لا جدال في أنّ للرئاسة العامة لرعاية الشباب دوراً مؤثراً وبارزاً في بناء الحركة التشكيلية السعودية، والوصول بها إلى ما وصلت إليه حالياً من حضور لافت ومميز على كافة الأصعدة، فالمتابع لمسيرة الحركة والراصد لحراكها يدرك جيداً الدور البارز الذي لعبته الرئاسة في سبيل بناء حركة تشكيلية ناهضة، ولقد بذل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الكثير من الاهتمام في هذا الجانب، إذا ما علمنا أنّ الحراك الفعلي الواعي والمنظم للتشكيل بدأ في عام 1395هـ، عندما بدأت الرئاسة في تنظيم المعارض والمسابقات التشكيلية، ومن هنا فإنّ ما قدّمه سموه للتشكيل وأهله، سيظل في ذاكرة التاريخ، إلى أن جاء من بعده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، اللذان واصلا، باهتمامهما ورعايتهما ودعمهما لهذا المسار الثقافي الهام، ما بدأه الأمير الراحل من خلال ما أنجزته الرئاسة من معارض محلية ودولية ومشاركات ومسابقات مختلفة طوال 30 عاماً، الأمر الذي فتح آفاقاً أرحب لهذه الحركة لتواصل مشاوير النجاح والحضور اللافت .. هذه الجهود وهذه المعطيات التي قدّمتها الرئاسة للتشكيل ليس من السهولة نسيانها أو إغفالها أو التقليل منها خاصة من قِبل التشكيليين الذين عاصروا وأدركوا هذه الأدوار الحميدة للرئاسة والذين يدركون أكثر من غيرهم كل هذه المعطيات.
أما أن يأتي بعضٌ من التشكيليين الصغار ممن لم يعاصروا معطيات المرحلة، أو ممن لا يقرأون التاريخ جيداً، ويحاولوا التقليل من دور الرئاسة في هذا الجانب، وذلك بعد انتقال الشأن الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام، فإنّ هذا هو مصدر الألم، وهذا هو الحكم الجزاف الذي لا يستند على دليل، وهم بذلك كمن يحاول أن يحجب الشمس بغربال .. لست بصدد الدفاع عن الرئاسة، لأنّ ما قدمته الرئاسة للحركة التشكيلية السعودية مدرك وموثق جيداً ومعروف للكل، ولو أردت أن أوجز ما قدمته الرئاسة في هذا الجانب لطال شرحي!!
عموماً أتمنى أن تكون أحكامنا مبنيّة على دراية ووعي ومن خلال مدركات ومعطيات تضع النقاط على الحروف، أمّا رمي الاتهامات جزافاً وإصدار الأحكام بلا أدلة أو براهين، فإنّ هذا هو الحال المائل الذي لا يرضي أحداً ولا يمكن التجاوز عنه أو السكوت عليه، خاصة إذا جاءت الأحكام ممن لا يزالون في بداية المشوار، وكان حرياً بهؤلاء أن يلتفتوا لفنهم ولما سيقدمونه لهذا المسار الإبداعي الذي هم جزءٌ منه .. أتمنى للجميع كل الخير .. تحية لكم أنتم.