لم يكن ذلك الخبر مفاجأة حزينة على نفسي فحسب.. بل كان صدمة هزت كياني.. وفاة الشيخ عبدالله بن محمد السعد العجلان كان خبراً صاعقاً لي ولكل من عرفه.. إذا كنا على هذه الدرجة من الحزن فكيف هي حال أبنائه وإخوته وأهله وذويه.. كان الله في عونهم ومنحهم الصبر والأجر والاحتساب. لقد كان هذا الرجل يحمل في نفسه من الطيبة ودماثة الخلق ما لا نجده إلا في القليل من الرجال. عرفت صديقي عبدالله منذ كان طالبا يافعا ملازما لأخيه الأكبر الشيخ عبدالعزيز فكان طوال حياته - صغيراً وكبيراً - نعم العضيد حيث تكاتف الاثنان ومن ورائهما إخوتهما ليواصلوا مسيرة الخير التي بدأها والدهم رحمه الله. وأخذوا يواصلون النجاح تلو النجاح ويسعون في تنمية ما ترك لهم والدهم من خير وذكرى طيبة.. وتمكنوا بفضل الله ثم بإخلاصهم ومحبتهم لبعضهم أن يضاعفوه أضعافا.. أدام الله فضله ونعمه عليهم. |
أكثر من أربعين سنة منذ عرفت هذه العائلة الكريمة وخاصة جناحيها عبدالعزيز وعبدالله.. وكنت أكثر تواصلاً وجرأة - بعبدالله رحمه الله - لا أذكر عنهما إلا كل خير خاصة عبدالله ذلك الوجه الباسم دائماً.. الذي كان يعبر عن تفاؤله بالحياة.. تلك التي خذلته ولما يبلغ الستين بعد.. وكأنه يعلم ما تخبئه له الحياة فلا يعطيها إلا ما تستحق من رضا وقناعة لأنها أولا وأخيرا فانية. |
وصدق الله جل جلاله {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران. |
إن من أجل نعم الله على الإنسان الذي يرضى عنه أن يمنحه نعمة الإيمان التي تولد لديه نعمة الصبر. |
أبا عجلان قد غادرت بيتا |
كريما زاده الإيمان قدرا |
وأدعو الله أن يبدلْك خيراً |
بفردوس الجنان تزيد بشرى |
غداً نلقاك في جنات عدن |
برحمة ربنا عزا وفخرا |
فيا إخوان عبدالله أجرا |
ويا أبناء عبدالله صبرا |
رحم الله فقيدنا الغالي أبا عجلان وأسكنه فسيح جنته وأدام الخير في إخوانه الكرام: الشيخ عبدالعزيز وسعد وفهد وخالد، وفي أبنائه الأعزاء: عجلان وإخوانه -حفظ الله الجميع- ليعملوا ما يحب ويرضى.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} |
|