يمكن وصف نهائي هذا اليوم أنه صراع الظروف الزرقاء مع الطموح والأحلام الصفراء.. وددت أن لا أتحدث عن ظروف هلالية ولكن يبدوا أنها أصبحت لازمة للهلال في المباريات الهامة خصوصا مباريات النصر.. من ناحية الغيابات والإصابات والإرهاق وضغط المباريات.
الملفت أنها ظروف تتكرر دورياً.. مثلا في الموسم المنصرم لعب الهلال مع النصر عقب عودته المرهقة من أزوبكستان بعد رفض تأجيل المباراة لو ليوم.. وهذا العام لعب أمام النصر في مسابقة كأس ولي العهد وكان قبلها بيومين دوليو الهلال يلعبون مباراة المنتخب.
ولاحظ في هذا الموسم لم يلعب ياسر والتايب معا في أي مباراة دورية هذا الموسم ضد النصر.. فإذا حضر أحدهم غاب الآخر!..
والآن يلعب الهلال مع هذا الضغط المرهق ووقوعه بين كماشتي الاتفاق والشباب وغياب بعض اللاعبين.. أي لن يدخل الهلال بالخماسي الأفضل ومن أبرزهم ياسر والتايب وعزيز ولو لعبوا سيكونوا مرهقين.. فضلا عن إصابات الزوري والصويلح المهاجم الثاني بالهلال.
في المقابل النصر لا يعاني من أية ظروف طارئة فأموره مستقرة.. ولكن سيعاني من الضغط النفسي والعصبي والضغوط الكبيرة على اللاعبين المطالبين بالفوز بأول بطولة منذ عشرة أعوام والفوز أيضا على الهلال.. وهذه قد تفقد لاعبي الفريق توازنهم العصبي والحركي ويؤثر سلبا على الأداء.
عصافير.. حجم عائلي!
الفوز بالمباراة والكأس شيء مهم لدى الهلاليين ولو تحقق سيكونون اقتربوا من حاجز الخمسين..
ولكنها في الجهة الأخرى بالنسبة للنصر يعتبر النهائي الحلم ويشكل أهمية بالغة ومصيرية وتاريخية في نتيجته.. وشاهدنا رد الفعل على الفوز بمباراة نصف النهائي.. فماذا سيحدث لو كسب الكأس!!.
كسب النصر للمباراة لو حدث يعني اصطياد عدة عصافير بل عدة حباري بضربة واحدة.
الفوز بالكأس وإنهاء القحط البطولي الذي استمر عقدا كاملا من الأعوام.
العودة للبطولات عن طريق البوابة الزرقاء.. وهذه لها وقع وطعم خاص.
تحقيق أول فوز على الهلال منذ أربعة مواسم تقريباً.
تحقيق أول فوز بحكم أجنبي ضد نادي سعودي.
أول بطولة كروية وكأس يحققه لاعبو النصر الحاليين في تاريخهم الرياضي.
هات المدرب رد المدرب
كأن بعض الأقلام والصحفيين يترقبون أي عثرة أو خسارة للمنتخب ليشنوا حملتهم المعتادة ضد المدرب أي مدرب.. وتحميله كل مصايب المنتخب! ويالله شيلوه وهاتوا غيره.. لينتظروا أول سقطة للمدرب الجديد ويطالبوا بتسريحه وهلمَّ جرا.. هم يمارسون الوصاية على المنتخب كما يمارسونها مع أنديتهم.
هذه النوعية من الصحفيين والكتاب تستغل سقطات المنتخب لتصفية حسابات مع المدرب لأنه لم يضم علان وزعطان ولم يبعد فلان أو بسبب تصريح أو كبتنية أو خلافه..
ترى ما الفائدة التي جناها المنتخب من إقالة كالديرون وبعده باكيتا.. وقبلهم كثيرون هل يعني أنهم جميعاً فاشلون؟.. وإلى متى تستمر اسطوانة أقيلوا.
قد لا يكون المدرب بطموحات المنتخب وأنا انتقد أشياء كثيرة يمارسها منها اختيار أعداد كبيرة للمنتخب ومن ثم تسريحهم خصوصا اللاعبون الجدد!.. ولكنها ظاهرة مع كل مدرب أي أنها ليست مشكلة مدرب.
فعند إخفاق المنتخب لا يجب تجاهل نصيب الأطراف الأخرى من الخسارة اللاعبون والجهاز الإداري.. فهذه الأضلاع لها نصيبان من الإخفاق.
أما أم الأثافي فهي برمجة مسابقات الموسم الكروي العجيبة مما شتت أذهان اللاعبين وأصابهم بالدوار والإجهاد جراء تتابع المباريات وتداخل المسابقات.. هذه (اللخبطة) لم توفر مساحة زمنية كافية للمنتخب يستعد من خلالها..
أخيراً من المصادفات أن هذه الجولة من التصفيات الآسيوية لم تكن جولة الكبار فقد سقط منتخب اليابان أيضاً.. والبقية لم يفز أحد منهم مثل كوريا وأستراليا وإيران.
الجدولة نكبت الهلال
لا زال هناك من يمارس التضليل وذر الرماد بالعيون.. ويحاول التغطية على الإجحاف والمعاملة غير العادية التي يلقاها الهلال من الأمانة العامة واللجنة الفنية في مقابل التسهيلات التي قدمت على طبق من ذهب للاتحاد!..
وللتغطية على تلك التسهيلات يثيرون قضية مؤجلات الهلال.. وذكرت في مقال سابق أن الاختلال في الدوري هي بسبب (مقدمات الاتحاد).. بدليل أن الهلال مثله مثل بقية الفرق لعب 19 مباراة وبقي له 3 مباريات.. في حين أن الاتحاد بقي له مباراة واحدة ليكمل نصابه من الدوري.
أما عدم لعب الهلال لمباراته مع الشباب فلعب بدلا منها مباراة الوحدة.. أما قضية أن الشباب سيلعب أمام الهلال دون حافز بسبب خروجه من المنافسة فهي نكتة ليس إلا.. لأن كل الفرق فقدت الأمل بالدوري عدا الاتحاد والهلال!.
بل إن الشباب له طموح في الوصافة.. وكل الفرق تستأسد أمام الهلال حتى دون حافز.. بدليل مباراتيه الأخيرتين مع الحزم والاتفاق.
فلم يكن من مصلحة الهلال تأخير مباراته مع الشباب.. وكان الأفضل له في هذا الوقت الحساس والصعب أن يلعب مباراته مع فريق أقل قوة وطموح من الشباب..
بل تم حشر نهائي كأس الأمير فيصل بين مباراتين حاسمتين في الدوري الاتفاق والشباب لتفتيت جهود الهلال وتتبعثر بين ثلاث مباريات هامة خلال ستة أيام.
ولو كانت اللجنة منصفة وعادلة لأجلت الجولة الأخيرة لمدة خمسة أيام من الأحد إلى الجمعة ووضعت مكانها المباراة النهائية.. فسبق أن قدمت جولات وأخرت أخرى!.. ولا أظن تأخير الدوري خمسة أيام سيتسبب بانهيار الموسم الكروي السعودي.
والهلال سيدخل المباراة الختامية مع الاتحاد عقب مباراة هامة وصعبة مع الشباب بثلاثة أيام.. أما الاتحاد وبسبب تقديم مبارياته فسيرتاح أسبوعين كاملين سيتخللها مباراة مع أسبهان الإيراني ستكون خير إعداد للقاء الهلال.
البرنس تاغو
البرنس تاغو صال وجال أمام الهلال وسجل هدفا وكاد يسجل آخر.. وهذا هو المعتاد فكل فريق ولاعب يستأسد أمام الهلال.. ولكن وهنا المشكلة يختفي أحياناً هذا الاستئساد أمام منافسي الهلال.. كما حدث عندما هرب البرنس تاغو من مواجهة الاتحاد بالاتفاق بحجة أنه ذهب لأفريقيا بسبب وفاة.. وحتى الآن لا أحد يعلم من المتوفى فتارة أمه وتارة مربيته وما أدري أيش.. والأهم أنه عاد للتمارين فور استئنافها بعد نهاية مباراة الاتفاق والاتحاد!!.
وبالمناسبة لاحظت التوتر الاتفاقي على الدكة في مباراتهم مع الهلال.. والطبع من حق الاتفاق أن يبحث عن الفوز وهذا الشيء الصحيح ولكن هذا التوتر والتشنج لا أرى له مبرر.. فأهمية المباراة للاتفاق لا تختلف عن أي مباراة أخرى بالدوري ولتحسين المركز فقط..
والتصريحات الاتفاقية عكست هذا التوتر في انتقاد الحكم مع أنه خرج دون أخطاء مؤثرة بالنتيجة.. وحتى طرد مدرب الهلال ومكان جلوسه شغل مساحة من تصريحات زكي الصالح.. وهي تصريحات لم نراها في مباريات تعرض فيها الاتفاق لإجحاف وأخطاء تحكيمية حقيقية.
على كل حال تقابل الهلال والاتفاق هذا الموسم سبع مرات واحتمال ترتفع إلى تسع مرات. وهذا لابد أن يؤدي للتقارب بين الفريقين وليس العكس.
ضربات حرة
* لا زال الدوري في فم الاتحاد.. وغالباً سيكفيه التعادل مع الهلال في ملعبه ليحصد اللقب.. في حين الهلال مطالب بتجاوز الشباب في مباراتين وحصد ما لا يقل عن نقطتين ومن ثم الفوز على الاتحاد!.
* كما حدث قبل مباراة كأس ولي العهد بين الفريقين.. يشنون حربا نفسية وإعلامية ضد ياسر في محاولة يائسة لإبعاده عن النهائي ولكنها محاولات صبيانية سيكتب لها الفشل.
* احتجاج نادي بيش لن يبت فيه حتى يبت باحتجاج الشباب على النصر في قضية علي فتيني.. هكذا يقول المنطق والعدل.. حتى الاحتجاجات تمسك (سرا).
* توقيت الطلب الهلالي من الشباب تأجيل مباراتهم لـ24 ساعة.. فيه ذوق ولباقة حيث تريثوا لمعرفة آمال الشباب في البطولة.. ولكن لا أعلم هل تمت الموافقة أم لا!.
* بعد إصابة ياسر والصويلح كان الأمل الاستعانة بالعنبر والذي أراه جيداً كلاعب طوارئ وليس بالضرورة كعنصر أساسي.. وهو لاعب صندوق يجيد التمركز وهداف بارع بالرأس وحتى القدمين.. ولكن الإهمال الذي يجده جعل الهلال يخسره وقت الحاجة.
* كثر الحديث عن ظاهرة (سجود الشكر) من اللاعبين كمظهر حسن.. وأعتقد أول من شوهد يسجد في الملاعب هو كابتن المنتخب والهلال السابق صالح النعيمة.. وهذا قبل ما يقارب الـ22 عاما في نهائي أندية الخليج.
* المهاجم الشاب ناجي مجرشي تعرض لإصابة بشعة ومؤلمة حيث التفت قدمه 180 درجة.. نسأل الله له الشفاء العاجل وأن يعيده سالماً معافى لأهله.. والخير فيما اختاره الله.
* وللحق فأرى أن (انبراشة) رضا تكر كانت على الكرة وقد يكون فيها إهمال وتهور ولكن لا يمكن الزعم بتعمد إصابته.