إن زرت يوما قريتي |
فانقل لآثاري سلام |
في الدار بين نخيله |
وعلى النفود أو الرغام |
في الأثل حين تفردت |
في العش أفراخ الحمام |
ولأهلها فانقله من |
قلب شجيٍ مستهام |
بدروبها المتمايلا |
ت ويالحسن دروبها |
كتمايل السلسال في |
عنق تزيد جمالها |
وحمائم والكون ير |
قص من رجيع هديلها |
وبديع ليل الصيف |
فيها والنسيم يزورها |
أنا لست أنسى مابقيت مزارعا وخمائلا |
ومرابعا.. ومراتعا.. وسواقيا.. وجداولا |
ومساكنا طينية منثورة ومنازلا |
ياكم أحب بأرضهن مسالكا ومداخلا |
والمسجد الطيني فيها شامخ بمنارته |
ما أطعم اللقيا به في فيء روحانيته |
في بابه أو ساحه في السطح أو في خلوته |
وأنا عجينة أرضه أو طينة من طينته |
والديك فوق جداره الطيني مجتهد يصيح |
ودجاجه من تحته عن لقطها لا تستريح |
والنخل باسقة تلاعبها مع الأيام ريح |
ظلت تجود وحولها زمن عجافي شحيح |
ما كنت أحسب أنني سأعيش يوما دون أب! |
وبأن في صدري هشيما حين حل الحزن شب |
وبأن ما عندي من الإيمان في البلوى رسب |
لكنني بك يا أبي كلف إلى لقياك صب |
هذا دخان الذكريات وقد غزاها الاحتراق |
يالؤمها إن أجلبت لتقيم في نفسي سباق |
وعقوقها.. ياكم تجرعنيه بالكأس الدهاق |
والحلو منها حين يعرض ذكره.. مر المذاق ّ |
مبارك المحيميد |
|