حول موقع التربية البيئية في المناهج وطرق التدريس ذكرت دراسة أنه يمكن التمييز بين أكثر من توجه منها تناول التربية البيئية كمادة دراسية قائمة بذاتها وعلى أساس أنها مادة جديدة ضمن مواد الخطة الدراسية، وهذه المادة تزداد تفصيلاً مع ارتقاء الطالب في السلم التعليمي.
توجيه كل المواد الدراسية لمعالجة مشكلات البيئة، وتم توجيه المواد الدراسية التي تتضمنها خطة الدراسة توجيهاً بيئياً واقتصادياً واجتماعياً نحو تنمية البيئة وحل مشكلاتها الأمر الذي يتطلب إعداداً خاصاً للمعلمين بحيث يمكنهم الإلمام بأحوال وخصائص البيئة.
وتناول التربية البيئية وفق أسلوب جديد في التعليم وكطريقة شاملة في التربية محلياً وإقليمياً وبالتعاون مع الآخرين، وبمعنى ان الوعي بمشكلات البيئة هنا هو وعي اجتماعي أكثر منه وعياً بيئياً فقط. وتضيف الدراسة أنه فيما يتلعق بطريقة التدريس فثمة اتجاه لأن تنطلق من التوجهات التربوية الحديثة، وما يسمى الطريقة الشاملة، وتتميز بعدة خصائص منها التعليم المباشر من العالم الخارجي وحيث ترتبط معاهد التعليم بالبيئة الطبيعية والاجتماعية وتجاوز قاعة الدراسة. والجمع بين الدراسة والعمل وارتباط النظرية بالتطبيق فتحصيل المعرفة واكتساب المواقف والاتجاهات يجب أن يقوما على أساس الفهم الشامل للبيئة، وينبغي على التربية البيئية أن تساعد المتعلم على إدراك أهمية الجمع بين العمل اليدوي والعقلي وتعلمه كيف يعمل بطريقة تتسم بالابتكار والإبداع، وتنميته روح النقد لدى المتعلم ولا تقف به عند حد تقبل الأوضاع البيئية الراهنة، وكما هي عليه أو النظر إلى العالم المحيط بالمؤسسة التعليمية كمجموعة من المواقف الحقيقية المحسوسة التي ترتبط فيها البيئة الطبيعية والتكنولوجية بالقوى الثقافية والاجتماعية.
كما أن الطريقة في التعليم البيئي تقوم على أساس أن هذا النوع من التعليم ليس ظاهرة محددة في الزمان أو المكان وإنما هو عملية حياة بأكملها، ورصدت الدراسة بعضا من التحديات التي تواجهها التربية البيئية منها أن التربية البيئية تعاني قصوراً ذاتياً وقد وصلت إلى مرحلة حرجة من نموها وتطورها، فهناك من يرى أنها مجال ناهض وناشئ أو آخذ في التراجع أو متجه نحو المستقبل قائلين: إن التربية البيئية قد تطورت على هوامش الموضوعات الدراسية وليس في آفاق المعرفة وللحاجة إليها في تحليل المشكلات البيئية، وهناك اختلاف في وجهات النظر حول البيئة وقضاياها ومشكلاتها منها ما فرض على قضايا البيئة وجاء تلقيناً بينما التحدي الحقيقي إزاء التعامل مع البيئة وقضاياها الملحة والحساسة يتمثل في إيجاد نظام تعليمي يحفز المتعلم إلى فتح ذهنه لاستكشاف القضايا المعقدة بأبعادها المتعددة. ويصعب إقناع الإداريين والمخططين التربويين بإضافة مقررات بيئية جديدة مما يتطلب توضيح أهمية منهاج التربية البيئية ومدى حاجتنا إليها في ربط تلك المواد بعضها ببعض على اعتبار أن التربية البيئية تعد من المناهج التي تعتمد على العلوم المتداخلة لحل مشكلات البيئة، وترتبط المشكلات الإجرائية للتربية البيئية حول الحصول على موقع في الأنظمة التعليمية المزدحمة التي تحكمها في الغالب الاتجاهات التقليدية للمقررات الدراسية. ومن الضروري بحسب الدراسة أن يأخذ التعليم البيئي بأسلوب التعلم من أجل البيئة ولا ينحصر في التعليم من أوعن البيئة ذلك أن الواقع يشير إلى أن معظم برامج التربية البيئية تنحاز أكثر إلى إعطاء معارف عن البيئة أو أخذ معلومات منها، أما التعليم من أجل البيئة فيأتي عارضاً أو هامشياً، ومن متطلبات التعليم من أجل البيئة أن يشارك المتعلم من أجل تنمية القيم التي توجه سلوكه، وكذلك اتباع الأسلوب البيئي في التعليم الذي يركز على تنمية الاهتمام الواعي بالبيئة، وعلى صعيد معلم التربية البيئية فهناك نقص حاد في المعلمين المؤهلين للاضطلاع بهذه المهمة حيث ينبغي الاهتمام بالتربية البيئية خارج قاعة الدرس وإعطاء الفرصة للطلاب لاختبار جوانب وعناصر مختلفة من البيئة ميدانياً وعملياً، ويتضح أن تربيتنا بممارساتها وآلياتها لم تزل دون المستوى المطلوب ولم ترق إلى مستوى المواجهة الفاعلة لمشكلات البيئة المتزايدة، وعلى رب العالمين الاتكال.
* كلية التربية - جامعة الملك سعود