Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/04/2008 G Issue 12978
الخميس 04 ربيع الثاني 1429   العدد  12978
متى تعود الطائف عروساً للمصايف؟
د. عبد الوهاب رجب هاشم بن صادق-كلية العلوم - جامعة الملك سعود

المحافظة التي تغنى بها الشعراء، والتي تضم في طياتها وادي وج وروابي شهار والمثناة والقيم والردف والقديرة مروراً بالزهرة والشريعة وغدير البنات وجبل السكارى بالإضافة إلى السلامة ومعشي وأم خبز والمحجوب والعقيق والهدا والشفا وجباجب وجبل ابن منديل وأبوابها الثلاثة التاريخية، التي كانت تضم حارة أسفل وحارة فوق وحارة السليمانية داخل السور، المحافظة التي كان يُطلق عليها عروس المصايف والتي احتلت فؤاد مؤسس الجزيرة وباني نهضتها المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - خلال فترة الصيف، المحافظة لا تزال ترتدي حلتها القديمة، فشوارعها لم تطلها يد التغيير والتنظيم سوى بمقدار متواضع، وإذا ما طالتها يد التغيير فإنها تتجه إلى ضعف التخطيط الذي لا يخدم الصالح العام.. ومن أكثر الأمثلة على ذلك شارع أبو بكر الصديق رضي الله عنه وشارع شبرا، حيث لم تظهر آثار التطور على الشارعين في الوقت الراهن خصوصاً في التنظيم المروري والوقوف.. والمفترض أن يكون هناك مصدات من الكروم لمنع وقوف السيارات على الأرصفة مع تخطيط المواقف بطريقة علمية وصحيحة مع إيجاد ممرات لتنقل المشاة بطريقة سهلة ومريحة لجوانب الشارعين لا كما هو موجود في الوقت الراهن في ظل غياب التنظيم المروري الجيد، أما المصايف الجميلة مثل الهدا والشفا فهذه لا تزال كما هي ولم تطلها يد التغيير سوى بدرجة بسيطة جداً، فالأشجار في طريق الهدا والشفا منتهية الأعمار مع عدم اكتمال الرصف للحدائق الصغيرة المنتشرة على الطريقين بالإضافة إلى عدم وجود الحمامات اللائقة والنظيفة للمصطاف ومواقف السيارات، أما الأتربة والغبار والنفايات والمخلفات فحدث ولا حرج.. وبخصوص بوابات الطائف الأربع للقادم من الرياض ومكة المكرمة (السيل والهدا) والجنوب، فلا تُوجد بوابات في الأساس، وإنما نقاط تفتيش مرورية وأمنية لم تساهم فيها بلدية الطائف لتحويلها إلى بوابات جميلة يشاهدها القادم والمغادر عند مداخل المحافظة، التي يجب أن تحتوي على سبيل المثال على محطات للاستراحة مزودة بالحمامات النظيفة والمطاعم ومكاتب السياحة وتأجير السيارات والفنادق والشقق المفروشة، ونقاط التفتيش تلك أو المداخل الأساسية للمحافظة ذات منظر مقزز وخصوصاً تلك الموجودة للقادم من الرياض، حيث طبقات الأسفلت المتخدد والسيارات المصدومة والمتراكمة والأتربة والنفايات التي يراها القادم للمحافظة.

كما أن مداخل أحياء المحافظة وخصوصاً تلك التي تقع في الضواحي ومنها على سبيل المثال حي الشرفية في حالة يُرثى لها حيث إن المدخل الرئيس للشرفية عبارة عن عبّارة صغيرة لا تسمح بمرور السيارات الكبيرة بالإضافة إلى أن الحي لم تتم اكتمال الخدمات العامة فيه وخصوصاً مشاريع الصرف الصحي، أما النظافة فتحتاج إلى المزيد من الرقابة من حيث ضرورة توفر حاويات للقمامة حديثة وكبيرة عِوضاً عن الحاويات القديمة والبراميل الصغيرة والمحطمة التي تمَّ صبغها مؤخراً باللون الأصفر وهي في موقعها بالحي، أما البيارات في الحي فهي دائمة الجريان.

