نواكشوط - (ا. ف. ب)
صرَّح مصدر أمني بأن المتشددين المتحصنين منذ مساء الاثنين في منزل شمال نواكشوط نجحوا في الفرار قبل الهجوم الذي شنته قوات الأمن الموريتانية صباح أمس، وقال مصدر أمني (لم يكن هناك أحد (في المنزل)، بل ذخائر وأغراض شخصية فقط).
ورأى شهود في المنزل قنبلتين يدويتين وذخائر وسيفاً وأغراضاً شخصية وكتباً واسطوانات كمبيوتر. وكان مصدر أمني صرح مساء الاثنين بأن (قسماً كبيراً) من المتشددين المقدر عددهم بعشرة مطوق. وأسفرت المعارك التي دارت مساء الاثنين عن سقوط قتيل على الأقل من المتشددين و15 جريحاً.
وذكرت مصادر أمنية أخرى أن سيارة تقل خمسة أو ستة أشخاص تمكّنت من الفرار خلال المواجهات مساء الاثنين وقد أمن لهم التغطية آخرون بقوا في المنزل. وقد توجهوا إلى الشمال لكنهم تخلوا عن السيارة بسرعة بسبب ثقب في أحد إطاراتها. وعثرت قوات الأمن داخل السيارة على رجل جريح خضع لعملية جراحية مساء.
وقال مصدر أمني إن المعتقل (أصيب برصاصات عدة ونعتقد بنسبة 80% أنه سيدي ولد سيدنا) فيما أوضح مصدر في المستشفى أن (الشخص يشبه فعلاً الفار).
وولد سيدنا هو أحد القتلة الثلاثة المفترضين للسياح الفرنسيين الأربعة في كانون الأول - ديسمبر في جنوب موريتانيا وقد تمكن من الفرار الأربعاء من قصر العدل.
وأعلنت الإذاعة الوطنية أن ثلاثة من الأشخاص الذين وصفوا بأنهم متشددين فروا قبل شن الهجوم وأوضحت أن الهجوم أرجئ إلى ساعات الفجر لأسباب أمنية حرصاً على تجنب إلحاق أضرار بالمساكن المجاورة.
وذكر شهود عيان أن قوات الأمن شنّت الهجوم قرابة الساعة 7.30 (بالتوقيت المحلي وتغ) وأفادوا أنهم شاهدوا عناصر الأمن مدعومين من قوات من الجيش يقتحمون المنزل القائم في مبنى كبير من طبقة واحدة، وذلك بعدما ألقت قنابل مسيلة للدموع وأطلقت النار بالأسلحة الرشاشة.
وقالت مصادر قريبة من التحقيق إن سيدي ولد سيدنا لجأ على ما يبدو إلى عناصر المجموعات السلفية المرتبطة بالقاعدة في أحياء شمال نواكشوط، حيث رصدته الشرطة الخميس إلا أنه تمكن من الإفلات منها. ومنذ الخميس، واصلت قوات الأمن الضغط على هذه الأحياء وأقامت العديد من الحواجز وقامت بعمليات تفتيش منهجية للمنازل التي اشتبهت بها. وعززت السلطات ضغوطها الاثنين بإعلان النيابة العامة عن مكافأة قدرها 13 ألف يورو لمن يساعد في اعتقال ولد سيدنا.
وكان سيدي ولد سيدنا أوقف في 11 كانون الثاني - يناير في بيساو واتهم بارتكاب (أعمال إرهاب) مع رجلين آخرين ما زالا فارين، بسبب مهاجمتهم خمسة سياح فرنسيين في 24 كانون الأول - ديسمبر 2007 قرب علق جنوب غرب موريتانيا. وقتل أربعة من الفرنسيين وأصيب الخامس بجروح.