مظاهر فعاليات وزارة الداخلية اليومية تعبر بشكل صادق وأكيد عن الدور الذي احتلته في حياة الناس والمجتمع بأنها أعمال جليلة وخدمات متطورة لا تقبل الجمود أو السكون تبحث دائماً عن عوامل تجددها وحيويتها واستمراريتها، أعمال تحفظ للأمانة عراها وتربط الأجيال الجديرة بأمنها وطمأنينتها وتكون مدخلاً وحافزاً لمستقبل أفضل يليق بأحفاد أجداد قدموا للبلاد هذه الأمانة الخالدة، هذا الوطن كما البلدان الأخرى يواجه أخطار الإرهاب والممارسات المعادية المادية والمعنوية كما يواجه حرباً نفسية تضليلية متتابعة الحلقات والفصول... وكل مواطن ينتهي إلى رجاء وثقة ومعرفة تجعلنا جميعاً على اطمئنان كامل في أن تدابير هذه الوزارة تكلل دوماً بالنجاح نتيجة التروي والتفهم والرصد المستمر، ففي قمة ديوان الوزارة الأم كما يحلو للبعض أن يسميها، قادة فتحوا أبواب الصلاح والإصلاح في عهد مشرق النور خالص الطهر صادق العزيمة يرجون فيه أن يقروا حياة الوطن على الوضع الصحيح وأن يقيموا سياسة الأمن على النهج المستقيم وأن يرفعوا بني الوطن إلى مقام الإنسان المسلم الحر المريد، دبّ في حسهم الوعي من طول ما أرفضتهم الآلام وقرعتهم الخطوب، والأمير محمد بن نايف ركن الأمن وقائد مسيرته وقد أوتي من صفاء الفطرة ونقاء الذهن وكمال الاستعداد ما جعله علماً من أعلام الجهاد الوطني اليومي في هذه المؤسسة الحيوية الهامة ومثلا من أمثلة الصبر على المكاره في سبيل الغاية المنشودة وحسبنا أنه قضى عقدين من الزمن حاملاً الأمانة مكافحاً الجرائم وعاملاً على تحقيق الطمأنينة فكان في مقدمة صفوف بناة الوطن ولما كمل روية وعزيمة أعمل رأيه في ابتناء الكامل وغدا موفقا، مثله الأعلى هو عمله، وأفكاره هي قوله الصادق، ركن من صروح الإخلاص الوطني القائمة في المملكة والتي تمثل الصراحة وقوة اليقين والتحمس للمصالح العامة وفي عمله إضافة كبيرة وكسب لبعض القيم التي يرهبها الناس ويحترمونها ولكن لا يحبونها لأنها تمثل فكرة سامية عن عالم أعلى وأعظم من عالم تسود فيه المصالح والغرائز وتبادل المنافع وفي العمل الرسمي كان الأمير محمد بن نايف لنا مدرسة أحببنا فيه تلك الصراحة وأكبرنا فيه غيرته وإخلاصه وجرأته في الحق وتواجده الدائم على مدار الساعة وتفانيه في المصلحة العامة وهي أمور يقدم عليها الأوفياء لأوطانهم.. ففي جلسته الأسبوعية المعتادة يتهلل وجهه في مقابلة الجمهور يقضي في المشكلات التي تعرض بنعم يتلقونها منه، يسهل كل مطلب بل إن إحسانه درك الرجاء وقوله عند الوعد شعبة من عقله، يتناول كثيرا من القضايا يشرح رؤيته في عدد من الأمور الأمنية ويستمع لكل من يريد أن يتحدث من الحضور فكانت الجلسة اجتماعاً مفتوحاً ثرياً يدل على أن هذا الأمير القائد لا يحب أن يحكم من برج عاجي ولكنه يفضل أن يقترب من الناس ويعيش الواقع الأمني ويستمع إلى مختلف الآراء كما يحب أن يعرف الناس عن قرب، رأيته أول مرة فكنت أرى في عينيه بريق يشع من القوة المعنوية الهائلة التي تعتمد على إرادة راسخة فعالة وتلمس من نظراته الحادة قدرة وثقة في النفس يدعمها إيمان ثابت وعقيدة لا تلين في الرسالة التي حملته إياها القيادة العليا لخدمة بلاده وأمنه والمشاعر المقدسة فهو يرى أن وزارته لم تنشأ لينظر الناس إليها ويلهو بها ويستمتع بجمالها وبما تحيط به نفسها من مظاهر القوة والجلال وإنما هي أداة من أدوات العمل في حياة الوطن وقد أنشئت لأغراض فرض الأمن وحماية الناس وحفظ كرامتهم أجمعين وهي تقدر هذا كله وتفكر في أنها مدينة لنفسها ولوطنها وللكرامة والعدل ومنفعة الناس كي تدافع عن حقوقهم وترعى حرماتهم وتصون كرامات الأفراد والجماعات وتأخذ الوزارة بحماية الحق والعدل والنظام ورعاية المصالح العامة وتأمين الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وطرقها على الوجه الشرعي الصحيح، وكغيري وجدت في الأمير إيمان بالله راسخ رسوخ الحق لا يزعزعه غرور ولا شرود فكر ونهج في الحكم صاف صفاء المزن لا يكدره ضلال ولا فساد وقوة في البيان واللقاء مشرقة لا تحبسها عقدة اللسان إلى حديث منه مخلص صادق يتصل بالقلوب ومحاضرة تمتزج بالروح وصراحة وجاذبية تدعو - الجميع - إلى أن تحبه وشخصية تحمل من يقابله على أن يذعن فكم من عناية مشكورة قدمها لمراجع كانت لديه ذرائع ووسائل فلا غرو إذا علمنا عمن ورث السيادة والقيم ومن أين اكتسب ابن نايف هذا الخلق، يؤمن أميرنا بأن بلاده قوية وستحيا إلى الأبد إن شاء الله على هذا المبدأ فإن إطلاق النظريات الإنشائية والأفكار والبرامج سهل على النفس ولكن التمسك بها والسير على ضوئها صعب لأن هذا يستلزم أولا إخراج مايلابس هذه النظريات والمبادئ والبرامج من عوامل السلبية وما يلازم الفكر البشري من عناصر الضعف والتردد فالذين ينصبون أنفسهم لخلاص الوطن عليهم أن يتجردوا من أشياء كثيرة عزيزة عليهم وأولها تأثير أهوائهم وغرائزهم وعوائدهم وكثيراً مما يحبون ذلك كان مبدأ أميرنا خاض بها غمار معركة الإرهاب حين حل علينا وأصبح له قوة دافعة وقد أضحت حداً فاصلاً في حياته إذا مضى الوقت كله في البحث والتوجيه والمراقبة وسهر الليالي مؤمن بأن تعاليم الإرهاب لا تلبث أن تهوى وتذبل مع الزمن وتبقى قواعد الحق وتعاليم الإسلام في أفئدة الناس وحتى الذين خرجوا عليها وشقوا لأنفسهم الطريق بعيداً عنها ونابذوا الوطن العداء لم يلبثوا أن عادوا إليه وساروا تحت لوائه الحق، انصرفت من مجلسه بالوزارة وقد زاد إيماني بأن هذا الرجل رجل جاد في إيمانه بمسؤولياته في الحفاظ على النظام وفي عمله من أجل الأمن والأمان وفي حبه العميق للناس كل الناس وفي إيجاد الحلول المناسبة للقضايا اليومية المطروحة عليه وما أكثرها إذ أنه يريد من يعمل معه (جهازاً) حياً فعالاً مؤثراً ناجحاً حاسماً في خدمة الجماهير وتحقيق الأمل في حيوية مؤسسات الأمن، نعم ثبت قضاء الله أن الامتحان كان عسيراً طويلاً وأن الوزارة بعناية الله نجحت في دحره لقد كان الإرهاب يثقل أنفسنا بأوضاره وأفكاره القذرة وكانت رواسبه العميقة الجذور عالقة ببعض الأذهان حتى رأينا في أجهزة الأمن من يضع يده فوق الأمراض المزمنة فيقتل جرثومة الداء العضال كنت كغيري الذين أتيح لهم معرفة ما يدور ويستعرض من أساليب القضاء على هذا الشر الوبيل وكانت الأعناق المخلصة تتطاول والخواطر تتيقظ والنفوس تتلهف إليه فتتلقاه واعية لهو مستوعبة لأهدافه المنحرفة وغاياته فالله الأمير محمد لهج بإصلاح الأمور يروضها تدبيره في منهج واضح أوفى فأضمرت القلوب مهابة له ومازال يكلأ الأمن ويحوطه بحسن التوجيه ويقيني أن هذا القائد الفذّ إنما هو استمرار للنهج الصحيح ولذلك كانت حياته وتوجيهاته وتعاليمه موفقة وموافقة كل الموافقة لسمو وزير الداخلية الذي تتسم أهدافه السامية إلى المحبة والتواضع والمسامحة والدعوة إلى الأمن ذلك نايف الأب جمع المكارم كلها بخلائق، سجية مرضية وطريقة قصداً وقولاً فيصلا تعلمنا من فيضه، كيف نعمل في الوظيفة للوطن، أمننا بوطنيته وغيرته وإخلاصه ومحبته للجميع وأمله في أن يكون هذا البلد بين البلدان أرقاها وأعلاها شأناً وأعظمها قوة فكان هذا الإيمان خير باعث يدفع منسوبي هذه الوزارة إلى العمل المتواصل والبحث الجاد والدراسة المستفيضة.. إنه تذكير ببعض المخلصين وإشادة متواضعة بجهدهم وجهادهم وفضلهم ووفاء لدين مستحق لهم في أعناق مواطنيهم وحبذا أن يفهم الناس أن أمنهم ونجاحهم وسلامتهم يتوقف على قدر ما يطيعونه من تعاليم, حقق الله آمال قادتنا في عظمة هذا الوطن ورفعة شعبه.