Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/04/2008 G Issue 12971
الخميس 26 ربيع الأول 1429   العدد  12971
الفن الأصيل وغير الأصيل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي
فهد الحوشاني

المنتدون في الندوة التي نظمتها ندوة شباب العالم الإسلامي وتقدمهم معالي وزير الشؤون الإسلامية ورئيس مجلس الشورى توصلوا إلى اكتشاف خطير يفيد أن هناك فناً أصيلاً يمكن أن يخدم المجتمع!! أي مجتمع يعنون هل هو المجتمع الذي سبق ندوتهم بعدة عقود لينتج انواعاً من الفنون لم يتطرق لها المنتدون؟! وهي تلك الأنواع التي أسهمت في بناء ثقافة المجتمع وتوعية أفراده ومعالجة قضاياه الاجتماعية وتقديم المجتمع السعودي إلى مجتمعات العالم في مختلف المناسبات الدولية!

خرج المنتدون باتفاق مفاده أن الفن الأصيل هو ثمرة الفكر وهو سلاح يفيد في بناء المجتمع.. مثل هذا الاكتشاف يفترض أن يسجل عالمياً حتى لا يستولي عليه أحد ينسبه إليه!

العالم من حولنا قد وصل إلى ما يريد لانه حدد ماذا يريد أما نحن فما زلنا نعقد الندوات لنقر البديهات!! تلك الندوة تثير الكثير من الأسئلة لعل أهمها لماذا قصر المنتدون الفن على انه فقط (الفضائيات، والخط العربي، والنقوش)!! هل هذا هو فعلاً ما يعرفونه من الفن أم أنهم يعرفون انواعاً أخرى ولكنهم لا يريدون التحدث عنها؟ وإذا كانوا يعرفون ولا يعلنون فما فائدة أن يكونوا أصحاب قرار أو أصحاب تأثير ويتحاشون التحدث فيما يخافون من تبعاته حتى وإن كان صحيحاً! الندوة بهذا الاختزال كأنها ترى أن الفن الأصيل هو فقط الفضائيات والنقوش والخط العربي! هل يعني ذلك أن تلك الأنواع من (الفن) هي فقط التي يرونها حلالاً!! وإذا كانت النقوش والفضائيات والخط العربي مجرد اوعية فلماذا لا يعمم هذا التفسير على باقي الفنون باعتبار أنها يمكن أن تبث السيئ والجيد!

لماذا لم تكن هناك شفافية كافيه لتناول كل أنواع الفنون التي تعرفها المجتمعات بدل التحدث في عموميات.. هل يأتي المسؤول دائماً وفي ذهنه رقابة لا تفرضها عليه الأجهزة الرقابية الرسمية ولكن تفرضها عليه سلطة الجماهير ليقول أحياناً ما يرى انه يتوافق مع ما تريد أو يقول ما لا يصدمها حتى وان كان حقيقة!

إلى متى يكون أصحاب التأثير تحت تأثير جماهيرهم ويرون أن دورهم هو مجرد الدوران في نفس الدوائر ذاتها؟!

أعتقد أن الندوة فرغت من مضمونها فلم تناقش ما يراد لها، فإذا كان عنوانها هو الأدب والفن في خدمة الدعوة فإنها في الواقع لم تناقش دور الفن في خدمة الدعوة بل ناقشت جزئيات من الفن.. إذا أعيدت الندوة مرة أخرى فلعلها تتخلص من مخاوفها وتناقش بوضوح الفنون التي يمكن أن تستخدم وبتأثير كبير في خدمة المجتمع والدين مثل المسرح والسينما والدراما والأناشيد وغيرها.. الرسالة التي يتم استقبالها من هذه الندوة تفيد أن المنتدين لا يعلمون ما هي أنواع الفنون أو يعلمون لكن لأمر ما كتموا ما يعلمون!!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد