أشاد سماحة مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى ومفتي عموم الديار الفلسطينية ورئيس الهيئة العليا للعلماء في فلسطين سماحة الشيخ عكرمة صبري بالجهود العظيمة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة أمته وقال: إن كل مسلم منصف يشهد لهذا القائد المسلم بالعمل الإسلامي الموفق، وأثنى سماحته على التوسعات التي تجري في المشاعر المقدسة وعلى رأسها توسعة المسعى وقال: إنه عمل إسلامي كبير يهدف للتيسير على المسلمين ورفع المشقة والحرج عنهم، مؤكداً أن كل مسلم يؤيد خادم الحرمين الشريفين على هذا العمل المبارك، وقال: إنه حج أكثر من عام ووقف بنفسه هذا العام على التوسعات الجديدة وشاهد ما أسهمت به من التخفيف على الحجاج والمعتمرين والزوار.
نترك الحديث هنا لسماحة الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك والدار الفلسطينية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ورئيس هيئة العلماء والدعاة ليحدثنا عن جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المشاعر المقدسة وآخرها توسعة المسعى. فقال سماحته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن هذه التعميرات وهذه التوسعات التي تتم الآن في المشاعر المقدسة في ظل رعاية واهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتدل على حرص خادم الحرمين والعائلة الحاكمة الكريمة على شعائر ومشاعر المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكذلك التوسعات العملاقة في جسور الجمرات لتساعد الحجاج على رمي الجمار بيسر دون مشقة.
وقال سماحته: إنه من المعلوم أن موسم الحج الماضي قد خلا بفضل الله من المشاكل والضحايا والتزاحم في رمي الجمرات وكنت من المشاهدين لهذه المشاعر، حيث رمى الناس بيسر وسهولة بفضل الله ثم نتيجة لهذه التوسعة فلخادم الحرمين الشكر والتقدير والعرفان، فالتوسعات يسرت على المسلمين وسهلت أداء الشعيرة.
والآن وقد أجريت التوسعات في المسعى بين الصفا والمروة وهي بلاشك تهدف إلى التوسيع على الحجاج والمعتمرين لأن المسلمين بحمد الله في تزايد ويتدفقون على بيت الله الحرام على مدار السنة للاعتمار، بالإضافة إلى موسم الحج، فرأى ولي أمر المسلمين من منطلق مسؤولياته أن يخفف على الناس وأن يتمشى مع حاجة المسلمين ولاشك أن هذه التوسعة من المصلح الشرعية المطلوبة لتخفيف الزحام أثناء السعي بين الصفا والمروة، ومن المعلوم أن أرض مكة المكرمة كلها حرم وبالتالي فإن التوسعة تدخل ضمن هذا المفهوم الشرعي فكيف نضيق ما اتسع فالأمر واسع بفضل الله ومقتضى حال المسلمين يوجب ذلك.
وإنني هنا أويد وأفتي بما قاله العلماء بجواز هذه التوسعات في المسعى لأنها تدخل في إطار المسعى من الناحية الشرعية وهي جزء لا يتجزأ من المسعى والتوسعة جزء ظاهر واضح من المسعى، بل إن المسعى ممتد لأكثر منها هو ممتد لأكبر من التوسعة الجديدة وقد حججت هذا العام كما قلت ووقفت على المسعى بنفسي.
* فضيلة الشيخ عكرمة صبري أيضاً نريد أن تحدثنا بشكل عام عن هذه التوسعة كمطلب شرعي ومطلب إنساني أيضاً يحتاجه الحجيج في الأعوام القادمة، حيث يزداد عدد الحجاج في كل عام؟
- إنه مما يسر ويثلج الصدر أن يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل عام بالتوسعات في مجالات وشعائر ومناسك الحج والعمرة وأرض مكة كما قلت هي حرم كلها وبالتالي فإن أي توسعة فهي تدخل ضمن الحرم وأفتي بجواز ذلك، وأؤيد رأي العلماء الأفاضل الذين أصدروا فتاوى بجواز هذه التوسعة وهو عين الحق وهو الرأي الصواب وبارك جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وبارك الله ذلك.
ومن المعلوم أن مناسك الحج من حيث الأمكنة غير مقيدة بمسافات معينة فمن الذي حدد المسعى بهذه الحدود؟ ومن الذي أوقفت عرض المسعى بحيث لا يتسع للزيادة؟ أين الدليل الشرعي لذلك؟ هل لديهم دليل شرعي، وبالتالي فالسعي بين الصفا والمروة هو مكان فسيح يمكن أن نتوسع من خلاله حتى ييسر ذلك على الحجيج ونمنع الأزدحام وبخاصة في مناسك الحج حيث إن أعداد الحجيج في تزايد.
إنني هنا يجب أن أثني على دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذه التوسعات وما قدمه من جهد عظيم في توسعة المسعى همه وهاجسه ودافعه خدمة أمته وخدمة الدين وهو إنسان نفع الله به الإسلام وكان حريصاً على المسلمين وحريصاً على حل مشاكلهم وتلمس همومهم وهو قريب منهم.. فمبادرته بتوسيع المسعى هو عمل إسلامي كبير وجهد سيسجل له في التاريخ الإسلامي كما سجل للقادة الكبار وهو عمل شرعي صحيح لا لبس فيه يعضده الدليل الشرعي ونحن هنا نقول به ونجيزه ونؤيد خادم الحرمين الشريفين في هذا الاتجاه وفقه الله وأعانه وسدده، والحمد لله وحده وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.