كان من المتصدقين صباحا مساء، ليس ببذل ماله ولكن بهذه الابتسامة المشرقة، لا يعرف إلا أن يكون مبتسماً، وكأنه يستشعر بل إنه يستشعر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، رجل أتاه الله المال وأتاه حسن الخلق، في زمن قل من يجمع بينهما، إذا قابلته يشعرك بأنك صاحب فضل عليه وأن لك عليه حقا، لا يقبل إلا أن يكون البادئ بالسلام، ومرة أخرى يطبق التوجيه النبوي الكريم (خيركم من بدأ بالسلام)، ما قصده قاصد للبذل إلا وجده مرحبا، كل ذلك وشماله لا تعلم ما تنفق يمينه، هذا هو عبدالله بن محمد العجلان الرجل الثري بأخلاقه وعلاقاته الاجتماعية المتميزة.
خبر رحيله وقبل ذلك خبر مرضه كان كبيراً على كل من عرفه من قريب أو بعيد، إذا دعي في أي مناسبة تجده يبادر إلى الحضور مبكرا ولا يمكن أن يتخلف عن دعوة إلا إذا كان في سفر، تميز بهذا الفضل رغم مشاغله الكثيرة داخلياً وخارجياً، واليوم وهو يرحل يترك رسالة إلى من اغتر بماله أو جاهه مفادها
إن ما يبقى لك أيها الإنسان ليس تلك القصور الشاهقة ولا تلك الأموال المكدسة ولا هذه النياشين المطرزة ولا يمكن أن تكون تلك الشهادات والدروع، وإنما هي ببساطة الذكر الحسن، وهذا ما خلفه راحلنا العزيز، فلله الحمد وله وحده جزيل الشكر على ما أنعم على عبده (أبوعجلان) بهذه السيرة العطرة.
العزاء لرفيق دربه وصديق عمره أخيه الأكبر عبدالعزيز وكافة إخوته وأهله وولده ولنا جميعاً العزاء والأمل الكبير في أن يكون في عقبه من يحمل رسالته ويقتفي أثره.
والحمد لله على قضائه وقدره.