يعد التخطيط للموارد البشرية من العوامل الضرورية والأساسية لتطوير وتنمية العنصر البشري. وتذكر الأدبيات أن تخطيط الموارد البشرية هو أحد الوظائف الهامة التي تتعلق بإمداد المنظمة بالعاملين الملائمين للعمل بالأعداد اللازمة والمهارات المطلوبة في الوقت المناسب للقيام بالأعباء التي تسند إليهم في سبيل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المنظمة. وقد تعددت مفاهيم تخطيط الموارد البشرية أو القوى العاملة؛ فقد ذكر أحد الكتاب أن تخطيط الموارد البشرية هو العملية التي تهدف إلى إمداد المنظمة بالعمالة وتحسين قدراتها على تحقيق أهدافها من خلال وضع استراتيجيات تؤدي إلى زيادة مساهمة العمالة في المستقبل.
وهي عملية تهدف إلى إمداد المنظمة بالعمالة الملائمة وتحديد الأهداف وخلق سياسات وأنظمة وبرامج تضمن كفاءة وفاعلية هذه القوى العاملة تحت الظروف المتغيرة المختلفة. وهناك من يرى أن تخطيط القوى العاملة هو تلك الأساليب الفنية التخطيطية التي تقدمت وتطورت لتساعد المديرين للإجابة على العديد من الأسئلة الهامة والمتعلقة بالقوى العاملة، ومنها عدد الموظفين الذين تحتاجهم الآن وعدد الموظفين الذين تحتاجهم في المستقبل، ويجب على المدير أن يكون قادراً على شرح المراحل الرئيسية لتخطيط القوى العاملة، وعلى خبرة ودراية واسعة بدور إدارة القوى العاملة في هذا الشأن لتحقيق الأهداف المرسومة التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها. ويتوقف نجاح المنظمة على مدى القدرة على الحصول على الأفراد المناسبين للأعمال المناسبة في الوقت المناسب، وتعود أهمية الحاجة إلى تخطيط الموارد البشرية إلى وجود فترة زمنية بين إدراك الحاجة إلى وظيفة ما، وضمان الحصول على الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وبهذا فإنه ينظر لتخطيط الموارد البشرية على أنه مقابلة بين العرض والطلب فالعرض يمثل المتاح من الموارد البشرية والطلب يمثل احتياجات المؤسسة من القوى العاملة خلال فترة التخطيط.
ويرتبط تخطيط الموارد البشرية بالتخطيط للتعليم والتدريب كعوامل مؤثرة في جانب الموازين البشرية، والعملية لا تقتصر فقط على ربط النظم التعليمية باحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في خطط مترابطة ومتناسقة، بل إنها تسد الثغرات التي قد تبرز في مجال التنفيذ، فتخطيط الموارد البشرية يساعد على إظهار جوانب الضعف التي تتطلب تحوير البرامج التعليمية وتوفير الاستيعاب الكامل بين خطط التعليم والتدريب وبين خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أن تخطيط الموارد البشرية يهدف إلى التقليل من عرقلة الإنتاج بسبب نقص القوى العاملة أو نقص التدريب بالإضافة إلى رسم السياسات التي تؤدي إلى الاستخدام الأفضل للقوى العاملة وتشغيل العاطلين، وتنفيذ البرامج الاقتصادية واختيار المشروعات التي تزيد استخدام الأيدي العاملة، وعلى الله الاتكال.
