عذراء... تحتمل البيداء بُحَّتَها |
في خلوتي.. تغزل الإنشاد جلبابا |
تأتي إلي على البُنِّ الذي احتشدت |
فيه الحكايات أسراباً وأسرابا |
في تمرة البدوي القحِّ ينفُثُها |
شجو الدهور تحيَّاتٍ وترحابا |
كما تلقِّنها الأشواق... تشطرني |
بشفرة الوعد محموماً وخلابا |
بعضي يثور وبعضي دونما شغبٍ |
يختط في قلق الألوان محرابا |
هذا رماد يشد اللحن مكتنزاً |
في ربقة الليل إن ولى وإن آب (ا) |
يجترني في حلاقيم الرؤى سفراً |
بين النقيضين في تيه الخطى ذابا |
هذا مدادٌ إلى سفح السواد هوى |
جرحاً يناجي الطِّلى كرماً وأكوابا |
يشتاقُ أن يعقد الإيحاء مئزره |
حتى يهرول حول الظل مُرتابا |
وتلك أنشودة البيداء جاثية |
على البياض يَضُمُّ الحلمَ أحقابا |
ربابة البدوي الآن شاخصةٌ |
حَنَّتْ فأحيا ضميرُ الرَّملِ زريابا |
غَنِّى بهافاسْتَفَزَّ العشقَ وامْتَشَقَتْ |
أمومةُ الغنيمِ ثدييها وقد طابا |
يا غيمُ أَرضَعْتَ هذي البيدَ وسوسةً |
شابت على قهوة البادي وما شابَ (ا) |
لقنتها سطوة الأثداء في خفرٍ |
يجاوز الفَضْحَ تصريحاً وإطنابا |
عَتَّقْتَها في دنان الطيف ثم أتَتْ |
خَطواً على تَرَف الإحساس جَذَّابا |
أعتقتها من عقال الوصف فاحتملت |
سنابلً الحَدْس فجراً طالما غابَ (ا) |
مازجت حتى صهيل الخيل فاتكأت |
عليه شيخوخة الأنغام إعجابا |
الرملُ.. ما الرملُ؟!! إبريقٌ تطارده |
روحُ الأساطيرِ.. تستجديه إنجابا |
سرى به رونقُ الأنثى فَلقَّنَهُ |
تعويذةً تجعلُ الأحقافَ أعرابا |
هذي هي البيدُ إذ تأتيكَ سوسَنَةً |
في نَحْرِ أنثى ترى الأفلاكَ خُطَّابا |
شعر: فهد أبوحميد |
|
|