إعداد - خالد عبدالرحمن الطياش
حقق تشيلسي فوزاً مهاماً على ضيفه الأرسنال قوامه هدفين مقابل هدف، تقدم الأرسنال عن طريق لاعبه سانيا من ضربة ركنية انبرى لها برأسه مودعاً الكرة في الشباك كهدف أول، سانيا لم يتمكن من إكمال المباراة بعد تعرضه لإصابة خرج على إثرها من أرضية الميدان، خروجه كان نقطة التحول في المباراة خاصة بعد التغييرات التي أجراها مدربا الفريقان حيث تمكن الأسد العاجي ديدير دورجبا من تسجيل هدفين متتاليين قلب بها النتيجة من خسارة لفوز ثمين، تشيلسي احتل المركز الثاني بـ68 نقطة خلف المان يونايتد متصدر الترتيب العام بـ73 نقطة.
وانفرد مانشستر يونايتد بصدارة الترتيب العام للدوري الإنجليزي بعد الفوز الثمين الذي حققه يوم الأحد الماضي على نادي ليفربول بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف دون مقابل، سجل للمان يونايتد الهدف الأول مدافعه المتألق ويست براون من كرة عرضية تلقاها من زميله واين روني، مانشستر سيطر على وسط الملعب وفرض أسلوبه خصوصا بعد أن تلقى لاعب ليفربول الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي الحمراء ليطرد من أرضية الملعب بسبب اعتراضه أكثر من مرة على قرارات الحكم، في الشوط الثاني سجل هداف الدوري الإنجليزي كريستيانو رونالدو هدف فريقه الثاني ليصبح رصيده 23 هدفاً وعزز تقدم المان يونايتد لاعبه البرتغالي ناني بالهدف الثالث ليحصد أهم ثلاث نقاط خلال المشوار للفوز باللقب. يذكر أن مانشستر يونايتد سيواجه أستون فيلا السبت المقبل في ملعب الأولدتر افولد فيما يواجه الأرسنال نادي بولتون خارج ملعبه في نفس اليوم، على أن يلعب تشيلسي يوم الأحد ضد نادي ميدلزبره في ملعب الستامب بريدج في لندن.
بين السطور
الحكم الإنجليزي الدولي ستيفن بينيت كان حازماً جداً خلال اللقاء ولم يتأخر في منح ماسكيرانو البطاقة الصفراء الأولى عند تدخله بشكل غير عنيف ليتمكن من السيطرة على مجريات المباراة والخروج بها لبر الأمان، لكن ماسكيرانو لم يتقبل أبداً حصوله على البطاقة حتى جاءت اللحظة التي تعرض فيها للبطاقة الصفراء الثانية عند اندفاعه نحو الحكم بالرغم من محاولة زميلة الإسباني الدولي ألونسو لمنعه من الدخول في نقاش مع الحكم خوفا عليه من الطرد الذي تحصل عليه بالفعل وسط ذهول كبير من اللاعب وزملائه ومدربهم رافاييل بينيتز، يتضح للمشاهد من النظرة العامة أثناء المباراة بأن الحكم كان قاسياً جداً في طرده لماسكيرانو، ولكن بالتدقيق في أحداث المباراة استشفيت من الحكم تطبيقه لمبادئ مهمة ومبررة خاصة في لقاءات الديربي الكبيرة بين الفرق العريقة، لعل أول تلك المبادئ هو أن الحكم (الإنجليزي) بينيت أخرج البطاقة الأولى عند انزلاق ماسكيرانو لاستخلاص الكرة حتى يوصل للاعبي الفريقين أن الاندفاع البدني الكبير على لاعبي الفريق الخصم غير مرغوب فيه ولا يحبذ تكراره في اللقاء الذي يديره لأنه سبق وأن أدار عدة لقاءات كبيرة اتسمت بالخشونة والعنف لتساهله في البداية، وعندما بدأ ماسكيرانو باستفزاز الحكم بالتصفيق على قراراته أمام الجميع وبالإيماء برأسه لعدم قبول تلك القرارات وسط ابتسامات ونظرات ساخرة، تم إعطاؤه فرصة واضحة من قبل الحكم وذلك بتجاهل الحكم التام له وتركيزه على المباراة، إحدى تلك الحركات الاستفزازية كانت قيام اللاعب الأرجنتيني بوضع يده على بطنه وتحركيها بشكل دائري في إشارة واضحة إلى أن الحكم تمت رشوته أو ملئ بطنه (لم تعاد تلك الحركة من قبل مخرج المباراة) إلا أن الحكم اتخذ قراره في تلك اللحظة بأنه سيطرد ماسكيرانو عند قيامه بأول هفوة له بعد أن أعطاه الفرصة كاملة لأن يتركه في حاله ويتفرغ لأداء المباراة، وبالفعل تم الطرد بعد أن دخل ماسكيرانو في نقاش عادي مع الحكم بسبب حصول هداف ليفربول فرناندو توريس على بطاقة صفراء نتيجة تساهل الحكم في أحد الاحتكاكات التي تعرض لها من قبل دفاعات المان يونايتد.لفت نظري أن الفريقين بالرغم من عراقتهما وتاريخهما الطويل وحساسية موقفهما في الترتيب العام وحساسية جمهورهما إلا أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم تهتز ثقته في الحكم الإنجليزي، على العكس تماماً لما يحدث في ملاعبنا في المواسم الأخيرة، ليس عيبا أن يتم الاستعانة بالحكم الأجنبي - بل على العكس هو مطلب أساسي عند الكثير من محبي الكرة في وطننا الحبيب - ولكن العيب هو التشكيك في ذمم الحكام السعوديين والتقليل من احترامهم داخل المستطيل الأخضر من قبل بعض اللاعبين والإداريين واتهامهم باتهامات باطلة بدلا من الأخذ بالمقولة الشهيرة عند من سبقونا في هذا المجال (إن الحكم بشر وأخطاؤه جزء من اللعبة) لم أجد تصريحاً يسيء للحكم الإنجليزي بينيت بل على العكس وجدت تهديد من قبل الاتحاد الإنجليزي للسير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد بفرض عقوبة عليه بسبب ظنه السيئ في أحد الحكام في جولات ماضية من البطولة الإنجليزية العريقة.أتمنى أن يتم حماية الحكام ولو بجزء يسير يساعد على تطورهم في هذا المجال، وأن تتغير نظرتنا واعتقادنا بأن الخطأ من قبل الحكم الأجنبي مقبول لأنه بالفعل خطأ.. بينما الخطأ من قبل الحكم السعودي غير مقبول لأنه كان متعمداً ذلك لأسباب مجهولة!
يؤخذ على الحكم السعودي تأثره بما يطرح في الإعلام المرئي والمقروء من تصريحات وانتقادات حادة توجه ضده على أدائه التحكيمي وهذا واضح وضوح الشمس في العديد من المنافسات الماضية، فالإعلام وسيلة يمكن عن طريقها تقويم الوضع للأفضل وذلك بأن يقلل من انتقاداته للحكام ومحاولة التركيز على الإيجابيات والنقد البناء للسلبيات، الحكم الأجنبي مطلوب من الجميع لسبب بسيط جداً وهو أنه بعيد كل البعد عن التأثر بما يدور في إعلامنا الرياضي، ومتى ما تمكنا من عزل الحكم السعودي عن التأثر بما يدور في الإعلام الرياضي فإننا سنستغني عن الاستعانة بالحكم الأجنبي.