تركي وتختنق الآهات وجداني |
ويستثير عيوني دمعها القاني |
وتشتكي نفسي اللهفى ويعصرها |
سيل من الحزن بل هم وهمان |
ما إن رأيتك عند القبر مرتجفا |
تبكي أباك بدمع منك هتان |
حتى تحاميت من حزني إلى جلدي |
وخانني الصبر لولا فضل إيمان |
لاتبك إني إذا مالحت في نظري |
ومنك دمع تهز الروح أحزاني |
لاتبك تركي فما صبري بمسعفني |
من الدموع وما أبكاك أشقاني |
مصابنا في أبيك اليوم أقعدني |
حتى عن الدمع في عيني الهاني |
آهٍ.. وما آهُ يا تركي بنافعتي |
لكنها سلوتي إذ عزّ سلواني |
ما خلت يوماً بأن الموت يفجعنا |
به ولا أن يُرى يوماً بأكفان |
لاتبك تركي فما مات الذي بقيت |
له وإن طال عهد كف إحسان |
قد كان يحنو على الأطفال مبتهجاً |
يقبل الطفل من قاصٍ ومن داني |
ما خان يوماً ولا أخفت سرائره |
خلاف ما أظهرت للكل عينان |
قد كان سمحاً كريماً في تعامله |
وكان بالوالدين العاطف الحاني |
ما استقبل الناس إلا وهو مبتسم |
طبع به قد تجلى منذ أزمان |
لا تبك تركي فكل الناس باكية |
على أبيك وما أشجاك أشجاني |
أبوك في كل قلب ذكره عطر |
يصب برداً فيسقي كل شريان |
أبوك تكفيه دمعاً كل مكرمة |
قد بثها بين إنسان وإنسان |
أبوك تكفيه دمعاً كل ساجدة |
كبيرة السن تدعو عفو رحمان |
قد نالها منه في سرٍ وفي علنٍ |
جزيل جودٍ وإكرامٍ وتحنان |
أبوك يكفيه دمعاً كل ذي عوز |
ضاقت به الحال ما استجدى بذي الشان |
أتاه من كف عثمان الذي فرجت |
به الكروب فذاق النوم جفنان |
لا تبك تركي فما والله من أسفٍ |
على رحيل إلى خلدٍ ورضوان |
يا رب فاجعله في نهر وفي ثمر |
واجبر مصاباً دهانا في (أبي هاني) |
محمد عبدالله السحيم |
|