تحتاج التجارب الجديدة إلى صبر وتأنٍ واتساع في أفق التوقعات للسلبيات أكثر من الإيجابيات؛ حتى تتبلور في طريقها الراسخ..
* * كانت الإخبارية القناة السعودية التي قامت أساساً على تمايز واختلاف في المدرسة الإعلامية التي اتسقت مع توجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رفع سقف الحرية المعطاة للمواطن في انتقاء الخدمات، وكذلك الحديث عن مشكلاته وأزماته واحتياجاته.
* * هذه التجربة في منح المواطن حرية التعبير عبر البث المباشر في البرامج التي كانت تقدمها الإخبارية، والتي كان أبرزها على الإطلاق البرنامج الشهير الذي كانت تقدمه الزميلة التي نتمنى لها من الله اكتمال الشفاء (ريما الشامخ) والذي كان عنوانه (برسم الصحافة)..
هذا البرنامج وغيره من البرامج التي تستقبل مكالمات المواطنين كانت بمثابة ورشة عمل يومية تُقدَّم فيها التدريبات والتطبيقات على حرية الرأي وتنمية التفكير الناقد لدى المواطنين..
* * هذه التجربة في بواكيرها لها سلبيات، وكنت أستمع إلى بعض التجاوزات اللفظية التي توجه للمذيعات وكيفية استغلال البث المباشر لكيل التهم لهن.. أو التعدي عليهن بألفاظ مسيئة.. أو التجاوز في توجيه الانتقادات للمسؤولين.
* * لكن هل يكون الحل هو منع المباشر..؟! وهل قرار وزارة الإعلام كان مؤسسياً ومستقبلياً مفيداً وناجعاً في تهذيب أساليب الحوار عند المشاهد..؟
إن هذا الإجراء الذي مورس على المواطن في منع الحوار المباشر قد أدى إلى هجرة المشاهدين ناحية برامج قامت على أفكار برامج الإخبارية التي اختفت..
ويكفي أن نشاهد البرنامج السعودي اليومي (عيشوا معنا) الذي تقدمه (lBC) يومياً على الهواء مباشرة؛ لتعرف كيف انتقل الحراك السعودي إلى المحطات الأخرى، بينما انضمت قناة الإخبارية إلى قوالب القنوات السعودية التقليدية، ووئدت عروقها الشابة التي كانت تنز بسخونة الحياة والحوارات التي تنقل الحياة السعودية كما هي..
* * حديث خادم الحرمين الشريفين عن حرية الرأي التي يفترض أن تُعطى للمواطن كي ينتقد.. هو الأمل بعد الله في أن تعدل وزارة الإعلام من قراراتها الأخيرة!!
fatemh2007@hotmail.com