الجزيرة- المحرر التشكيلي:
افتتح الفنان المصري عادل ثروت معرضه في جاليري الخزامي يوم الأحد الماضي. حضر الافتتاح رئيس قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود الدكتور سالم العيد وعدد من هيئة التدريس بالقسم منهم الفنان فواز أبو نيان والدكتور محمد الضويحي والدكتور محمد النملة ونخبة كبيرة من التشكيليين أخذوا جولة على المعرض استمعوا فيها من الفنان عادل لشرح مفصل عن الأعمال المعروضة، مبيناً فيها أبعاد العمل مضموناً وتقنيات، موضحاً الأسلوب الذي يتبعه في تنفيذها، مضيفاً ما يعنيه من الفكرة وأبعادها الفلسفية التي استلهمها من واقع مصر البيئي والاجتماعي بأسلوب منفرد يحسب علامة خاصة لا يشاركه فيه آخرون بقدر ما يعني وجود مدرسة تشكيلية سيتأثر بها الكثير من الأجيال القادمة عوداً إلى ما برز فيها من عمق التجربة واستخلاص لملامح الجمال التي لا يراها إلا من يمتلك البصر الفاحص والبصيرة المثقفة الواعية بمعنى العمل الفني الحقيقي. من خلال الأسلوب الأدائي الذي رافق الفنان عادل ثروت منذ البدايات كما أشار إليها في حديث سابق؛ إذ إنه لم يبدأ تجربته الفنية كما يعرف عن بدايات الكثير من الفنانين مصوراً تشكيلياً بالمفهوم الكلاسيكي، وإنما عمل من زاوية العمل الفني المركب أو التجميعي في تشكيل اللوحة، والتعامل بالتوليف بين خامات متعددة على سطح العمل، وفقاً لمتطلب الفكرة، بالتركيز على استعادة مخزون الموروث الثقافي المصري الذي يستلهم منه إبداعه.
الفنان ثروت يبدع نصاً تشكيلياً مكتمل البناء ألواناً وخطوط إيقاع متناغماً ينقل المشاهد إلى عوالم ومساحات من الخيال تتشكل أمامه كنسيج محكم استطاع من خلال اللون البني خلق حوار مباشر مع حقيقة هذا اللون الذي جعله محوراً لجميع الأعمال بإيقاع متجانس يشكل أرضية متصلة الأداء لمقطوعة موسيقية تسمع بالعين ويطرب لها الوجدان ينتقل من خلالها ببقية أدواته بحرية مطلقة عبر تونات موزونة لا نشاز فيها بقواسم مشتركة لجميع اللوحات، جاعلاً لكل لوحة خصوصيتها وجمالها وفكرتها، في هذا المعرض استحضر الفنان عادل ثروت الصورة المباشرة القديمة لأشخاص يعرفهم وأماكن كان يعيش فيها في طفولته وشبابه أحاطها بلمسات تعددت فيها الوسائط المحسوسة كالألوان والخطوط، والملموسة بما أضفاه من أطر استخدم فيها الحبال كأن بها جسور تواصل وسبل تلاحم بين الشكل المرئي والذاكرة المحسوسة وجدانياً، وقد تكون تعبيراً عن سعيه للإمساك بهم جميعاً.
إبداع الفنان عادل ثروت وبهذا التميز والإصرار على أن يقدم نفسه وتجاربه بمفهومه وقناعته وحرصه على ما بناه من شخصية إبداعية تجعله في غنى عن وجود اسمه على لوحاته كونها تمثله بكل تفاصيله الإنسانية والإبداعية، يؤكد أن الشخصية لا تتبدل ولا تتغير حسب الظروف أو الأجواء بقدر ما تبقى صامدة باحثة عن كل جديد في إطارها، وهذا ما نحن بحاجة ماسة إليه لتطوير مفهوم الإبداع والاستفادة من خبرات الأشقاء التشكيليين الذي يقدمون لنا تجاربهم.
عادل ثروت من مواليد القاهرة سنة 1966م حاصل على بكالوريوس التربية الفنية بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف سنة 1990م وفي سنة 1996م حصل على الماجستير في التربية الفنية من كلية التربية الفنية جامعة حلوان- القاهرة، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في التربية الفنية تخصص تصوير أيضاً من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان- القاهرة سنة 2001م، وهو يشغل وظيفة مدرس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان من عام 2001م، له من المشاركات الكثيرة والعديدة وحاصل على جوائز عدة في كثير من المحافل التشكيلية ومقتنيات في متحف الفن الحديث بالقاهرة ومطار بلغراد في يوغوسلافيا وبدار أخبار اليوم بالقاهرة أيضاً.