Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/04/2008 G Issue 12970
الاربعاء 25 ربيع الأول 1429   العدد  12970
مستعجل
مستشفى مرات.. يا معالي وزير الصحة..
عبد الرحمن بن سعد السماري

مدينة مرات.. مدينة تاريخية عريقة.. تبعد عن الرياض حوالي (150 كم).. ولهذه المدينة ذكر في أشعار الأولين.. إذ ورد ذكرها في العديد من القصائد والآثار والتاريخ.. وهذا ما يعكس التاريخ العريق لهذه المدينة التي تناولها الشعراء والمؤرخون والرواة.

** وتشتهر مدينة مرات بمعالم.. منها.. جبل كميت الشهير.. الذي يعرفه الجميع.. وهو جبل أشم يقع بجانب المدينة.. بل يقف بشموخ على طريق مرات - شقراء العريق والمعروف منذ عدة عقود.

** ومدينة مرات.. مثلها مثل المدن الأخرى.. تطورت ونمت وتوسعت وكبرت.. وأخذت نصيبها من كل شيء.. إلا الخدمات الصحية.

** والذي يزور مرات.. يطلع على ملامح كثيرة.. هي بالفعل ملامح جميلة تستحق الإشادة.. وتستحق الحديث عنها.

** ومدينة مرات.. ينتسب لها علماء وشعراء ومبدعون في مجالات كثيرة.. ولست هنا.. بصدد الحديث عن هؤلاء..

** وكلنا.. يتذكر مرات قبل عقود.. عندما تمر بها وأنت في طريقك إلى شقراء أو الدوادمي أو عفيف أو المنطقة الغربية.. كانت مدينة ككل المدن.. تستقبل قاطني هذا الطريق بكل ما لديها من إمكانيات آنذاك.. وكان الطريق العام لها.. فيه بعض المقاهي والمطاعم والمحلات وأبرزها.. أو ربما اشتهرت آنذاك بمحلات السيارات أو بيع قطع غيار السيارات.. وكذا صيانة السيارات نفسها.

** وكان هذا الطريق الممتد الشهير.. له مذاق وطعم خاص.. والذي يزور المدينة.. يشاهد مرات القديمة والمزارع القديمة.. ويشاهد إلى جانب ذلك.. مرات الحديثة.. وكيف امتدت وتباعدت.

** والذي يزور مرات حديثاً.. يسمع من أهلها.. معاناة دائمة من غياب الخدمات الصحية التي تلبي احتياجات سكان المرات وما حولها بالشكل المطلوب.. وهذا ما أود الحديث عنه.. وهو مستشفى مرات.. الذي شُيِّد ثم أصبح مجرد مبنى (خرسانة واقفة).

** هناك منشآت تُشيد ونخسر عليها عدة ملايين.. ثم تبقى هكذا.. مبنى شاخص واقف سرعان ما يتحول إلى خراب تقطنه القطط وغير القطط.. ويصبح مرتعاً للفئران والجرذان والحشرات.. ثم يعاد ترميمه مجدداً بعشرات الملايين.. قبل أن يعاد تأهيله بعد فقد الكثير من امتيازاته.. وبعد أن أصبح تشييده يناسب مرحلة سبقت قبل عشر أو عشرين سنة.

** وهكذا مستشفى مرات الجديد.. شُيِّد قبل ثماني سنوات وأصبح مجرد مبنى يقف في مرات.. ليس له أي قيمة سوى أنه مبنى.. سبقه في ذلك.. مستشفى محافظة (الرس) الشهير.. الذي ظل شامخاً عشرين سنة قبل أن يعاد تأهيله بعد أن عانى سكان الرس لعقدين متلاحقين.

** تذكرت هذه المشاكل.. وأنا أشاهد مستشفى مرات.. الذي ظل لأكثر من عشر سنوات هكذا.. مجرد مبنى جاهز دون تشغيل.. حيث تحول إلى مجرد خرابة مخيفة في مدينة مرات.. بل منطقة موحشة كما يقول العوام.

** وكان معالي وزير الصحة.. الدكتور حمد المانع.. قد زار مدينة مرات قبل ثلاث سنوات.. وكنت برفقة معاليه في تلك الزيارة.. وكان معالي الوزير يحرص على الجولات الميدانية.. ويحرص على السماع من المواطنين عن قرب.. وحريص على تلبية طلباتهم.. وحريص على تعميم الخدمات الطبية في كل مكان.. وعند حوار معاليه مع أهالي مرات.. عن وضع المستشفى.. وعد معالي الوزير (شفت بعيني.. وسمعت بأذني) وعد معاليه أن يُفتتح المستشفى قريباً.. ولكن.. يبدو.. حالت دون ذلك إمكانيات معينة.. أو خطط.. أو عقبات لا بد أن تبينها الوزارة.

** نحن كلنا.. نعرف حجم حرص واهتمام معالي الوزير.. ونعرف كلنا.. أن معالي وزير الصحة.. قريب من الناس.. ويهمه أن يسمع كل رأي.. ويهمه أن يُلبي كل طلب.. ويهمه أن تعمم المستشفيات الحديثة في كل مكان ولكن.. ربما (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).

** اليوم.. أهالي مرات.. يعانون أشد المعاناة من تدني مستوى الخدمات الطبية.. حيث تراجع هذه المدينة وما يتبعها من قرى وهجر.. مركزاً صحياً صغيراً عمره.. فوق سبعين سنة..!!

** وقد نقل أهالي مدينة مرات معاناتهم من غياب الخدمات الصحية المطلوبة أكثر من مرة.

** اشتكوا.. وراجعوا.. وطالبوا.. وكتبوا في الصحف.. ولا زالوا ينتظرون الفرج.. ولا زالوا يرددون (عسى حظنا مع أهل السْهُوم يقوم).

** إنه رجاء عاجل لمعالي وزير الصحة.. بالتفاتة سريعة لمرات.. وأهل مرات.. فهم والله يستحقون ويستاهلون.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد