شارك رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف في قمة مجلس الشراكة الأوروأطلسي في بوخارست وألقى كلمة تحدث خلالها بمقترحات حول تدابير رامية إلى وقف المواجهات المتصاعدة واستقرار الوضع في أفغانستان. إذ إن النزاع المستمر في هذا البلد منذ حوالي30 سنة يثير قلقاً متزايداً لدى المجتمع الدولي. وقد عقدت الأسرة الدولية وعدد من الدول خلال هذه الفترة المنقضية مؤتمرات وندوات ولقاءات عديدة طرحت على بساط المناقشة فيها مسائل وضع حد للصدامات الدامية في أفغانستان. وأضاف بأن شعب أوزبكستان التي تجاور أفغانستان يعرف ما هي المصائب والخسائر التي عاناها وتكبدها الشعب الأفغاني الشقيق في نتيجة الأعمال الإرهابية التي حققت من الخارج والتي جلبت عليه الكثير من المآسي.
وأكد رئيس جمهورية أوزبكستان إسلا كريموف لدى إلقائه للكلمة في قمة مجلس الشراكة الأوروأطلسي للناتو على ضرورة تنفيذ عدد من المهمات الهامة التي من شأنها أن تؤثر على الوضع المتكون في أفغانستان اليوم تأثيراً إيجابياً.
وقال إسلام كريموف فيما قال: يتمتع بأولوية وأهمية حاسمة حل المسائل الاجتماعية والاقتصادية التي لا تقبل التأجيل، ومنها، بالدرجة الأولى، تلبية احتياجات الشعب وتأمين فرص العمل للسكان وتعزيز الإدارة العمودية للسلطة ورفع نفوذها. وعلى هذا الأساس يجب علينا أن نفكر في مسألة بالغة الأهمية ألا وهي كيفية الحصول على ثقة الشعب الأفغاني في القوات الائتلافية الدولية.
ومضيفاً بأن تاريخ أفغانستان القديم يدل على أنه لا يمكن إخضاع الشعب الأفغاني وكسر إرادته والسيطرة عليه عن طريق استعمال القوة. وقد أثبت هذا الشعب بطبيعته القومية وخصوصياته وأفعاله هذه الحقيقة مراراً.
وفي سياق الحديث عن تعزيز الاستقرار في أفغانستان قال إنه يجب التأكيد على أن لاحترام القيم الدينية والقومية والثقافية لسكان البلاد وعاداتهم واحترام مصالح الأقلية القومية وتقديم كل الضمانات المرتبطة بهذه المسألة، وبكلمة واحدة، الاعتراف بمعنويات الشعب القاطن هنا أهمية مبدئية وحيوية.
وسيكون من الصعب علينا تسوية قضية أفغانستان بصورة إيجابية واستتباب السلام والأمن في البلاد ما لم نأخذ هذه المتطلبات المهمة بعين الاعتبار، ولم نمارس مثل هذه السياسة ممارسة ثابتة وقطعية.
وأكد الرئيس إسلام كريموف على أنه لا يمكن السماح لبعض الدوائر السياسية بشن هجمات وإفتراءات باطلة على الدين الإسلامي الحنيف والإساءة إليه، ودعا إلى وضع حد لكل ما يمس بالمشاعر الدينية للشعب الأفغاني وكل العالم الإسلامي.
وطرح رئيس الجمهورية على بساط المناقشة مسألة مهمة أخرى. إنه دعا إلى إعادة إحياء المفاوضات حول استتباب السلام والاستقرار في أفغانستان في اطار مجموعة الاتصال (2+6) التي كانت تنشط بدعم من الأمم المتحدة خلال السنوات 1997 إلى 2001م.
من المعروف أن عمل هذه المجموعة التي تشكلت من الممثلين المفوضين لعدة دول مجاورة لأفغانستان مثل تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وايران وباكستان والصين وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية قد استهدف وضع مبادئ عامة ومواقف مشتركة بشأن التوصل إلى السلام في أفغانستان.
وإذ توقف الرئيس إسلام كريموف عند الحديث حول هذه المسألة بصورة مفصلة فإنه أكد على أنه من الموافق للغرض تحويل مجموعة الاتصال (2+6) إلى مجموعة الاتصال (3+6) بشرط أخذ الواقعيات الراهنة وضرورة مشاركة ممثلية الناتو في سير المفاوضات بعين الاعتبار.
وقد اعتمدت الأفكار والاستنتاجات والمقترحات التي تضمنتها كلمة الرئيس إسلام كريموف في قمة مجلس الشراكة الأوروأطلسي اعتمدت على الحجج والبراهين وهي موجهة نحو رسم اتجاهات مستقبلية للتعاون العملي وتعزيز السلم والاستقرار وتأمين الأمن في منطقة آسيا الوسطى مما يجعلها مرشحة المقترحات لتحظى بالتأييد لدى الأوساط الاجتماعية في أوزبكستان.