متابعة وتصوير -عبد الله الحصان
اشتكى مربو الماشية من عدم وصول سعر الشعير للقيمة المستهدفة التي من المفترض أن تتراوح بين (20 إلى 22) ريالاً للكيس الواحد وزن 50 كغم، وذلك بعد أن وصل دعم المليك - حفظه الله - للشعير 1200 ريال للطن الواحد، وقال بعض من مربي الماشية: إن هذا الواقع الذي نعيشه سيضطرنا للعزوف عن هذه المهنة والتوجه لمهن أخرى.
وقال المربي سعد الدوسري خلال جولة قامت بها (الجزيرة) داخل سوق الماشية أمس: إن الأسعار حاليا تتراوح ما بين 29 ريالاً لكيس الشعير الأوروبي وزن 50كم إلى 32 ريالاً لكيس الشعير الاسترالي وزن 50 كم أي بنسبة زيادة أكثر من 30% من السعر المستهدف. وأضاف: هذا السعر يختلف تماماً عن السعر المتوقع بعد الدعم الذي كان من المتوقع أن يتراوح ما بين 20 إلى 22 ريالاً للكيس الواحد.
فيما أكد زميله سلمان السبعان أن أسعار الشعير تواجه حالة من التذبذب ولكنها في كل الأحوال لم تنخفض للمستوى المأمول بعد الدعم الأخير.
وأضاف: يجب مراقبة هذا السوق الكبير كونه مليئاً بالمتغيرات والتلاعبات التي بتنا نلمسها من خلال تواجدنا فيه.
فيما أشار مربي ماشية محمد اليامي إلى أنهم ظلوا يترقبون انخفاض الأسعار أكثر من شهر، وأضاف: إلى الآن لم نر جديداً حيث إن الأسعار الحالية تتراوح بين (30 و32) ريالاً، فيما تزيد الأسعار عن هذه الأرقام في عدد من مناطق المملكة، وأشار إلى أن ما يقارب المائة شاه تستهلك كيسين من الشعير يومياً الأمر الذي يضر بالإنتاجية مستقبلاً.
وأكد اليامي أن العمالة الأجنبية تقوم حالياً باستغلال المتغيرات التي تطرأ بسوق الشعير وتتلاعب بالأسعار حيث إنها تقوم بإحضار الشعير من ميناء جدة والمنطقة الشرقية وعندما تقوم ببيعه لدينا تتلاعب في أسعاره. وطالب اليامي الجهات المعنية بتكثيف جهودها للسيطرة على الوضع لأن الأسعار الراهنة ستجعل الكثير من مربي الماشية يعزفون عن تربية المواشي والتوجه لمجالات أخرى.
من جانب آخر، أكد فهد الرشود وهو أحد مستوردي الشعير أن السبب في ارتفاع الأسعار يعود للمستوردين الأوروبيين والأستراليين الذين رفعوا سعر الطن من 360 دولاراً إلى 450 دولاراً مما يجعلنا لا نصل للسعر المستهدف.
وقال ل(الجزيرة) نائب رئيس لجنة الزراعة بغرفة الرياض الدكتور منصور الكريديس: إن قضية توفير الأعلاف لمربي الماشية بأسعار تساعدهم على الاستمرار يعد أمراً ضرورياً حيث إن ما يدفعه المربي لهذا العلف يشكل 75% من التكاليف الإجمالية للإنتاج.
وأوضح الكريديس بأن الدولة حريصة على دعم الشعير بهدف تقليل الاعتماد على التغذية من الشعير إلى استخدام العلف الكامل ومن خلال تطبيق هذه الخطة نأمل أن يكون هناك استقرار في سعر الأعلاف كونه سيتم إدخال مكونات إلى هذا العلف حسب قيمته الغذائية فإذا كان الشعير غال فبالإمكان أن تشتري أي مكون آخر يفي بالغرض ولكن هذا يحتاج لوقت حتى يتم التحول التدريجي من الاعتماد على الشعير إلى اعتماد المربي على استخدام العلف الكامل في تغذية الحيوانات.
يذكر أن خادم الحرمين الشريفين قد وجه في وقت سابق بزيادة إعانة الشعير للمرة الثانية من 700 ريال إلى 1200 ريال للطن، وذلك بعد أن تم دعمه مسبقاً من قبل الحكومة من 500 ريال إلى 700 ريال للطن في (أغسطس) الماضي.