جنيف - باريس- وكالات
يتابع الأمين العام للأمم المتحدة بقلق شديد ارتفاع أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم. وتتعدد أسباب نقص المعروض من المواد الغذائية بحيث كما يرى البعض.. لا يمكن أن نعزوها فقط كما يفعل البعض إلى الوقود الإحيائي والزراعة رغم أن ذلك قد يكون سبباً.. فقد أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل.
وتقول ميشيل مونتاس المتحدثة باسم الأمم المتحدة في بيان وزع أمس في جنيف: يجب أن نتخذ خطوات بدءاً من الآن لضمان الأمن الغذائي في العالم ويجب أن تكون الوفاء باحتياجات إنسانية عاجلة وخطط برنامج الغذاء العالمي هذا العام لتوفير الطعام لثلاثة وسبعين مليون شخص ولكن حتى يقوم البرنامج بذلك فهو بحاجة إلى خمسمائة مليون دولار إضافية لتغطية زيادة التكاليف فقط.
أما على المدى الطويل فيجب زيادة الإنتاج ويشير روبرت زوليك رئيس البنك الدولي إلى أنه لا يوجد سبب يمنع القارة الأفريقية من تجربة الثورة الخضراء على غرار تلك التي أسفرت عن تغيير دول جنوب شرق آسيا في عقود سابقة.. وهذا ما تعمل عليه الآن وكالات الأمم المتحدة مثل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية مع الاتحاد الأفريقي.
وارتفع التضخم مجدداً منذ بضعة أشهر ليطال جميع بلدان العالم بصورة رئيسية، بزيادة أسعار المواد الأولية الغذائية والمتصلة بالطاقة على السواء.
وما يعزز هذا الارتفاع تزايد طلب الدول الناشئة بشكل قوي. فأسعار الحبوب سجلت قفزة فيما تستقر أسعار النفط فوق عتبة المائة دولار للبرميل ما يؤثر إلى حد كبير على معظم اقتصادات العالم وبالتالي على القدرة الشرائية لسكانه.
وعلى صعيد المواد الأولية، بدأ التضخم يسجل أرقاما قياسية في العالم ما ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للأسر في كل الأصقاع. واضطرابات الأسعار باتت ملحوظة في البلدان النامية، حيث تخصص الأسر القسم الأكبر من عائداتها لشراء المواد الغذائية أو الوقود الضروري لتنقلاتها. وقد اندلعت تظاهرات عنيفة، أحيانا دامية، في العديد من البلدان الإفريقية احتجاجا على غلاء المعيشة.
ويعتبر البنك الدولي أن ازدياد فاتورة الواردات يعرض 33 دولة إجمالا لاضطرابات سياسية وفوضى اجتماعية.
ونبه رئيس البنك الدولي روبرت زوليك إلى (اننا نحتاج إلى عقد جديد للسياسة الغذائية العالمية)، داعيا الدول الصناعية إلى بذل جهود مكثفة ومنسقة وإلا (فإن مزيدا من الناس سيعانون ويقضون جوعا).