Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/04/2008 G Issue 12978
الخميس 04 ربيع الثاني 1429   العدد  12978
بداية الإعداد للموسم المقبل
إعداد - خالد الطياش

بدأت أغلب الفرق الأوروبية والعالمية التحرك للإعداد للموسم المقبل، إما بالتجديد مع اللاعبين البارزين وإما بالاستعداد لتسريح بعض اللاعبين الذين لم تتم الاستفادة منهم بالشكل المطلوب مع تعويضهم بلاعبين آخرين يحققون النتائج المرجوة. ويلاحظ السرية التامة في جميع تلك التحركات التي تقوم بها الأندية عن طريق الإداريين ومسؤولي التعاقدات فيها؛ حتى لا يتأثر أداء الفريق خلال ما تبقى من الموسم الحالي.

وتعاني الأندية من الإعلام بشكل كبير في مثل هذه الأمور؛ إذ إن الصحف تبدأ البحث عن أي معلومة قابلة للنشر؛ حتى تتمكن من تحقيق أكبر تسويق ممكن عند الجماهير الرياضية. وهنا تبدأ اللعبة بالدوران بين سرية مديري ومسؤولي الأندية وبين اجتهاد وتطفل الإعلام لما يدور خلف الكواليس. اللعبة دائماً ما تكون ممتعة للمتابع الرياضي، خصوصاً عندما يقرأ أن النجم الموهوب سينتقل إلى اللعب في الفريق الكبير، والمدرب الداهية سيترك الفريق العريق، وإداري ينفي الخبر، ولاعب يتهرب من الإدلاء بأي تصريحات، ومدرب ينفجر في وجه الإعلام... تستمر كل تلك الأحداث حتى ينتهي الموسم الرياضي في البطولات المحلية والخارجية.. بعدها تبدأ اللعبة تأخذ منعطفاً آخر وهو كشف المستور؛ فما إن يبدأ موسم الصيف ويذهب أعضاء الفرق لقضاء إجازاتهم بعد الفراغ من موسم طويل، إلا وتبدأ الأندية شيئاً فشيئاً بكشف الحقائق للإعلام والمتابع الرياضي؛ رونالدينهو ينتقل ورونالدو يعود وكابيللو يستمر وربينهو يجدد وهنري يغادر وكريستيانو رونالدو هو الأفضل والأغلى سعراً وبوفون مرغوب في الإنتر ومانشيني يدرب لاتسيو... أحداث وأخبار تستمر حتى نهاية الصيف بين مسؤولي التعاقدات ووكلاء اللاعبين. وحدد تاريخ 31 أغسطس من العام كموعد أخير لإقفال السوق الكروية لجميع الأندية الأوروبية؛ نظراً إلى الاستعداد لبداية موسم رياضي جديد. يبدأ الموسم وتبدأ الجماهير متابعة ما تم من تحركات وصفقات، منها ما يثبت الوقت نجاحها، ومنها ما يثبت الوقت فشلها. يترتب على النجاح تحقيق نتائج إيجابية تكون مرضية للجميع، ويترتب على الفشل نتائج سلبية تكون محبطة للجميع. النجاح يتبعه ربح مالي كبير بغض النظر عن الفوز بأي بطولات والفشل يتبعة خسائر مالية كبيرة، وهذا هو المعيار الذي يهتم به جميع الفرق في أوروبا بشكل خاص والفرق المحترفة في العالم بشكل عام. الربح والخسارة هما المعيار الحقيقي للاستمرار أو لإحداث التغيرات في أي فريق.

- أيه سي ميلان الإيطالي هو أكثر الفرق خسارةً هذ الموسم في حال عدم نجاحه في التأهل إلى البطولة الأوروبية.. الأخطاء كانت فادحة وواضحة من قبل مسؤولي النادي الإيطالي العريق الذي تحول من بطل أوروبا والعالم.. إلى أحد المراكز في بطولة الدوري التي لا تؤهله إلى اللعب في بطولة الأبطال!

- لعل أبرز أخطاء بطل العالم للأندية هو بيع مهاجم الفريق وهدافه الأول أندريه شيفتشنكو بمبلغ مالي كبير لنادي تشلسي الإنجليزي، وتعويضه بلاعب مثل رونالدو، لاعب لا يشارك في أربع مباريات متتالية إلا وتدهمه الإصابات.. ليس هذا فحسب بل إن التقارير الصحفية أوضحت أن ثنائي خط الهجوم المتمثل في الإيطاليين فيلبو إنزاجي وجيلاردينو لم يسجلا نهائياً في أي لقاء خاضه اللاعبان معاً؛ فلكي يسجل أحدهما في مرمى الخصوم لا بدّ أن يكون الآخر قد غادر أرض الملعب!! ولم يحرك مسؤولو التعاقدات أي ساكن.. وبدأ هذا الموسم بنفس اللاعبين في خط الهجوم دون إبداء أي تغيير مع إضافة مهاجم ناشئ (البرازيلي باتو) عمره لم يتجاوز الثامنة عشرة لم يتمكن باتو من المشاركة طيلة الدور الأول من الدوري بسبب القانون الخاص بسن الـ18 سنة. وخسر ميلان الكثير من النقاط لضعف خط الهجوم.. لا المدرب ولا اللاعبون هم أسباب تردي النتائج.. جالياني وإدارته هما المسؤول الأول والأخير، ولعل هتافات الجماهير في ملعب السانسيرو بمدينة ميلانو ضد جالياني في مبارة الفريق ضد أتلانتا هي أكبر دليل على صحة انتقادي لجالياني... هذا مثال حي وواضح على أهمية عمل الإدارة قبل انطلاق الموسم.