محافظة الطائف ونادي الطائف الأدبي وجمعية الثقافة والفنون لا بد وأن تشارك مشاركة فعَّالة في الأنشطة الصيفية والاستفادة من الأكاديميين من أبناء المحافظة في الجامعات السعودية المختلفة وذلك للمشاركة في المحاضرات الثقافية والعلمية والطبية والاقتصادية.

أين بلدية الطائف من التنظيم العام لتوابعها مثل رضوان والمويه والعطيف وظلم وقرى الجنوب العديدة، أين مداخلها الجميلة والمتضمنة الإنارة والرصف والحدائق.. أين التخطيط للمساجد والمقابر الحديثة والحمامات النظيفة والاستراحات المريحة المزودة بالماء والكهرباء؟ مطار المحافظة لا يزال يترنح بمبانيه القديمة التي لا ترضي بأي حال من الأحوال الوضع السياحي للمحافظة، فالمبنى متهالك والقاعات وصالات المسافرين لم تطلها يد التطوير والتغيير ومكاتب الخطوط السعودية تحتاج إلى التجديد، كما أن تراكم الطائرات القديمة في مدرج المطار زاد من الحيرة والتعجب أمام القادمين والمسافرين وذلك من منظرها المزعج وكونها متهالكة وغير صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى أن مواقف السيارات تحتاج أيضاً إلى زيادة المساحة والتجديد والرصف والتنظيم، أما مكاتب تأجير السيارات فعددها محدود كما أنها تقع في منطقة صغيرة جداً ولا تلبي الاحتياج الفعلي للسيارات المطلوبة للتأجير وتحتاج إلى الرقابة، الحاجة مطلوبة أيضاً لإضافة حافلات حديثة لنقل المسافرين والمصطافين من المطار إلى المحافظة ومكة المكرمة والمصايف، كما يجب أن يكون للمرور دور في التنظيم المروري في المطار وضبط أسعار سيارات الأجرة، وعموماً فإن الوضع الحالي للمطار لا يعكس مكانة عروس المصايف والذي يحتاج إلى توسعة وتنظيم وتجديد، ومن خلال الإعداد الجيد للخطط والبرامج المستقبلية فإنه يجب العمل على تجهيز مطار الطائف لاستقبال الطائرات القادمة للحج والعمرة.. وهذا سوف يقلل - بإذن الله تعالى - الضغط على مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ويفتح فرصاً جديدة للعمل للمواطنين.

مستشفى الملك فيصل القديم الذي يقع في وسط المحافظة والذي تمَّ هدمه مؤخراً لا بد وأن يتم استغلاله استغلالاً صحياً جيداً مبنياً على التخطيط السليم ليخدم المحافظة، بالإضافة إلى أن مستشفى العدواني العام القديم والواقع في شارع شبرا في الوقت الراهن يحتاج إلى الإزالة للحد من أخطاره البيئية والصحية على المحافظة.

أما مكائن الصرف الآلي للحصول على النقود فهذه محدودة الانتشار في المحافظة، والتي تحتاج في الوقت الراهن إلى المزيد من التوسع وخصوصاً في الأحياء الحديثة وضواحي الطائف والهدا والشفا وطريق الجنوب وطريق السيل وخصوصاً في منطقتي الميقات (السيل الكبير ووادي محرم) لخدمة الحجاج والمعتمرين والمصطافين.

العروس لا بد وأن تستعد لاستقبال المصطافين والزوار، لكن استعدادها يحتاج إلى تضافر جهود أبناء المحافظة وبذل الغالي والثمين لذلك، أما مجلس المنطقة فعليه يقع الدور الكبير في مناقشة ووضع البرامج والخطط المستقبلية لتجهيز العروس.

تلك الأسئلة وغيرها مطروحة بين يدي فارس المنطقة ومهندسها والذي حوّل أبها إلى بهاء وعسير إلى يسير وأعتقد أنه - بإذن الله تعالى - سوف يعيد محافظة الطائف لسابق مجدها لتصبح عروس المصايف.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد