ينتابني هاجس مقلق حول المواجهة القادمة للفريق النصراوي مع نظيره الهلالي، وأشعر أن النصر سيسقط في الفخ!! ربما لأن الهلال فريق متمكن ومبروك دوماً!! وربما لأننا لا نحسن (كنصراويين) التعامل مع ثقافة النهائيات.
وربما لأننا بالغنا (بشدة) في فرحة التأهل للنهائي، وتصورنا أن القدر والحظ وكل شيء سوف يبتسم لنا.. وقد يكون - بعضنا - قد صدَّق فعلاً أن مستوانا ونجومنا يفوقون قدرات إخواننا الهلاليين.. بل إن أكثر المتفائلين منا انتابه شعور واعتقاد أن الهلال لا تعنيه هذه البطولة وتركيزه ينحصر في بطولة الدوري بعد أن حصد بطولة ولي العهد..
... أقول: هذه الهواجس ظلت تراودني طيلة الأسبوع الماضي.. وأخشى ما أخشاه أن تتحقق!!
خصمان عنيدان
بالقدر الذي يتوجس فيه الهلاليون من لقاء النصر (مهما كانت ظروفه وإمكانياته).. نجد النصراويين في هلع دائم من شيء اسمه الهلال.
فالفريقان خصمان عنيدان.. عنيفان، وكلاهما يمتلك شعبية جارفة في جميع المناطق والنصر والهلال.. فاكهة جميلة وعبق ربيعي ذو نكهة خاصة.. فلا يُمكن لنا أن نتخيَّل بطولة أو دورياً بدونهما ويُخطىء من يعتقد أن التنافس بينهما انتهى.. أو أن الديربي أصبح لآخرين .
إن تألق الهلال أو النصر هو تألق للكرة السعودية، وهو انتصار للذوق العام والمتعة الكروية.
ومع بالغ الحب والاعتزاز للجميع سواء الاتحاد أو الأهلي أو الاتفاق أو الشباب.. يظل النصر والهلال هما القمة والمتعة ولا عزاء للآخرين.
حينما تنهمر الدموع
يقولون إن دموع الرجل غالية جداً.. ولا تُذرف إلا في المواقف الصعبة وفي الشديد القوي (جداً).
وبما أن الحديث عن الدموع.. دعونا نحلل سر الدموع النصراوية التي انهمرت بعد تجاوز الشباب والوصول للنهائي.
أ) لماذا ذرف منصور بن سعود دموعه؟!
ب) لماذا بكى مترجم النصر بحرقة؟!
ج) ما سر بكاء فهد الزهراني (المُعار من الأهلي).
د) عشرات الصبية ومئات الكبار الذين بكوا وفرحوا بحرقة في المدرجات.. ما هي أسبابهم؟
إنه العشق - يا سادة - وعشق غريب.. لا يُمكن تفسيره سوى أنه حب ينبع من الأعماق، ولا يفرِّق بين صغير وكبير.
... هنيئاً للنصراويين بجماهيرهم وأثق أن دموعهم لن تذهب هدراً... وستعانق كأس البطولة.
هوامش رياضية
** تنفرد الإدارة النصراوية - دون سواها - (في اعتقادي) برداءة علاقتها بالإعلاميين النصراويين.. فلا تواصل.. ولا جسور.. ولا ثقة متبادلة.
ما أعرفه أن إدارات الأندية في كل بقاع العالم تتهافت للحفاظ على من يعشقونها بكل السبل والمغريات.. أما الواقع النصراوي فهو التشكيك بهم وقطع أي ملامح علاقة ود.
** نادي الشباب نموذجي وعريق في كل شيء.. متميز برجالاته ومتوهج بإدارته ومبدع بلاعبيه.. وحينما قالوا عن الشباب إنه فريق الأحلام.. لم يبالغوا.. الأهم من هذا وذاك.. أن يتخلى الشباب عن قناعاته بأنه البديل للفريق النصراوي والجالب لجماهيره.
** شاهر الصعيري - محمد بن عبد الله - حسام الصالح - تركي بن خالد - محمود عجينة - أديب العمري.. استعرضوا الأسماء اللامعة (جيداً).. هؤلاء هم الداعمون الخفيون للنصر، وهؤلاء يمكنهم فعل الكثير والكثير لهذا الكيان.
ما يريدونه (في تصوري).. مناخ ملائم لتقديم أفكارهم بعيداً عن الأجواء التصادمية.