انتهى الأسبوع الماضي الديربي الجماهيري الكبير بين مانشستر يونايتد وليفربول ضمن فعاليات الدوري الإنجليزي الممتاز لمصلحة المان يونايتد بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف للا شيء.
لعل العامل الأبرز في خسارة الليفر بهذه النتيجة الكبيرة هو الطرد الذي تعرض له اللاعب الأرجنتيني (خافيير ماسكيرانو)، (ماسكيرانو) الذي لم يتقبل قرار الطرد الذي تعرض له من قبل الحكم الإنجليزي (ستيف بينيت) في ملعب الأولدترافولد خضع لمساءلة في جلسة خاصة من قبل لجنة العقوبات في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اعترف فيها بفقدانه السيطرة على أعصابه بعد الطرد، وقدم اعتذاره لزملائه في الفريق ولمحبي ليفربول في جميع أنحاء العالم، وقدم أيضاً اعتذاره الرسمي للحكم بعد محادثة تمت بينهما أوضح فيها أسفه على ما بدر منه وبأنه سيتم تغريمه مالياً من قبل النادي نتيجة تصرفاته غير المقبولة وسيتم التبرع بمبلغ الغرامة لصندوق الصدقات، الغرامة المالية تصل لما يقارب مائة ألف جنيه استرليني وهو ما يعادل راتب اللاعب الأرجنتيني لأسبوعين.
كم هو جميل أن يكون هناك أنظمة قوية وصارمة تمنع حدوث الأخطاء وتكرارها في دوري مليئ بالمحترفين يتمتعون بقدر كاف من المسؤولية، وكم هو أجمل وجود لجنة للعقوبات تقيم جلسات تستدعي فيها الأطراف المعنية لتستوضح الأمور والأحداث وبالتالي تفرض العقوبات أو تصدر تبرئة من تلك العقوبات، قد يعتقد البعض بعدم أهمية مثل هذه الإجراءات من قبل لجنة الانضباط! ولكي تتضح أهميتها لنا سأعود لحادثة طرد (ماسكيرانو) الذي صرح للصحف بعد طرده بأنه لم يرتكب أي خطأ وبأنه تعرض للظلم من قبل الحكم وأن جُل ما فعله أنه ناقش الحكم بشكل عادي جداً لا يستدعي الطرد، وقد يبدو لمتابع المباراة من الوهلة الأولى ولحالة الطرد التي حدثت أن تصريحات (ماسكيرانو) صحيحة 100% وبأنه بريئ، وتتجه بالتالي أصابع الاتهام للحكم ليصبح السبب الرئيسي في خسارة ليفربول أمام الإعلام والجمهور بشكل عام، لكن لجنة الانضباط بعد استدعائها لماسكيرانو وتحقيقها معه بخصوص تصرفاته التي بدرت منه بعد الإنذار الأول من اعتراضات وإشارات بعدم قبول القرار والنظر للحكم بابتسامات ساخرة في أكثر من مرة خلال دقائق المباراة وكذلك الحركة التي قام بها (ولم تعاد من قبل مخرج المباراة) حينما وضع يده على بطنه وقام بتحريكها بشكل دائري في إشارة واضحه لأن الحكم (ستيف بينيت) تم ملء بطنه أو رشوته هي التي استدعت إلى طرده وأنه لم يتعرض للظلم كما صرح لوسائل الإعلام. النتائج التي ترتبت بعد الجلسة الخاصة والاعتذار الرسمي للحكم من قبل اللاعب وضعت النقاط فوق الحروف وأخرجت الحكم من موضع أصابع الاتهام ليكون محل الاحترام من قبل الجميع. لن يتجرأ أي لاعب على الاعتراض على الحكم (بينيت) خلال ما تبقى من مباريات الموسم في الدوري الإنجليزي بعد قضية (ماسكيرانو) خوفاً من الدخول في معمة الانضابط والعقوبات، وسيكون عامل الاحترام هو الطاغي في تعاملات اللاعبين والمدربين والإداريين مع هذا الحكم أو غيره من الحكام طالما أنه يوجد هناك من يتابع ويدقق في كل شيء ويحفظ الحق لكل من له حق -إلا إن كان الحق قد ضاع بسبب خطأ لا يمكن إصلاحه أو إعادته-.
- لماذا لا يستعين الإنجليزي بحكام من إيطاليا أو إسبانيا، ولماذا لا يستعين الطليان والإسبان بالحكام من الدول المتقدمة كروياً بالرغم من وجود التعصب الكبير بين فرقهم ومسؤوليهم وجمهورهم؟ (أذكر أن التعصب الكروي وصل بالبرلمان في الحكومة الإيطالية للتشابك بالأيدي). أعتقد أن الإجابة تستحق التوقف والتمعن في أنظمة من سبقونا، أتمنى أن يتم توجيه تلك التساؤلات لأحد منسوبي تلك الاتحادات (من قبل أحد منسوبي الاتحاد السعودي لكرة القدم) للتعرف على وجهات نظرهم وهل هي أحد العوامل التي تدفع بالكرة والتحكيم والرياضة بشكل عام للتقدم والتطور أم أنها مجرد عادات وتقاليد لا أهمية لها، أم أنهم يعتبرون الحكام في بطولاتهم المحلية على مستوى عال يليق بتلك البطولات ويرتقي لتغطيتها؟
- عندما لا يرتقي التحكيم والحكام المحليين لإدارة المباريات في البطولات المحلية فإن المشكلة تكمن في نظام إعداد وتدريب هؤلاء الحكام ليرتقوا لأداء جميع المنافسات الرياضية بشكل مقبول من الجميع.
- ناقش مجلس الشورى قبل أيام عدة أمور تخص الرياضة بشكل عام.. من ضمن تلك الأمور ورد موضوع الاستعانة بالحكم الأجنبي وطرح سؤال عن الحكم السعودي وعن أسباب عدم ارتقائه للمستويات التي يطمح لها محبو الكرة.
- لنجاح الحكم في إدارة أي مباراة.. لابد للوسط الرياضي من إعلام وجمهور ولاعبين وإداريين ومسؤولين من العمل على مساعدته لتحقيق ذلك النجاح.
- أخطاء التحكيم في إيطاليا وضعت اليوفنتوس في المركز الثالث بدلا من الأول وأخرجت إي سي ميلان (بطل العالم وأوروبا) من حسابات التأهل للبطولة الأوروبية الكبيرة الموسم المقبل (ما لم تحدث معجزة تعطل فيورنتينا وأودنيزي مع تفوق ميلان فيما تبقى من مباريات الموسم). مع هذا كله ما زال الحكم الإيطالي هو الخيار الأول والوحيد لإدارة مباريات الكالتشيو.
- يقال في إسبانيا إن ريال مدريد هو فريق التحكيم الأول، ويقال إن برشلونة فاز بسبب الحكم، تكثر مثل تلك الأقاويل في جميع البطولات العالمية ولم يتغير شيء بخصوص إدارة الحكم الإسباني لمباريات الليجا.
- في البطولة الإنجليزية.. اعتذر أحد الحكام لأحد الفرق خلال منافسات هذا الموسم عن أحد الأخطاء التي وقع بها وتسببت في خسارة الفريق، قُبل اعتذار الحكم بكل احترام دون توجيه أي لوم له من قبل أي جهة.