لبنان حيث تستمر الأزمة هناك دون أن يبدو أي ضوء في الأفق).