ثمّن فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي - شيخ الأزهر الشريف - الخطوة التي قام بها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مشروع التوسعة، وقال: إنَّ دور المملكة العربية السعودية في خدمة الدين ورعايتها للحرمين لا يمكن الشك فيه أو المزايدة عليه؛ فهو عمل ظاهر للعيان يراه العالم كله ويشهد به كل منصف.
وأضاف شيخ الأزهر: إنَّ رعاية المملكة وخادم الحرمين لم تكن مجرد رعاية بحكم ولايتها الشرعية عليها فقط، ولكنها رعاية من منطلق حب وعشق لهذا المكان، ويظهر ذلك واضحاً وجلياً في حجم هذه التوسعات من جانب وكثرتها. وأضاف: إنَّ هذه التوسعة المباركة للمسعى تندرج في إطار حرص وسعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لخدمة الإسلام والمسلمين وتلمس احتياجاتهم، يؤكد ذلك دأبه الذي لا ينتهي لخدمة كل ما هو إسلامي من جانب آخر. ويؤكد أنَّ الله عز وجل اختار هؤلاء الرجال المخلصين لأن يكونوا حرساً وأمناء على بيته الحرام، فيسيرون بحبه ومدده وتوفيقه.
وذكر شيخ الأزهر أن الرأي الشرعي في هذه التوسعة يظهر من خلال رأي جمهور العلماء الذين يرون أن المصلحة المرسلة مصدر من مصادر التشريع، والمصلحة هنا مع هذه التوسعة الكبرى لأهميتها وضرورتها، ولأنه لا يوجد معوق ديني يمنع إنشاء المسعى الجديد ولا يوجد أي دليل شرعي من الكتاب والسنة يعضد رأي مَن يخالفها على الإطلاق، فأين الدليل؟ فبقي فرضاً على ولي أمر المسلمين القيام به، وعليه أن يصدر قراراً وتكليفاً بها، وهو ما حصل، والغاية في كل هذا هو إرضاء الله عز وجل.
وعدّ شيخ الأزهر ما قام به خادم الحرمين الشريفين خطوة مهمة على طريق الدعوة إلى الله عز وجل، وتخفيف الآلام والمشقة التي كان يعاني منها المقبلون على بيت الله عز وجل، وقال إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين هو عين الحق والصواب، تعضده الأمة الإسلامية كلها في هذا التوجه الخيّر المبارك. لافتاً النظر إلى أهمية التفكير في مسارات أخرى تخفف من الجهد وتقلل من المشقة التي يتعرض لها المسلمون من حجاج ومعتمري وزائري البيت الحرام.
واختتم بقوله: من اختلف مع اجتماع الأمة في جواز هذه التوسعة بل مشروعيتها فإن كلامه خال تماماً من الدليل الشرعي أو من الرؤية الدينية الصحيحة، فجاء كلاماً مرسلاً يعبر عن رؤية خاصة لا تستند إلى دليل شرعي، منطلقها أن يبقى الوضع على ما هو عليه كما كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أي تغيير يعد بدعة، وليس له علاقة بما استقر عليه الأمر وأمرنا به، وهذا كلام غير مقبول، ويخالف رأي جمهور علماء الأمة الإسلامية، ولا يلتقي مع مصالح الأمة.