تحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن علي الجوزو مفتي جبل لبنان عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام وقال: إنه - حفظه الله - نذر نفسه يوم تولى القيادة بأن يخدم أمته أمة الإسلام فأوفى بما عاهد الله به. وقال: إن ما يجري من توسعات وأعمال جليلة في المشاعر المقدسة شاهد على هذا الوفاء وشاهد على حرصه - حفظه الله - على خدمة أمته أمة الإسلام.
وفيما يلي نص حديث سماحة مفتي جبل لبنان:
لاشك أن ما قامت به المملكة العربية السعودية من منجزات في المشاعر المقدسة وتوسعات هو من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام، فالتوسعة في المسعى والجمرات والحرم كان عملاً إسلامياً كبيراً لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
أما توسعة مكان الجمرات فهو عمل إنساني كبير لأن الحجاج كانوا يضيقون ذرعاً بهذا الزحام الشديد الذي كان يواجههم أثناء رمي الجمرات.
بهذه التوسعة تحولت الجمرات إلى مكان منظم ومتسع له أبعاد إيمانية وأخلاقية وإنسانية أنقذت الناس من كوارث كثيرة كانت تقع خلال رمي الجمرات.
وقف الفواجع
كانت الفواجع تحدث في هذا المكان، فإذا به اليوم على أفضل ما يكون وإذا بالناس يذهبون إلى هناك ويشعرون بالراحة والسهولة واليسر وهم يؤدون هذه الشعيرة ولا يقع لهم من المشاكل ما كان يقع في الماضي.
مآثر خادم الحرمين
توسعة المسعى وتوسعة الجمرات تعد كلها من مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله جزاه الله كل خير، ولا شك أنها تضاف إلى المآثر الكبيرة التي قام بها خادم الحرمين في الماضي ولا تزال هذه المآثر تتوالى على أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجل أن يجد الحجاج عند أداء فريضتهم ما يساعدهم على التوجه إلى الله عزّ وجلّ دون أن تعترضهم مشكلات تسبب لهم الازعاج وتسبب لهم البعد عن أداء العبادة بشكل جيد فهذه مكرمة كبيرة تذكر بالخير.
حل المشاكل السابقة
وبالنسبة لتوسعة المسعى فهذا المسعى الجديد الذي تنشئه المملكة سيكون له آثار بعيدة في تيسير أمر الحج لأن المسعيين أو الثلاثة التي كانت موجودة ضاقت بحجاج بيت الله الحرام ولم تعد تتسع لهم فبهذا المسعى سيكون هناك مجال كبير لانفراج هذه الأزمة أيضاً التي تعطل الحجاج، كنت منذ سنتين قد صعدت إلى المسعى لأداء ما عليّ فكانت النتيجة أنني وقفت ساعة كاملة في شوط واحد، وشاهدت ما أصاب المسلمين من ضيق وزحام وأضرار بدنية لا يقرها الإسلام.
التيسير على المسلمين
الآن هذا الأمر سينتهي بإذن الله وسنعود إلى اختصار الوقت واختصار المتاعب والمشاكل ووقف الفواجع والأخطار ورفع الضيق والحرج والمشقة، لأننا عندما نجد سهولة ويسراً في المسعى فإن جميع الأشواط تقضى في ثلاثة أرباع الساعة إذا كان الإنسان شاباً ونشيطاً ولديه من النشاط والحيوية ما يساعده على القيام بالسعي، هذه مكرمة أيضاً من مكرمات المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين لأن خادم الحرمين قد نذر نفسه ونذر إمكانات المملكة العربية السعودية من أجل أن ييسر على حجاج بيت الله الحرام دون مشكلات ودون متاعب، وقد فعل ما وعد به وأوفى بما عاهد الله عليه من خدمة المسلمين وخدمة الإسلام وهو - حفظه الله - جعل نصب عينيه عند ولايته للملك خدمة هذه البقاع المقدسة وخدمة المشاعر وخدمة من يقصدها فأوفى بهذا العهد على أحسن حال وسارع لخدمة أمة الإسلام، فجزاه الله خير الجزاء.
عمل شرعي صحيح
ولا شك أن هذا العمل عمل إسلامي شرعي موافق للشريعة الإسلامية وهو عمل يقول به كل فقهاء الشريعة ويسانده فيه كل مسلم وهو كما أسلفت من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وغيرته على أمته.. ونحن باسم مسلمي لبنان وباسم كل مسلم نشكر خادم الحرمين الشريفين على توسعة المسعى وعلى التوسعات الأخرى في الجمرات وفي المسجد الحرام وهو عمل إسلامي صحيح موافق لشرع الله هدفه مرضاة الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مؤتمن على الأمة مؤتمن على البقاع المقدسة وقد أدى واجبه الشرعي وقام بواجبه خير قيام وأبرأ ذمته، نسأل الله تعالى له الأجر والمثوبة.