هذا الفجر قررت أن أتجاهل صوت نباح كلب جيراننا... نوارة أدري أن الصابر على جاره ذو حصيلة...
شاغلتني بهجتي برسالة صديقتي الدكتورة فاتن بعد قراءتها لمقالة أمس الأول على الماء فكتبت لي: (دمت لنا حروفاً متلألئة فوق الماء واطلالة ندية في صفحته داخل جفوننا)... فيما (شموع الزويهري) هذه القارئة عميقة المشاعر باغتتني بكتاب تركته ذات مساء عند المكتبة المتاخمة لشارعنا وحين فضضت عنه بعد استراحة محارب الآن وجدته: (الصيدلية الخضراء لجيمس ديوك)... وتذكرت كيف كان الناس يلاقفونه في معرض الكتاب... وقد ذيلته بدعوتها: (ألبسك الله ثوب الصحة والعافية كما أتمنى أن تجدي فيه ما يفيدك)...
كما أفرحتني في الساعات القليلة المارقة صديقتي الرائعة الدكتورة نضال بإنجازها كتاباً عن حقيبة المعلم التربوية... وهي تشاطرني هموم التأليف الجاد وكيف يواجه السابح في لججه مصاعب النشر...
وجملة متواترة من مؤلفات أستاذي القدير عبد العزيز الخويطر... وهو لا ينسى تلميذة جلست ذات مرور في طابور اهتمامه... فهي تعتز باسمه في سجل خطواتها... وقد أطلَّت عليَّ بين أوراقي ورسائلي...
نوارة...
تداهمني حروف اسمك في كل لفتة...
ربما لأنني الآن أجلس كما كنت أفعل معك... وآنيات الورد من حولي وجملة أوراق وصحف الصباح... ومذياعك يتجلى بترتيل عبد الباسط -رحمه الله... تماماً كما كنت تفعلين...
الشاي في الصباح مع القراءة وجبة دافئة في مفترق المناخ بين هواء عابث فيه الغبار... ونسمة ندية تخاتل عطر الورد...
فاتن ونضال رمزان يا نوارة لمن كنت تقولين لي: احرصي على الخلَّص الذين لا تقلبهم ريح الوقت...
وأجلس لرؤية كانت قد لاطفت منام نضال ذات ليلة فأستعيدها طيفاً طيفاً......
وحين تيقظت جاءتني بي وقد كنت رفيقة جزء من وقت اعتسفها التيار هذه المناضلة في الأمومة والتعليم....
يا الله يا نوارة...
ما كنتِ ستقولين وأنتِ ترين كيف أن الناس أصبحت في مفترق الطرق لا تدري أي صيدلية تؤوب إليها بأمراضها... أو تدين لها بعافيتها...؟
وأي الخلَّص من يتممون الرحلة في دروب الحياة المكتظة...؟
لحظات قليلة الآن وقد انتشرت أشعة الشمس...
لابد للورد أن يُسقى...
وللصديقتين أن ألتقيهما على موعد نقاش...
طابت بذكركِ الأيام....
وبهما الحياة التي بقيت...نوارتي...