زار وفد من المشاركين في ندوة (إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية) المنعقدة حالياً في الرياض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز، حيث قامت بتنظيمه وزارة الشؤون البلدية بالتعاون مع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، مساء أمس بمركز الملك عبد العزيز التاريخي.
كان في استقبال الوفد لدى وصوله المهندس صالح الدميجي وكيل أمين مدينة الرياض، حيث اصطحب الوفد في جولة بدأت بالاطلاع على مجسم المعرض، أعقبت ذلك جولة شاملة في المتحف الوطني وقاعة الملك عبد العزيز التذكارية وقصر المربع.
وقد أبدى الحضور إعجابهم الشديد بالمركز وما يضمه من تراث يحكي سيرة كفاح الملك عبد العزيز وجهوده لتوحيد المملكة، وحرصوا على التقاط الصور التذكارية في أجنحته المختلفة.
بعد الجولة أدى المشاركون صلاة المغرب في جامع الملك عبد العزيز، ومن ثم بدأت المحاضرة الرئيسية بقاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات، وكان عنوانها (تفادي الكوارث والمخاطر في الحشود.. من وإلى جسر الجمرات) ألقاها معالي الدكتور مهندس حبيب بن مصطفى زين العابدين وكيل الوزارة - رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية بوزارة الشؤون البلدية والقروية، وكانت الجلسة برئاسة اللواء مهندس منصور التركي -الأمن العام- السعودية، بينما كان مقررها اللواء سليمان بن عبد الله العمرو مدير عام الدفاع المدني المساعد - السعودية.
استهل رئيس المحاضرة اللواء مهندس منصور التركي حديثه بعرض سيرة ذاتية لمعالي الدكتور حبيب زين العابدين حيث ذكر اللواء التركي أن معاليه يعد من الخبرات الفاعلة في مجال الإنشاءات الحكومية لا سيما ما له علاقة بالمشاعر المقدسة كمنشأة الجمرات والأنفاق المحيطة بها.
كما أكد اللواء التركي على أن المحاضر الدكتور حبيب لديه اطلاع واسع في مجال الإنشاءات حيث صدرت له العديد من المؤلفات وشارك في العديد من المحاضرات والمؤتمرات المحلية والعربية والعالمية في مجال تخصصه في الهندسة المعمارية والإنشائية.
وبعد هذه المقدمة استهل المحاضر معالي الدكتور زين العابدين ورقته بتحية الحضور والترحيب بهم في المملكة العربية السعودية وفي هذه الندوة التي تعد خطوة مهمة في مجال ترسيخ المفاهيم العلمية حول الإنشاءات التي لها علاقة بالجمهور أو الحشود على نحو تجمعات الحجاج في المشاعر المقدسة.
فيما أكد معاليه في ورقته على أن المملكة شاركت في المشروع البحثي في مجال التحكم في الحشود مع جامعة دريسدن في ألمانيا حيث شرعت في تنفيذ ما يخدم الحاج في هذه المشاعر.
وعن تجربة الوزارة ممثلة بالإدارة المركزية للمشروعات التطويرية أكد معاليه على أن الجهات المختصة قد عملت على تفعيل الدارسات اللازمة من أجل إقامة منشأة الجمرات لتستوعب هذه الحشود المتزايدة وقد انتهت هذه الدراسات بفضل الله ومن ثم بدأت التنفيذ فيها منذ أوائل العام 1426هـ حيث انطلقت لبنة البناء وتقديم منشآت وخيام مقاومة للحريق.
وأشار معاليه في ورقته إلى أن أبرز ما يواجهه المخططون للمشروعات هو الحشود التي تتوافد على المشاعر حيث تتجمع على الساحة الخاصة بالجمرات بما يقارب المليون حاج حيث يصعب على الجهات المختصة تقديم الخدمات اللازمة ربما أهمها دخول وخروج سيارات الإسعاف والدفاع المدني في حالات الكوارث لا سمح الله.
وألمح معاليه إلى أن المشروع الجديد في الجمرات خضع إلى تطوير عملي من الشكل الدائري إلى البيضاوي ومن ثم تجهيز الجمرات بأجهزة مراقبة متطورة وكذلك متابعة ما يحدث في المشاعر الأخرى من حيث التنظيم والانسيابية في الحركة والتي تتطلب تنفيذ مشاريع إنشائية مناسبة لمثل هذه الأوقات.
وأبان الدكتور حبيب بأن خادم الحرمين الشريفين أوصى حفظه الله بأن يتم دراسة المشروع قبل تنفيذه من خلال الخبراء العالميين وبيان ملاءمته لحل المشكلة التي قد تنتج عن هذا الزحام الذي يحدث في هذه المشاعر.
وفي حديث ذو صلة بمنشأة الجمرات أورد معاليه ما مفاده أن أحد الخبراء الذين شاركوا في الدراسة أكد أن هذه الحشود لديها القدرة على التعامل مع ما تقدمه الجهات المختصة من وسائل تخدم السلامة وتسهل أداء المناسك بشكل مناسب على عكس ما أشيع من قبل المشاركين في أعداد هذه الدراسة بأنه من الصعب أن يتم تطبيقه واستيعابه من قبل الحجاج إلا أنه ثبت أن الحاج ولله الحمد والمنّة رغم بساطته يدرك معنى النظام بفطرة الإسلامية.
وختم معالي الدكتور حبيب محاضرته بعرض خلاصة نتائج البحث حول إدارة الحشود والتحكم في التدفقات في الأعوام 1426 و1427 و1428 هـ.
كما شكر معاليه الحضور والمشاركين الذين أثروا الندوة منذ يومها الأول بأبحاث وتجارب مختلفة سوف يتم دراستها والاستفادة منها بإذن الله.
وفي نهاية المحاضرة سمح مديرها اللواء التركي للحضور بطرح ما لديهم من أسئلة واستفسارات حول موضوع المحاضرة وأجاب عليها معاليه بإجابات مناسبة تؤكد أن الوزارة تسعى إلى تقديم ما هو مناسب لأفضل شعيرة هي الحج.