تحدث فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين والعالم والفقيه المعروف مثمناً الخطوة المباركة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - لتوسعة المسعى. وقال: إنها خطوة شرعية موفقة وعمل مسدد وقال: نحن نرحب بهذه الخطوة ونؤيدها وندعمها مؤكداً أنه يجب على علماء الأمة مساندة الحكام الصادقين المخلصين الذين تتجه نياتهم لخدمة الأمة الإسلامية والتيسير عليها.
وفيما يلي نص حديث فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وحبيبنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
فإني أرحب بكل خطوة تتخذ للتوسعة والتيسير على حجاج بيت الله الحرام، فإننا نحمد الله تبارك وتعالى أن الأمة الإسلامية مازالت هي أول الأمم سعياً إلى مرضاة الله تعالى، وإلى التقرب إليه، بالعبادات والشعائر، لا توجد أمة من الأمم تجتمع بالملايين مثلما تجتمع أمة الإسلام في حج بيت الله الحرام بالنسبة لأمة الإسلام ومثل صلاة التراويح والقيام وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان هذه من خصائص الأمة الإسلامية. فهذه اجتماعات كبيرة حاشدة تظهر قوة وتعاضد أمة الإسلام.
وعلينا نحن العلماء أن نعمل جهدنا وفكرنا واجتهادنا لفسح وتأييد هذا التطور الكبير في حياة الأمة الإسلامية وأن نعين الحكام الذين تتجه نياتهم الخيّرة لخدمة الأمة في هذا الجانب، لا أن نضيق هذا الدرب ونضع العراقيل أمامه ولذلك نحن نرحب ونؤيد وندعم سعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسعى حيث إن الحجاج والمعتمرين أصبحوا من الكثرة والوفرة بحمد الله بحيث يحتاجون إلى هذه التوسعة، وأنا أقول في هذه الخطوة وفي كل ما يتخذ من خطوات للتيسير على الحجاج أقول: مرحباً بهذا الشرع لا يضيق شرعاً بهذا مصلحة المة تقتضي هذا التيسير الذي هو شعار هذا الدين {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة 185) {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} (المائدة 6).
والنبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أمور كثيرة تتعلق بالحج فكان جوابه (افعل ولا حرج) نحن نقول في هذه التوسعة: افعل يا خادم الحرمين الشريفين ولا حرج عليك فأنت تيسر على الأمة ولا تعسر وتبشر ولا تنفر وتعين على عبادة الله تبارك وتعالى. أنت يا خادم الحرمين تعمل وتنطلق من شرع هدفك خدمة أمتك، بارك الله جهودك وأيدك بنصر من عنده.. عرفناك مخلصاً لأمتك.. عرفناك غيوراً على الدين هدفك وهاجسك خدمة الإسلام والمسلمين ورفع المشقة والحرج والضيق عنهم. وهذه هي منطلقات الإسلام.
ليس هناك في الشرع تحديد للمسعى أن يكون كم متراً من هنا أو هناك، ليس هناك تحديد ولا تضييق الأمر فيه سعة - وكما وسعنا المسجد الحرام وكما نقلنا مقام ابراهيم من مكانه أرجو أن يكتمل الأمر بزحزحة المقام من مكانه الحالي لأنه أيضاً يضيق على الطائفين.
وأعتقد أن الخطوة التالية بعد توسعة المسعى سيكون التفكير كيف نوسع المطاف لأن المشكلة أصبحت الآن في المطاف، كيف نوسع على الطائفين كما وسعنا على الساعين؟
أنا أرحب بهذه الخطوة الكريمة وأرى أنها خطوة مباركة وأنها في طاعة الله وفي سبيل الله واسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب كل من سعى إليها وأن يثيب خادم الحرمين الشريفين، ومعاونيه على هذه الخطوة المباركة والتي تهدف إلى التيسير على عباد الله والتي تيسر عليهم طاعة الله وكذلك أداؤها بسهولة ويسر.
وهذا ما عرفناه وعهدناه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تلمس لمصالح وحاجات الأمة والسعي لتحقيقها، فجزاه الله خير الجزاء، هذه الخطوة الشرعية المباركة فهو صاحب أيادٍ بيضاء ومواقف صادقة وما فعله وفقه الله هو عين الحق والصواب وهو ما يوافقه عليه جميع فقهاء الأمة الإسلامية الذين يتحرون الحق والصواب ويعضدونه ويقفون وراءه في هذا العمل.
نسأل الله تعالى أن يحتسب هذه الخطوات المباركة الطيبة في ميزان حسناته.. والحمدلله رب العالمين.