تُعد السياحة من الموارد الاقتصادية المهمة للدول في الكثير من دول العالم. ففي إسبانيا على سبيل المثال: ذكر معهد الدراسات السياحية التابع لوزارة الصناعة والتجارة الإسبانية أن عدد السياح في عام واحد تجاوز خمسين مليون سائح.
وأما في المملكة العربية السعودية فبالإضافة إلى ما تقدمه السياحة من مورد اقتصادي، إلا أن السياحة لها طابع خاص يميزها عن الدول الأخرى نظراً لوجود الأماكن المقدسة التي يرتادها المسلمون من جميع بقاع العالم، وقد أكد هذا التميز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال افتتاحه الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي حيث قال (وأشدد على أن يكون أهم سياحة لدينا هو الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة هذه لا تتوفر في بلدان العالم إلا بالمملكة والحمد لله). وأخبر الله تعالى المنافع التي يجنيها المسلمون في تلك المواسم، قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم).
(سورة الحج الآيتان 27، 28).
قال ابن عباس: منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والربح والتجارات.
وقد كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ينتهز الفرصة الموالية عند قدوم موسم الحج ليقدم التوحيد الخالص للحجاج القادمين إلى الأماكن المقدسة، كما قال في يوم عرفة من حج عام (1368هـ) بمناسبة افتتاح إذاعة المملكة كما نُشر في جريدة أم القرى العدد (1281): يسرنا أن نخاطب إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذا البيت الحرام في هذا اليوم المبارك، ونتناصح ونتواصى بالبر والتقوى، وندعو الجميع للتمسك بكتاب الله وإخلاص العبادة له وحده كما أمرنا ربنا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ندعو حجيج بيت الله الحرام لنبذ كل ما يخالف أمر الله واتباع ما أمر الله به، كما ندعو كل المسلمين لأن يجمعوا قلوبهم كلمة الإخلاص، وأن يزيلوا ما بينهم من خلافات، وأن يعتصموا بحبل الله) ومن هذا المنطلق، وإضافة إلى ما أصاب الكثير من المسلمين من الانحراف في مفهوم التوحيد، أوجه هذا الاقتراح إلى الهيئة العليا للسياحة -نظراً لما تقوم به من الجهود المشكورة- في أن تقدم مسابقة عن مجموعة من الأسئلة في بيان مفهوم توحيد الألوهية والفرق بينه وبين توحيد الربوبية، ومفهوم لا إله إلا الله وشروطها للقادمين إلى هذه البلاد المباركة، وأن تكون الجائزة للفائزين زيارة لأداء العمرة لمدة ثلاثة أيام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.