في مقال سابق أشرت إلى قضية المرأة السعودية ووضعها، والتي أصبحت مثار حديث عبر قنوات عديدة رسمية وغير رسمية، عربية وأجنبية، الأمر الذي حدا بي إلى طرح موضوع دراسات المرأة وأن يعطى أهمية خاصة، ولعل من المناسب وضع مادة في التعليم الجامعي بمسمى (تاريخ المرأة) يركز فيها على أوضاع المرأة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومكانتها في التاريخ الإسلامي، وفي التاريخ الحديث، كما تتناول المادة المرأة في العالم العربي، وفي العالم الغربي، من أجل تعميق الاعتزاز بوضع المرأة المسلمة، وتقديم نماذج كانت لها إسهاماتها في مجتمعنا.
كما أجد أن من المهم أن يسارع في إنشاء مركز متخصص لدراسات المرأة في المملكة العربية السعودية يتولى إجراء البحوث والدراسات عن المرأة السعودية. ومتابعة ما يكتب عن المرأة السعودية في الداخل والخارج، وتنظيم حلقات نقاش عن أوضاع المرأة في المملكة أو عن المشاكل التي تواجهها، وتأسيس قواعد معلومات شاملة عن كل قضايا المرأة محلياً وعالمياً.
كما يمكن من خلاله الاستفادة من البحوث والدراسات التي أجريت أو تجرى عن المرأة في البلاد العربية والإسلامية والعالم، وإقامة تعاون وثيق مع كل الجهات والهيئات السعودية التي لها صلة بالمرأة كلياً أو جزئياً. ووضع برامج تثقيفية عن المرأة السعودية لبثها عبر وسائل الإعلام المتنوعة.
ومن أهداف المركز: المساعدة على حل المشكلات التي تواجهها المرأة في المملكة، والعمل على تقديم الصورة الحقيقية للمرأة في المملكة إلى العالم الخارجي. تحفيز المجتمع على قبول دور أكبر للمرأة في إطار الدين الإسلامي والتقاليد العربية الأصيلة.
وأخيراً دعم المرأة في الحصول على حقها الشرعي كاملاً، والدفاع عنها في حال انتهاك مثل هذه الحقوق من أي جهة كانت.
إن العناية بموضوع دراسات المرأة سوف يكفينا حديث المتشدقين عن وضع المرأة السعودية، كما أنه من جانب آخر سوف يجعل جيل الشابات مرتبط بجذوره، معتزاً بهويته العربية الإسلامية، محافظاً على أصوله، والأهم قادراً على الرد على كل الدعاوى المغرضة.