انتقلت إلى رحمة الله تعالى الأخت العزيزة عواطف بنت موسى بن سالم آل جزار في عصر يوم الثلاثاء الموافق 26 من شهر صفر لسنة عام 1429هـ إثر حادث أليم على طريق العيص - ينبع، أثناء عودتها من مدرستها التي كانت ستنتقل منها إلى مدرسة جديدة في محافظة جدة عن قريب لولا أن قدرة الله وإرادته حالت بينها وبين ذلك حيث توفاها الله وهي في زهرة شبابها ولديها طفل عمره لم يتجاوز السنة و7 أشهر وهي أيضا حامل في الشهر الرابع تقريبا.. رحمك الله يا أم عبدالله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في الفردوس الأعلى آمين.. فقد كنت إنسانية تحمل في نفسها الطيبة والتواضع والمرح وطلاقة الوجه وطهارة القلب.. ولكن لا راد لقضاء الله وقدره.. فها أنت ودعت الحياة الدنيا بما أودعت من سمعة حسنة ومكانة رفيعة وحزن عميق في نفوس الجميع منا وعلى رأسهم زوجك أسامة بن موسى بن محمد آل مشاري عوض الله فقد تركتي برحيلك عنا وعن دنيانا الفانية ثلمة لا تسد وحزنا وألما وجرحا ما لهن من حد ولن ننساك إلى الأبد جبر الله مصابنا عموما وخاصة زوجك، ورفع الله يتم الولد اللهم آمين.. فما أعجب تقلبات الدنيا، ففي 29 من شهر رجب لعام 1426هـ كنا نحتفل تلك الليلة بزواجكما في جدة ونتبادل التهاني ومزيد التبريكات بتلك المناسبة السعيدة والآن نبكي فراقك يا أم عبدالله فسبحان من بيده مقاليد الأمور جبر الله مصاب والدتك وألهمها الصبر والسلوان ووالدك وإخوتك وجميع محبيك وأقاربك.. لقد شددنا الرحال يوم الخميس إلى جدة للمواساة.. فوجدنا أما قد اعترى وجهها الحزن العميق وملأته الدموع الصادقة وساده الشحوب لفراق وموت ابنتها الوحيدة (عواطف) فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وهنيئا لك، فقد جعل الله لك لسان صدق في الآخرين فالموت فاتح باب الشهرة، مغلق باب الحسد.. وهنيئا ثم هنيئا لك بما رؤى فيك من رؤى حسنة نسأل المولى أن يجعلها بشرى يوم تلقينه في الدار الآخرة ولقد تركت فينا أثرا طيبا وذكرى جميلة، على الرغم من قصر مدة معرفتك ولكن العبرة بالكيف وليست بالكم.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
ولن ينضب معين التعبير عن زوجة ابن أختي الكبرى.