Al Jazirah NewsPaper Friday  11/04/2008 G Issue 12979
الجمعة 05 ربيع الثاني 1429   العدد  12979
الوطنية هي الأساس الذي يجمعنا
عبد الله بن راشد السنيدي

كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول ما يثار من حين لآخر في المحيط الاجتماعي من نعرات وعصبيات وكأنها تشبه ما كان يحصل بين العرب قبل الإسلام والتي أنكرها الدين الحنيف وقضى عليها وحث على عدم إضاعة الوقت بسببها واستبدلها بمبدأ الأخوة ومبدأ العدل والمساواة وأورد من النصوص القاطعة ما يدل على ذلك ومنها قول المولى عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ، وفي السنة الشريفة (دعوها فإنها منتنة)، يقصد عليه الصلاة والسلام العصبية وفي السنة المطهرة ورد أيضاً (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية).

فالنص الرباني الذي ورد في الآية الكريمة يجعل الناس على قدم المساواة وأنه لا شيء يفرق بين إنسان وآخر إلا مخافة الله عز وجل في كل تصرف يقدم عليه الإنسان سواء كان تصرفاً يخص العلاقة بينه وبين الله عز وجل أو يخص العلاقة بينه وبين الناس الآخرين، أما الحديث النبوي الشريف (دعوها فإنها منتنة) فهو يشبه العصبية بالرائحة غير الطيبة، وأما الحديث الآخر (ليس منا من دعا إلى عصبية...) فهو يكاد يخرج دعاة العصبية من الإسلام ومن الأخوة الإسلامية.

وإثارة مثل هذه النعرات والعصبيات في مجتمعنا أمر مستغرب بعد الوعي الذي وصلنا إليه والتقدم الذي حققته بلادنا فكأنه رجوع أو التفاتة للوراء، وجميعنا يدرك بأن الجزيرة العربية نعمت بعد ظهور الإسلام بالمحبة والأخوة والعدالة بعد أن كانت تعيش في حالة تتسم بالجهل والفقر والنهب وقطع الطريق وعدم الأمن والاستقرار والعصبية الجاهلية، واحتل العرب مكانة آنذاك بين الأمم بعد أن كانوا محل احتقار تلك الأمم وازدرائها بل انهم سادوا العالم بفضل دين الله الخاتم الذي أنزل عليهم، وعندما تراجعت الجزيرة العربية عن مبادئ الإسلام الخالدة وضعف الوازع الديني فيها في مرحلة زمنية مضت ظهرت البدع والخرافات وزادت وتيرة العصبية وانتشرت المظالم والمنازعات إلى أن هيأ الله لها أسرة آل سعود الكرام بداية بالإمام محمد بن سعود الذي تضامن مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب - يرحمهما الله - على العودة بالناس إلى العقيدة الصحيحة ونبذ البدع والخرافات وتوحيد الناس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ما حصل والحمد لله طوال السنين الماضية بعد توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية سنة 1351هـ في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وأبنائه البررة الذين خلفوه في الحكم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لكي يكون هذا المسمى دليلاً للوطنية الذي توحد بين الجميع وهو الأمر الذي ساعد بعد الله عز وجل ثم توجيهات القيادة الحكيمة على بناء دولة حديثة ومتطورة، تسود بين أبنائها المحبة والتآخي وتطبق بينهم العدالة والمساواة.

إذاً فإن مسمى بلادنا هو هويتنا ووطنيتنا فكما أن الإسلام الحنيف هو الذي يجمعنا مع إخواننا المسلمين في كافة أنحاء الأرض، فإن هويتنا الوطنية هي التي تجمعنا نحن سكان هذه البلاد بالإضافة للشريعة الغراء وهو بطبيعة الحال ما يتطلب منا جميعاً كمواطنين منتمين لهذه الدولة الكريمة الكثير من الالتزامات ومن ذلك ما يلي:

- إشاعة جو المودة والاحترام المتبادل بين المواطنين.

- نبذ كل ما يدعو إلى الفرقة أو إثارة النعرات.

- إشاعة جو الإخاء والمحبة بين المواطنين.

- التعاون بين الجميع لما فيه خير المصلحة العامة للوطن والمواطن.

- عدم التعاون مع أعداء الوطن.

- التمسك بسماحة الإسلام وحنيفيته ونبذ التطرف والتشدد.

- أن تكون الهوية الوطنية هي الأساس الذي يجمعنا بعد دين الله القويم ونبذ ما سواها من هويات أخرى.

- تعزيز مبدأ الوطنية بمزيد من العمل المخلص حسب موقعه.

- تجاهل من يعمل للإضرار بوحدة هذا الوطن ومواطنيه.

- احترام الأنظمة والتقيد بها لكونها الطريق إلى تطبيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.

- البعد عن المحسوبية والإقليمية وأن يكون منطلق التعامل بين المواطنين هو العدالة والمساواة.

- الولاء والسمع والطاعة للقيادة الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.

asunaidi@mcs.gov.sa



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد