Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/03/2008 G Issue 12964
الخميس 19 ربيع الأول 1429   العدد  12964
الأمير متعب بن عبدالله.. فارس الثقافة العسكرية ومهندس التراث الوطني
صلاح بن سعيد أحمد الزهراني - الرياض

الكلمة أمانة، والأمانة مسؤولية، والمسؤولية تقتضي أن يؤتى كل ذي حق حقه سواء في النقد البناء أو الإطراء، واليوم نلقي مزيداً من الضوء على شخصية واحدة من كبار الفرسان، شخصية حولها من الضياء ما تستحقه، ولكن مهما تعددت الكتابات عن ذات الموضوع فالكاتب يتناول الأمر من منظور شخصي يختلف عن غيره، بل يختلف في كل مرة عن سابقتها.

ولا أدعي أنني أستطيع أن أضيف إلى الأمجاد مجداً أو أن أسلب حقاً من مستحقه، فأبناء هذه البلاد - وفقهم الله جميعاً - فيهم من الإخلاص والمقدرة على تحمل المسؤولية ما يعينهم - بعد الله - على تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات ورفع راية هذا الوطن خفاقة إلى الأبد.

إنه صاحب السمو الملكي الأمير الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، شخصية متعددة المواهب والأفكار والقدرات والاهتمامات.. فسموه رجل ضالع في مجال العلوم العسكرية والفنون الحربية وأنظمتها الحديثة، وكذلك ذو خبرة ودراية عالية بالأمور الثقافية والتراثية ويمتلك القدرة على تطويرها والارتقاء بها، فضلاً عن ميزاته الشخصية وقدراته الذاتية التي أهلته لتولي المهام التي تحتاج فعلاً للرجال الأكفاء، والعناصر الصلبة من ذوي الحنكة والحكمة.

سموه أحد أبناء خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ولد بمدينة الرياض وتلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية بها، وكذلك تلقى جزءاً من تعليمه بجامعة الملك سعود قبل أن يتوجه نحو العلوم العسكرية وتخرج من كلية ساند هيرست البريطانية العريقة وحيث تعمقت تجربته من خلال مدارس الحرس الوطني بالرياض، ورئاسته للجنة المكلفة بدراسة مناهج كلية الملك خالد العسكرية قبل إنشائها، وتعيينه قائداً لها فيما بعد، حيث لمح فيه خادم الحرمين الملك فهد - رحمه الله - منذ وقت مبكر الصفات المؤهلة فكلفه بذلك فاستطاع الأمير الشاب بطموحه واجتهاده أن يجعل كلية الملك خالد العسكرية النموذج المشرف للأكاديمية العسكرية التي تستوعب كل العلوم والمعارف وفق الأساليب العصرية الحديثة التي تواكب مستجدات الصناعة العسكرية علماً وتخطيطاً وتطبيقاً، حيث تدرج في هذه المدرسة العسكرية التي أسسها وبناها ووضع لبناتها المتينة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.

تولى الأمير الشاب العديد من المهام منها قيادته العديد من التمارين الميدانية التي ينفذها الحرس الوطني وتشارك فيها كل وحداته العسكرية فضلا عن إشرافه على هيئة الأركان بالحرس الوطني وتطوير هذا القطاع، كما تولى تنفيذ المهام التي يقوم بها الحرس الوطني للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وقد تنامت خبرات الأمير متعب وتجاربه من خلال المهمات النوعية التي تولاها، حيث زار العديد من الدول والتقى قادتها ورؤساءها ويرتبط سموه بعلاقات صداقة متينة مع العديد من الزعماء والشخصيات القيادية العالمية.

من المهام الأساسية التي يتولاها الحرس الوطني، تنظيم المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) حيث واكب سموه هذه التظاهرة التراثية الثقافية منذ انطلاقتها الأولى في 1985م كعضو في اللجنة العليا للمهرجان، وفي عام 1997م أعيد تشكيل اللجان وعين نائباً لرئيس اللجنة العليا للمهرجان، واستطاع تطوير برنامج الجنادرية من خلال علاقاته واتصالاته مع المثقفين والمبدعين، وقدراته على توفير عناصر النجاح التي برزت من خلال التطوير المستمر لهذا الموسم التراثي الكبير الذي يضم مختلف النشاطات وفي الوقت ذاته يوفر الراحة لضيوف الحدث الثقافي السنوي الذي ينظمه الحرس الوطني.

ظل مهرجان الجنادرية يشهد العديد من لمسات التطوير كل عام، وفي هذا الموسم تمثل التطور اللافت للنظر في أمرين مهمين أولهما: تكريم معاني الشيخ الوالد عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري - رحمه الله - الذي مثل ثقلا واضحاً في مختلف المجالات في قطاعات الدولة المختلفة خصوصاً في الحرس الوطني، حيث أعطى هذا القطاع وغيره من القطاعات بلا حدود وعمل بلا كلل أو ملل، وتشهد له جهوده في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي قدم له الكثير.

الأمر الثاني: هو المشاركة الفاعلة لجمهورية تركيا الشقيقة في نشاطات المهرجان باعتبارها أولى الدول التي تحل ضيف شرف على الجنادرية بكل ثقلها الإسلامي والتاريخي والحضاري وعلاقتها الوثيقة مع المملكة على مختلف المستويات كبداية نهج جديد سيكون تقليداً سنوياً باستضافة دولة شقيقة أو صديقة في المهرجان.

وكل ما يشهده المهرجان من تطور وارتقاء يعود الفضل فيه - بعد الله - لجهود سمو الأمير الفارس متعب بن عبد الله - حفظه الله - ولا تتوقف جهود سموه أو إبداعاته واهتماماته عند هذا الحد بل له باع طويل في الفروسية من خلال ترؤسه اللجان الفنية لنادي الفروسية، حيث أعطى من خلال هذا المنصب كثيراً من أفكاره وخططه وجهوده ووقته الثمين الأمر الذي مثل دفعاً لنجاحات النادي وشكل مزيداً من إنجازاته المتتالية وتحقيقاً للطموحات وتلبية للتطلعات المنشودة، ولاشك أن الأمير متعب وهو يقدم هذه الخبرات والتجارب قد نهل الكثير من خبرات والده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي عرف بالحكمة وبعد النظر ورؤية الأمور بنظرة ثاقبة وواعية، حفظه الله ورعاه وحفظ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

كل الحب والتقدير والوفاء لابن الوطن البار وفارس البناء والتطوير في الحرس الوطني وفي مهرجان الجنادرية وفي نادي الفروسية وكل الدعوات له بالتوفيق والنجاح في مسيرته الموفقة في كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن الغالي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد