كتب - غالب السهلي
تكرر سيناريو التهديد بالهبوط في مسيرة الفريق التعاوني وبات وضعه مأساوياً رغم أن الفريق قد حقق في بداية الموسم بطولة الأمير فيصل بن فهد قبل أن تحدث أمور سيئة للفريق ساهمت في انهيار طموحه وتوجهه إلى البحث عن البقاء بدلاً من البحث عن الصعود أو مقارعة الفرق المتنافسة على هذا الهدف، حيث تبين الأمر برمته بعد خسارة التعاون من أمام ضيفه فريق الجبلين الذي ضيق بتصرفاته الفنية والقتالية الخناق والفرص والاحتمالات إلى مسائل حسابية معقدة، ليكون الأمر حالياً مواجهة الهبوط والاحساس بالخطر الذي أخذ مأخذه في السنوات التسع الفائتة.
التعاونيون يملكون مقومات العمل المتقن إلا أنهم لا يظهرون إلا في مثل هذه الأوقات وكأن العملية لديهم التعود على مراحل الأزمات لتتطاول بعد ذلك الأعناق وتتعالى الأصوات بأن الوقت حان لأعمال الإنقاذ وإخماد حرائق القهر وفوضوية كل من هان عليه تاريخ التعاون.
4 لاعبين بلا روح
فذات الحكاية تتضح في هذا الموسم والذي برهن أن كل جزئية أريد بها التصحيح قد ارتطمت بجدران صلبة أخفت من ورائها المصير الحقيقي لفريق لا يحمل همه لاعبون سكنوا شققاً فاخرة وتقاضوا المرتبات الشهرية أولاً بأول ونعموا بمكافآت لم تخطر في بالهم.
لاعبو التعاون اكتفوا بكأس فيصل بن فهد وأشربوا هاجس البطولات بذكرياته القصيرة رفعتهم أيادي أشخاص فيهم قصر النظر وامتدحهم بعض من في مواقع مقروءة ومشاهدة ومسموعة فتبين لهم أي اللاعبين أنهم النجوم الساقطة الوحيدة في سماء الدوري.
فالروح منعدمة والاحساس مفقود حتى وان كان من الذين تربوا في الكيان التعاوني بل فإن المسؤولية وهي الحجم الأكبر في العملية قد استصعبها بعض اللاعبين وعجزوا على حملها سواء ممن لبس شارة القيادة لأن من يصبح (الكابتن) لا يفكر سوى في ترتيبها على ساعده وليس ترتيب دورها داخل الميدان أو من الذين يعتمد عليهم كعناصر خبرة!!
في كرة القدم تعارف الجميع على أن الروح وقود التميز ومفتاح الانتصارات وقد ظهرت هذه الروح حينما شاء اللاعبون أنفسهم ظهورها في المباريات التي تميز فيها التعاون مستوىً ونتيجة، لكن المشكلة وكما يقولها عشاق التعاون المساكين كيف نوجد هذه الروح ويا ليتها تباع لاشتريناها ولو كانت باهظة الثمن هم يقولون ذلك لإدراكهم أهميتها في جعل اللاعب يدخل كل نزالات فريقه وقد وضع نصب عينيه أنها لقاءات مفصلية تحدد مصير وذات وطموح كل من ينتمي للتعاون ويتمنى له النجاح والتوفيق.
ففيما تبقى من مباريات للفريق التعاوني يظل الأمر أكثر أهمية عن ذي قبل لأن المصير ارتبط بنقاط كل مباراة وأصبحت خسارتها الأجراس الأخيرة التي تنبه لانفجار سيداهم كل أرجاء الكيان الذي لم يعرف واقعاً في مسابقات ما دون مسابقة دوري الأولى.
ولا شك والمصير مرتبط بعودة الروح من قبل أفراد الفريق، فإن منتهى ومقتضى الرحلة مع المعاناة ربما تظهر مبكراً فيفتك من أثرها الجميع ويكون الهاجس حينها البحث عن موقع مشرف هذا هو أمل كل تعاوني أصبح مجبراً ومكرهاً لتقبل صناعة أجاد فيها اللاعبون ليبقى في قرارة نفسه أن يتحملها حباً في ناديه لعل البقاء يتحدد مبكراً.
موقف الإدارة الصريح
في المقابل تتضاعف مسؤولية إدارة النادي التي وقعت في ذات المأزق بعدما كانت تريد أن يقول (المنطق) كلمته في أن جزاء الإحسان ليس إلا الإحسان، فقد رأت - أي إدارة التعاون- أن يكون كل حافز ذا نتيجة منطقية دفع يقابله مستويات ونتائج.
ويبقى تصرفها رغم أنه جدي وفلسفي في نظرة الرياضيين العارفين في محل النقاش ذلك لأنها خذلت على مستوى كل فرد يتدرب ويلعب للتعاون وهو ما يجعلها تعترف بالمعضلة التي ربما تفقدها كل سمة تميزت بها وحققت من خلالها رضا محبي ورجالات التعاون.
ولعل العمل الأهم في دائرة الإدارة ينحصر في ثلاثة أمور أولها التعامل بحزم وجدية مع الأوضاع عن طريق فنون إدارة الأزمات وثانيها عزل الفريق عن الذين يتخطون حدودهم ولا يظهرون إلا على حسابه بحجة قناعاتهم بأنهم رجال المواقف وإخصائيو الأزمات، وثالثها تقارب وجهات النظر مع كل من يعنيه الشأن التعاوني وهم اللاعبون والمدربون والجماهير وذلك لتفادي حدوث عقبات وأزمات جديدة هي في غنى عنها.
لوقت الجد رجاله
ويمتلك رجال التعاون الأوفياء والذين يرتاحون لقيادة الأستاذ فهد المحيميد ونائبه الأستاذ ياسر الحبيب العمل على ضرورة أن الضرورة تحتم الوقوف إلى جانب الفريق في مأزقه والاهتمام بالجوانب النفسية والإدارية البحتة في مثل هذه الفترات التي دائماً ما كانوا يحسبون لها الحسابات ويستعدون لها بحنكة ودراية ونبل في المقصد والغرض.
فلقد تعلق أمل التعاونيين -بعد الله عز وجل- بالفكر الرزين الذي يتمتع به المحيميد وأعضاء شرف النادي، ففي تقاربهم والتفافهم يستطيع التعاون تخطي المحنة كما تخطاها مسبقاً حيث إن العمل الجماعي مبارك ولا يمكن اختصاره وقصر مهامه على أشخاص دون آخرين، فالجميع بنظر عشاق التعاون مهمون وأصحاب شأن.
إضافة إلى ذلك يلعب جمهور التعاون دوراً كبيراً في عملية التصحيح المطلوبة فالروية والاتزان والعمل على رفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم على حمل المسؤولية وأنها شرف كبير تقدر بالحب والاحترام والتقدير فضلاً عن أنها الطبيعة التي يبحثها اللاعبون للحفاظ على تاريخهم وتاريخ ناديهم.
فمثلاً يحفز الجمهور الأحمري على أن دوره كبير في قيادة الفريق لبر الأمان وأن عليه تحسين صورته بالأفضل بدلاً من أن يخدشها تواضع وهبوط الفريق والحال نفسه بالنسبة للزهراني والحجيلان والطارقي وحمدان الحربي ومحمد الراشد الذين يرى فيهم النضوج والقدرة على تحمل المسؤولية.
وهذا ما هو مفترض من الجميع الذين اعتادوا التعامل مع المحن واستدراك المواقف الحرجة بالحكمة والعقلانية وفي حين أن يتخطى التعاون مأزقه يبقى لكل حادث حديث.