يظل الحديث أمراً صعباً عن عاصمة عظيمة كمدينة الرياض تجذب جميع فئات المجتمع وتحصد العديد من الجوائز والألقاب.

وأنا هنا لست بصدد ذكر وتعداد مزايا وصفات هذه المدينة، وإنما أحب أن أطلع القارئ الكريم على سر نفسي وارتباط عاطفي يخالج كل من سكن هذه المدينة العظيمة، ألا وهو التعلق الكبير والعجيب بهذه المدينة.

إن الواحد من ساكني هذه المدينة لا يكاد يغادرها أو يبتعد عنها أياماً قليلة حتى يجد في نفسه الحنين والشوق الكبير للعودة إليها، وهذا ما أشعر به وأجده عند الكثير من الأصدقاء والزملاء من المواطنين أو المقيمين؛ حيث تسيطر علينا الرغبة الملحة بالسرعة للرجوع إلى الرياض، فكم أنت جميلة أيتها الرياض!

إن المتابع يلحظ بجلاء ووضوح التطور الذي شهدته وتشهده هذه المدينة خلال عقود قصيرة.

لقد كانت الرياض -وما زالت- مدينة يقصدها الناس من داخل وخارج المملكة بحثاً عن الرزق؛ حيث تجد الطبيب والمهندس والتاجر والعامل من جميع الأجناس يعملون ويرزقهم الله من حيث لا يحتسبون، فكم أنت جميلة أيتها الرياض!

لقد قفزت الرياض -خلال ربع قرن تقريباً- قفزات يحتاج غيرها إلى مئات السنين لتصل إلى ما وصلت إليه، حيث اتسع النطاق العمراني وتعددت الأحياء السكنية والأسواق المركزية والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس بجميع فئاتها؛ مما يجعل الحي الواحد بمثابة المدينة وليس جزءا من مدينة الرياض، فكم أنت جميلة أيتها الرياض!

لقد بذل أمير الرياض -وفقه الله- جهوداً جبارةً في سبيل وصول الرياض إلى ما وصلت إليه من تقدم عمراني ورقي حضاري؛ حيث الجامعات ذات البنايات المتميزة، والمستشفيات المتطورة، والفنادق الراقية التي تحتضن الزائرين والمشاركين في المناسبات الثقافية والرسمية.

ولقد كان من بعد نظر واهتمام أميرنا المحبوب حسن اختياره لمن يعملون في تطوير هذه المدينة العظيمة، وبخاصة الذين تشرفوا بالعمل في مقعد أمين مدينة الرياض؛ حيث إنهم من الرجال المخلصين المحبين للعمل العاشقين لهذه العاصمة العملاقة، وقد كانوا عند حسن ظن أميرهم، وآخرهم صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن الذي يعمل ليل نهار لإنفاذ توجيهات أمير الرياض، فكم أنت جميلة أيتها الرياض!

إن من يتجول في مدينة الرياض يلحظ الكثير من المشروعات العملاقة في الطرقات والإدارات الحكومية والمستشفيات التي تنفذ -بعد دراسة- بأسلوب عصري وجميل.

وحيث يصعب تعداد هذه المشروعات، فإني أريد هنا أن أذكر أحد هذه المشروعات التي أفرحت سكان الرياض وهو تنفيذ عدد من مشروعات طرق المشاة في معظم أحياء الرياض بشكل جاذب لجميع فئات المجتمع؛ حيث انتشرت في عدد من الأحياء لتكفي المواطن والمقيم عناء الذهاب لأماكن بعيدة عن سكنهم لممارسة رياضة المشي والترويح عن النفس؛ مما يدل على الاهتمام الذي يوليه المسؤولون بصحة ساكني هذه المدينة وزائريها، فكم أنت جميلة أيتها الرياض!

وأخيراً، فإن الحديث عن مشروعات الرياض يحتاج إلى صفحات كثيرة، لكن لا بد من تحية شكر وتقدير لأمير الرياض المحبوب الذي جعل همه وحلمه لتكون الرياض في قلب وفؤاد كل من سكن وأقام فيها سواء كان مواطناً أو مقيماً، فشكراً لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (الأمير الأمين)، وشكراً للأمين الأمير، وكم أنت جميلة أيتها الرياض الحبيبة!