- تأخر برليسكوني رئيس نادي ميلان في إنهاء صفقة شراء المهاجم السويدي الدولي إبراهيموفيتش ودخول الإنتر وخطفه في نفس اليوم مكن الإنتر من الفوز بلقب الكالتشيو وتدهور الميلان في جميع البطولات التي شارك بها.. جالياني قال: إنني اتصلت ببرليسكوني هاتفياً ليكي يوفر لنا المال اللازم لإتمام الصفقة.. تأخره دفع باللاعب للخروج والتوقيع لمصلحة الإنتر!

- الهداف الأرجنتيني المتمكن هيرنار كريسبو.. حضر من إنجلترا لمدينة ميلانو للتوقيع مع أيه سي ميلان.. فجأة شاهدناه بقميص الإنتر من خلال وسائل الإعلام.. اللاعب صرح بأنه لم يلق الاهتمام المطلوب من إدارة الميلان وهو ما دفعه إلى التوقيع للإنتر الذي أبدى اهتماماً كبيراً.

- في الكرة السعودية.. الفريق الجماهيري الكبير قد يفقد فرصة الفوز في أهم بطولات الموسم بسبب خطأ إداري واضح في التعاقد مع مهاجم (لا يهش ولا ينش) لم يرتق إلى مستوى الطموحات في تسجيل الأهداف ولم يساعد على حصد أكبر قدر ممكن من النقاط بالشكل المرجو.. فرصة الاستفادة من كرت اللاعب الأجنبي قد احترقت وأحرقت معها أعصاب الكثير من محبيه.. بينما استفاد الفريق المنافس في البطولة ذاتها من نفس الكرت في حرق شباك الخصوم وحصد الكثير من النقاط.. ليس تقليلاً من أحد ولا مديحاً لأحد بقدر ما هو إشارة إلى أهمية تحركات الإدارة ومسؤولي التعاقدات قبل انطلاق الموسم حيث إنها تعتبر أحد أهم عوامل النجاح.

- اليوفنتوس الإيطالي سيسعى بقوة لتعويض بعض الأخطاء في السوق الكروية بداية هذا الموسم في الصيف المقبل.. لاعبون أمثال صانع الألعاب البرازيلي دييغو لنادي فريدير بريمن الألماني.. والمهاجم البرازيلي أماوري لاعب نادي باليرمو الإيطالي ومدرب كبير مثل مارتشيللو لبي.. ومدافع فذ مثل كانفارو وزامبروتا بالتأكيد سيعيدون إلى اليوفي توهجه المفقود أوروبياً.

- الريال العريق بدأ في البحث عن حلول لخط الهجوم.. والبارسا الممتع بدأ البحث عن مدرب بديل.. أحاديث صحفية، ولكنها ثابتة لا محالة.

- مانشستر يونايتد أكثر الفرق العالمية ثباتاً وقبولاً بين أنصاره ومحبيه؛ فهو الفريق الوحيد الذي قد لا يحدث أي تغيير، حتى وإن لم يحقق أي بطولة.

- الهلال السعودي يحتاج إلى مهاجم محلي أو أجنبي في الموسم المقبل يعوض غياب ياسر القحطاني في حال إصابته - لا قدر الله - أو غيابه لأي سبب كان.. فهل تتحرك الإدارة ومسؤولو التعاقدات في الزعيم للبحث عمن يرضي طموح جماهيرهم؟

- الاتحاد يحتاج إلى مدرب كفؤ يعمل على ترميم صفوف الفريق بلاعبيه الشبان.. كما فعل كوزمين للهلال خلال هذا الموسم.. وكما فعلت الإدارة النصراوية لفريقها أيضا.ً. الاتحاد ينافس في بطولات الفئات السنية بقوة، لكنه لم ينتج كما أنتج الهلال.. أتحدث هنا عن عبدالعزيز الدوسري والكلثم والفريدي وحسن خيرات والكثير من الوجوه الشابة التي كانت تلعب في دوري الشباب الموسم الماضي.

- تعاقد النصر مع مهاجم مثل ريان بلال بداية هذا الموسم كان سبباً رئيسياً في فوز الفريق ببطولة بعد سنوات طويلة.. تحسب للنصر ومسؤولي التعاقدات فيه تلك الخطوة الإيجابية.. فهل تستمر الخطوات الإيجابية؟

- القادسية لم يستفد من قيمة بيع ياسر القحطاني (العقد المالي الأكبر في تاريخ الكرة السعودية) لم يتعاقد مع لاعبين أمثال ناصر الشمراني أو عيسى المحياني أو أي مهاجم دولي آخر يسد به الفراغ الكبير الذي أحدثه بيع ياسر.. هبط إلى الدرجة الثانية؛ فمن المسؤول غير الإدارة ومسؤولي التعاقدات في الفريق؟

- في أوروبا.. وبالأخص في الأندية الكبيرة (باستثناء مانشستر يونايتد لثبات مستواه وعدم معاناته من أي نقص في صفوفه) الإدارة التي ستتحرك بشكل قوي ولافت للأنظار هي الإدارة التي ستمكن فريقها من الفوز ببطولات محلية وخارجية.. لعل أهم تلك الإدارات التي ينتظر تحركها بقوة هي إدارة اليوفنتوس وميلان والإنتر من إيطاليا.. والريال والبارسا من إسبانيا.. وليفربول وتشلسي والأرسنال من إنجلترا.. فهي الأندية الأكبر والأقوى في القارة العجوز حالياً.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد