جنيف الوكالات
ناشدت هيئات إغاثة من جميع أنحاء العالم المجتمع الدولي التركيز على الصومال قائلة إن الوضع الإنساني في الدولة الأفريقية يتدهور بسرعة كبيرة، ومع ذلك سجل هذا البلد المنكوب بالحرب المزمنة انتصاراً نادراً وسط أزماته، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية خلوه من شلل الأطفال.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حملة التحصين من مرض شلل الأطفال قد خلصت الصومال من فيروس المرض وعززت من الآمال في إمكانية وقف الفيروس في مناطق أخرى غير آمنة. ولم يصب أي طفل بمرض شلل الأطفال في الاثني عشر شهراً الماضية نتيجة حملة ضخمة لتحصين بشكل متكرر 1.8 مليون طفل في تلك الدولة الواقعة في منطقة القرن الإفريقي.
وكانت الصومال التي يعيش فيها أكثر من 10 من المئة من السكان كلاجئين بعد 17 عاماً من الصراع قد قضت على المرض المسبب للشلل في 2002 لكنه عاود الظهور بعد ثلاث سنوات من سلالة منشأها في نيجيريا. وقال بروسي ايلوورد مدير (مبادرة القضاء على شلل الأطفال في العالم) إن الحملة أظهرت أن الفيروس يمكن وقفه في جيوب باكستان وأفغانستان غير الآمنة بشكل كبير وفي أركان كثيفة السكان في الهند تفتقر إلى منشآت الصرف الصحي. لكن الصومال لا يزال يعاني من جانب آخر من عدة ظروف صعبة. وقالت 39 منظمة دولية في رسالة مشتركة نشرت الأربعاء إن أعداداً متزايدة من الشعب الصومالي تعاني الفاقة لكن قدرة هيئات الإغاثة على سد حاجاتهم تتراجع بصورة مطردة. وأضافت الرسالة أن (هناك مناخاً متنامياً من الخوف والشك في معظم أنحاء الصومال، كما أن المناطق التي كانت آمنة في السابق يتعذر الآن الوصول إليها بسبب انتشار انعدام الأمن). وقالت مجموعة منظمات دولية ومن بينها أوكسفام ومنظمة (انقذوا الأطفال - المملكة المتحدة) ومنظمة كير إنترناشونال إن ما يقرب من 20 ألف شخص يضطرون لترك منازلهم شهرياً في العاصمة مقديشو بسبب القتال العنيف.
يشار إلى أن هناك حالياً مليون شخص من النازحين داخلياً في الصومال في حين أن مليونين آخرين يحتاجون مساعدات إنسانية بسبب الارتفاع القياسي في أسعار المواد الغذائية والجفاف الذي اجتاح كثيراً من المناطق ومما زاد من تفاقم الوضع الهجمات التي تستهدف عمال الإغاثة وقتلهم وعمليات سلب إمدادات الإغاثة. جدير بالذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تصدر فيها هذه المنظمات نداء في غضون خمسة أشهر. ففي تشرين أول-أكتوبر الماضي تحدثت منظمات إغاثة عن (كارثة إنسانية وشيكة) في الصومال. وتعني تنبؤات خبراء الأرصاد الجوية بموجات أخرى من الجفاف في الصومال أن النقص في إمدادات الغذاء والمياه سيزداد سوءاً.