كلما شاهدت حليمة بولند تداهمني روح المشاريع. قبل عدة أسابيع أعلن في لبنان فوز المذيعة الكويتية الشهيرة حليمة بولند بلقب ملكة جمال الإعلاميات ابتسمت المذيعة التي قرأت الخبر وكأنها تقول إن هذا سخف. لا أعرف هل السخف في فكرة المسابقة أم عدم الاعتراف بجمال حليمة ومما زاد المسألة سوءا على المذيعة أن ظهرت حليمة في حفل المسابقة منتشية فرحة وقامت كعادتها بحركات وأطلقت ابتسامات الهدف الواضح منها كيد زميلاتها المذيعات لتلحقهم بالزوجات المتربصات الغيورات. لا أعرف هل يوجد مسابقات من هذا النوع في العالم ولكن في لبنان كل شيء ممكن إذا كان الدعوى فيها قروش. لا أتهم حليمة بدفع قروش للفوز والعياذ بالله ولكني أعمم الكلام بناء على ما أعرف عن المسابقات المختلفة وعلى رأسها المسابقات الثقافية. تستطيع أن تعرف أسماء الفائزين حتى قبل أن تعلن أسماء المتسابقين رغم هذا فإن الفوز بالجوائز حتى المزورة منها يؤمن لأصحابها عمل وشهرة ودعوة مستمرة للمهرجانات، والذي لا يعرف قيمة حضور المهرجانات أخبره أنها رحلة سياحية مدتها يومين أو ثلاثة في فندق 5 نجوم آكل شارب ساهر ثم التعرف على مزيد من قيادات المهرجانات لتأمين حضور مهرجانات جديدة وربما جوائز جديدة. صارت مهرجانات الجوائز العربية مثل العرس أسوأ ما فيها زفة العريس صاحب الشأن فالمرء ينتظر أن تنتهي حفلة توزيع الجوائز حتى يهرع الجميع إلى المناطق الخافتة من الفندق والتعتعة حتى الصباح.
سعدت جداً بتصريح حليمة أن الجائزة لم تمنح لها من أجل الجمال الخارجي وأكدت على شرط اسمه الجمال الداخلي. حكاية الجمال الداخلي قد تسمح لي ولزميلي سليمان الفليح وحتى أبو شيخة الأستاذ عبدالرحمن السماري ومعظم كتاب جريدة الجزيرة بدخول مسابقات الجمال والفوز بها بإذن الله. حسب نظرية الجمال الداخلي يمكن تأسيس جائزة لاختيار ملك جمال الكتاب والمؤلفين. ستكون هذه الجائزة أكثر عدلاً وتوازناً لأنها ستنحصر في أصحاب الجمال الداخلي. وفي حال نجاح تجربة ملك جمال الكتاب والمؤلفين يمكن أن ننطلق إلى المزيد من مسابقات الجمال. مسابقات جمال المسؤولين مسابقات جمال رجال الأعمال ومسابقات جمال الدعاة مع استبعاد النجيمي لكي لا يسيطر على الجائزة سنة تلو الأخرى، لن نحتاج إلى لجان تحكيم أجنبية فالخبرة ولله الحمد متوفرة. سوف نستفيد من نفس اللجان التي حكمت في مزايين الإبل وحتى لا يشوبها شبهة التشبه بالغرب سنطلق على مسابقات الجمال هذه مزايين الكتاب ومزايين الدعاة ومزايين رؤساء التحرير الخ. من حسن حظ الصحفيين أن حفل مزايينهم سيكون في مبنى جمعية الصحفيين الزجاجي الأنيق المتكتك المضاء دائماً (يقال أنه يترك مضاءً حتى لا تستولي على فراغاته الجن). ولكي نؤكد حضور الصحفيين والدعاة والمسؤولين ورؤساء التحرير احتفالات مزايينهم نؤكد أن صاحبة نظرية الجمال الداخلي الأستاذة حليمة بولند ستكون رئيسة اللجان ومذيعة الحفل.
فاكس : 4702164
yara.bakeet@gmail.com