يا ويح طرفك إن أهل الحمى رقدوا |
وفي عيونك من طول النوى سهد |
النجم غادر من أبراجه غلساً |
وأنت في سجن أثواب الهوى كمد |
يا شاري البرق إن تلق أحبتنا |
فاقر السلام وحدثهم بما أجد |
وقبل الأرض حباً عند أخمصهم |
لعل يغشاك من أنفاسهم رشد |
وقل لهم إنه من بعدكم دنف |
على الفراش فلا صبر ولا جلد |
وعينه قد كساها بعد فرقتكم |
وكحل الجفن في أحداقه رمد |
ينوح ما صدحت في الدوح صادحة |
وليس يعلم سر الابتلا أحد |
فسائلوا عنه أنسام الصبا سحراً |
واستنبئوا عنه من غابوا ومن شهدوا |
يا من تخاطبه روحي وتعشقه |
متى أراك؟ أما للمنتأى أمد؟ |
أغالب الدمع والأجفان تقذفه |
وأخمد الجمر والنيران تتقد |
يدي من الدمع كالياقوت أخضبها |
فليس تشبهها في العاشقين يد |
أضر بي هاجس الأشواق مقترباً |
فكيف بالله حالي حينما بعدوا؟ |
ماذا علي إذا قالوا تعشقكم |
حتى الفناء ولا روح ولا جسد؟ |
يلومني كل قاسي القلب ينصحني |
والنصح من مثلهم في ملتي حسد |
إن الغرام إذا استولى على بشر |
أمسى هو الأهل والأموال والولد |
تبلى الوجوه وتبلى كل ما لبسوا |
لكن أثواب أشواقي لكم جدد |
دعوا لأهل الهوى العذري مذهبهم |
ولا تكلف نفسي فوق ما تجد |
بقلم د. عبدالولي الشميري |
|