Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/04/2008 G Issue 12971
الخميس 26 ربيع الأول 1429   العدد  12971
وأتمنى له الخير

بالرغم من كل ما حدث، انسحبت من حياته بهدوء أطفأت أبجورة الليالي الساهرة، خرجت من غرفة حلمي، خرجت من زوايا أملي، خرجت من منزل فرحي وعشي العابق برائحة البخور وأجمل العطور.

نظرات أمي تلمزني، تتساءل بصمت عن قوى صبري وسرعة تنازلي عن حبي الكبير الشامخ في أعماق قلبي، فقط يا أمي (لأني أحبه) تركته، تنازلت عن كل شيء واستلمت قسيمة التنازل بكل سهولة.

عندما لا أستطيع الإنجاب فهذا ليس ذنبي، عندما أحرم من أجمل شيء في هذه الحياة فهذا هو قدري فلماذا الآخرون يصدرون حكمهم في أنني (لا شيء) وهم لم يعلموا ماذا فعلت من أجله، طالما وقفت بجانبه جعلت من عيناي سراج لظلمته ووسادتي واحة لأحلامه، صبرت على وحدتي وقلت من حقه أن يخرج ينفس عن نفسه يمارس حريته بعيداً عن العمل والدراسة، أمددته برأس المال بدأ أيضا يتاجر ويسلك طريق رجال الأعمال هو لا يزال في البداية، ولكن يا أمي رؤوس الأفكار المحرقة اندست في رأسه ونشرت بخار سمومها الخبيثة، الكل تواطأ على خداعي ووضع الستائر على سمعي وعيناي من أجل أن لا أعلم عنه شيء.

أين كرامتي، حبي، صبري، أملي، سهري، والأقوى سنوات عمري، تهرأت الحقائق، تمزقت المعاني السامية بداخلي وأيقنت أنني لا يمكن أن أكون موجودة لمجرد الإحساس بالشفقة، هو اختار حياته، استمع إلى ما بثَّه أهله من أفكار وتم (عقد الهدنة) بأن تبقى هي في الظلام وأنا في النور، إن النور الذي اخترته لي قد كشف لي المستور وأضاء أمامي إن الظلم سمة لقلوب لا ترحم.

هيفاء الربيع



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد