من وجهة نظر تنظيم القاعدة الإرهابي حسبما (أفتى) الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، فإن إطلاق الصواريخ على إسرائيل لا يجوز لأنه يستهدف المدنيين ومن بينهم الأطفال الأبرياء. وعندما سئل الظواهري عن قتل الأبرياء في الجزائر وبينهم أطفال على يد القاعدة في ديسمبر الماضي، أجاب بكل برود: إنهم ليسوا أبرياء، وأن الأطفال قتلوا خطأ أو للضرورة. فأية ضرورة تبيح قتل أطفال المسلمين الذين لا ذنب لهم، ولماذا لا تنسحب هذه الضرورة على أطفال إسرائيل؟.
إن تنظيم القاعدة الذي روع الآمنين في بلاد المسلمين، واستباح دماءهم وأموالهم، لم يجرؤ حتى الآن على القيام بأية عملية ضد إسرائيل، على الرغم من خطب قادته الرنانة حول تطهير الأقصى من براثن اليهود، وتحرير القدس الشريف.
ومن التعليلات العليلة التي طرحها الظواهري لامتناع القاعدة عن استهداف إسرائيل هو انشغال التنظيم بتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي، ونسي أو تناسى أن فلسطين محتلة منذ عشرات السنين، فأين كانوا قبل احتلال العراق؟.. ولماذا لم ينشغلوا بمسعاهم ل(تحرير) العراق عن استهداف بلاد المسلمين الأخرى التي تعاني من إرهابهم؟. أو أن تحرير العراق يأتي عبر قتل الأبرياء في الجزائر والمغرب والسعودية ومصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية؟.
وفي هذا السياق، ماذا تفعل القاعدة في العراق؟! هل هي حقا تواجه المحتل الأمريكي أم أنها تقتل الأبرياء الغافلين في الأسواق والأحياء السكنية؟.. وهل تحرير العراق يتم عبر تفخيخ النساء المتخلفات عقليا والأطفال الذين لم يصلوا سن التمييز وتفجيرهم عن بعد في الأسواق المكتظة بالمواطنين العراقيين؟.
من الواضح أن القاعدة تلوي أعناق النصوص الشرعية، وتتلاعب بالحقائق الموضوعية، وتختلق الأكاذيب من أجل فرض أجندتها الدموية على المجتمعات الإسلامية، مستغلة حالة الاحتقان التي يعيشها العالم اليوم بسبب تعدد الأزمات ولاسيما في منطقتنا العربية.
ولا يمكن التصدي لها ولفكرها الإرهابي إلا بتوفيق الله ثم بتحصين أبناء المسلمين عقائديا وفكريا حتى لا يقعوا فرائس في شراكها التي تنصبها عبر الدعاوى الباطلة التي تنشرها في كل مكان عبر الإنترنت وبعض القنوات الفضائية.
كما يجب العمل على زيادة التعاون والتنسيق بين الدول في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وعلى الدول الداعمة للإرهاب أن تكف يدها عن ذلك، وإلا فإن السحر سينقلب على الساحر.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244