شهدت قاعة جمعية البر الخيرية يوم الأحد 8-3-1429 بمحافظة الخرج حضوراً كثيفاً وتفاعلاً في التواجد وفي النوعية والمشاركة حيث قام قسم التوعية بتعليم بنات الخرج بتنظيم اللقاء الحواري السنوي الثاني الذي حضره مساعدات مكتب الإشراف جهير التركي ووضحا حبيب ورئيسات الأقسام بمكتب الإشراف وعدد من المديرات والمعلمات والأكاديميات من كلية التربية بقسميها الأدبي والعلمي كما تميز بحضور مركز إشراف الدلم متمثلاً في مديرة المركز ابتسام القعيضب مع عدد من المشرفات التربويات لمركز الدلم.
وقد تكامل جمال الحضور بسماع كلمة رئيسة القسم المنظم الأستاذة مريم الدهامي التي حيّت الحضور بدءاً وشكرت تواجدهم ومهدت للقاء بنبذة موجزة عن أهمية الحوار في بيئة العمل واستبدال العمل الفردي بالعمل الجماعي الذي تقتضي طبيعته نبذ المجادلة وتبني الحوار الهادف البناء ثم تسلمت الأستاذة زهرة الشدي ميكرفون اللقاء لتبث فينا دروساً تربوية عظيمة استقتها من حديث النملة وقصة الهدهد ملقية بظلال كلماتها على أهمية المبادرة في العمل وضرورة أن يستشعر كل شخص المسؤولية في نفسه وأنه إذا ما فعل فضمان النجاح في أمتنا سيكون محققاً ولا شك وشرحت أيضاً خطوات تفعيل المبادرة في محورها كيف تكون المبادرة، ولأن المبادرة مبحث عميق فقد كان لها وقفاتها السديدة مع المعوقات التي تحول دون فاعلية المبادرة.
ونستنتج من ذلك أن التسلسل المنطقي للقاء المنظم هو أن يتناول المحور التالي ضغوط العمل التي هي أحد معوقات المبادرة وقد نفذت هذه الجزئية بمنهجية عالية رئيسة قسم التدريب منيرة الحميد حيث كانت قد أعدت استبيان تناول مدى وجود الضغوط من عدمه لدى العينة المختارة في الاستبيان وطبيعة العمل من حيث مديرة ومعلمة ومشرفة ومظاهر الضغوط ومصادر الضغوط، ومن ثم خلصت بنتائج دعمت المحور المتناول في ورشة العمل التي نفذتها الدكتورة نوف التميمي عميدة كلية التربية للأقسام العلمية تلا ذلك الحديث عن التعاون وثمراته والذي تناولته بالتفصيل الأستاذة هيا السليمان من قسم شؤون المعلمات.
الجدير بالذكر هو طرح أمثلة لمبادرات ناجحة في الميدان التربوي حيث شرحت هند الحقباني مشرفة الإدارة المدرسية بمركز الدلم مبادرتها بإيجاز كذلك مديرة الابتدائية الأولى بالدلم الجوهرة السيف والمشرفة الإدارية دلال آل طالب التي أكدت تلاشي أمية الحاسب تقريباً بين الكادر الإداري للمنطقة بفضل مبادرتهم لتعلم الحاسب والتي شرحت جديتهم في تنفيذها ومديرة متوسطة وثانوية التحفيظ عزيزة الجريوي شاركت أيضاً بمبادرة التحفيظ الأولى واعتمد مشروعها على الحاسب كذلك. وفيما بعد تناثرت على ضفاف شاطئ اللقاء أصداف التوصيات التي ستظل لآلئ داخل الأصداف ما لم تفعل وما لم ندعم لقاءاتنا المثمرة بمبادرة التنفيذ.
والتقى بالحضور في نهاية اللقاء الدكتور محمد التميم الذي اتسم لقاؤه بالشفافية وتقبل النقاش في مواضيع شتى من الحاضرات وشكر بمحتوى اللقاء معرباً عن أهمية أن تزرع ثقافة المبادرة في مؤسساتنا التعليمية تحديداً لما يلقى على عاتقها من المهام التوعوية والتربوية العظيمة.
وقال الدكتور إن المبادرين قلة في كل مكان وليس في مجال التعليم، وفي إحدى المداخلات أبدى الدكتور تفاؤله الشديد في تطور التجهيزات في مدارسنا من حيث الكم والنوعية، وإن لم تصل للمستوى المتأمل بنسبة مئة بالمئة غير أنها أفضل بكثير من السنوات السابقة.
وكانت هناك مداخلات تعامل معها المنظمون بأريحية وتجاوب كلاً بحسب مجال عمله؛ فمن مداخلة أجاب عنها الدكتور إلى مداخلة تصدت للإجابة عنها الأستاذة مريم الدهامي إلى مداخلة بادرت الأستاذة هند الحقباني بالإجابة عنها وهكذا، واللافت أن مدراسنا بالخرج والتي بلغت تعداداً ما يقارب 202 مدرسة، وقد تزيد، لم نسمع منها مبادرة لمشروع واحد، بينما استأثرت الدلم بنصيب الأسد.
بينما أشادت المشرفة التربوية نوال العثمان بالورش المقامة وقالت: إنني سعدت بتواجدي ضمن مجموعة من المعلمات على طاولة واحدة نتحاور ونبحث عن الكيفية التي تجعل الضغوط مؤشر نجاح لا عائقاً، وسعدت جداً بالعفوية بيننا ومستوى التواد الذي ارتفع فيما بيننا.
وأبدت الدكتورة عرفة محمد خير من كلية التربية (الأقسام الأدبية) إعجابها بمثل هذه اللقاءات الماتعة والمثرية للميدان التربوي وشكرت القائمين عليها وتمنت لو أنها خرجت بأوراق موثق فيها هذا الأمر وتعني بذلك قلة المنشورات والمطويات المصاحبة.
فيما قالت الدكتورة صفاء عفيفي إن هذا اللقاء يعكس جوانب مهمة في مسيرة المرأة السعودية الحريصة على الفائدة والإفادة غير أنها تمنت لو دعم اللقاء أيضاً بمتخصصة في علم النفس؛ فالضغوط غالباً ما تؤدي بالمرء إلى أعراض نفسية ومرضية مختلفة، ووجود متخصص في هذه الناحية في اللقاء يعزز الناحية العلمية في الموضوع، خصوصاً أنها ستؤدي في معظم الأحيان إلى توقف الإنتاج في العمل. وباختصار فإن الملتقى عبر عن حراك تعليمي جيد، وتعمدت أن أنقل بعض ما لفت نظري في هذا المقال للتعريف بما تم.