أبحث عنك.. لأن غيرك أبى أن يرضيني..
أبحث عنك لأن ألمك دائي ودوائي.. حضورك يقتلعني من جذور نفسي لأحلق وأنظر للحياة من البعيد..
لكنه كلما شعر برغبتي زهد وتورع.. وكلما ناديته أفل بلا عودة..
نوافذي ما عادت تضيء.. نوافذي يحتضنها البرد حين تغادر أنفاسك..
كل النوافذ لا تعنيني إلا خاصتك..
كل النوافذ بلا ألوان.. إلا تلك التي تبروز وجودك..
كل النوافذ تفتح فاغلقها.. إلى نافذتك أفتحها فتغلقها..
ولأن ساديتك تدفع عنادي للمقاومة.. قررت أن أفتح نوافذي كلها..
اتركي عنك مناورات الأدباء.. تعلمين وأعلم أنها لعبة نتقن مداخلها ومخارجها.
إن لم تهوَ غوايتي فارحل..
لا يعنيني رحيل شخص أو رحيل أشخاص، فأنا امرأة مفطومة على الرحيل، اتقن فنونه ويتلبسني سحر حزنه، لا بأس أن ترحل
ولا بأس إن لم أودعك.. لست مهماً جداً..
ما عاد يطوقني خاتمك.. وما عادت خواتم الدنيا تقبض على أصابعي.. حلَّقت روحي بعيداً.. بعيداً.. وتركت كل الخواتم!!
صحيح أن لديك قدرة أن تأتي وتلتهمني في أي وقت، قد تخرج من بين فكي كتاب،
وكعادتك تكون الرجل الثاني الذي أهوى..
فأنا لا يفتنني الأول أبداً!!
صحيح أنك قد تلتهمني بلحن.. بقصيدة.. وقد تخرج لي وسط طريق مظلم..
صحيح أنك قادر أن تلتهمني..
وصحيح أنني أخرج كل مرة من جوفك كما خرج يونس من بطن الحوت.. إلا أنني أخرج بلا سقم.
فالتهمني أنى شئت!!
نوافذي يا عزيزي كلها مفتوحة.. ولا بأس أن تبقى نافذتك مغلقة.. نوافذي مفتوحة لكنني نسيت أن أخبرك
أنني ما عدت هناك
وأن نوافذي المفتوحة تلك.. أغلقت عليها باباً صلداً وخرجت..!
أحلام الزعيم