Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/03/2008 G Issue 12963
الاربعاء 18 ربيع الأول 1429   العدد  12963
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

مركز الحي فكرة حضارية: انطلقت في الأساس من رؤية مبدعة ترى أن الكثير من الخدمات الأساسية في حياة سكان الحي، والثانوية في ظاهر مسمياتها يمكن أن تقدم نفعاً نوعياً لهؤلاء السكان، مثلما هي قادرة على التأثير الإيجابي في الناحية الحضارية، والحفاظ على التراث واستحضاره بصورة مستمرة، وربما توظيفه لتجميل الحياة اليومية وإشباع الحاجات الإنسانية المتعددة.

مركز الحي يمكن أن يكون مدرسة أخرى تعنى بشباب الحي شاباً كان أو بنتاً، وهي في الدول الأخرى تحمل مسمى مركز الشباب، إيماناً بأن لهذا المركز تأثيراً قوياً في حياة الشباب خاصة، كونهم الفئة العمرية التي تحتاج إلى رعاية وتوجيه وإعداد.

فمن الممكن للمركز أن يقدم خدمات تعليمية لمن هم في حاجة إلى تحسين مستوى التحصيل العلمي، والذي لم يستطيعوه في المدرسة، وهو ما يعنى تحجيم دور المدرس الخاص الذي يشكل ظاهرة مؤثرة في حياتنا التربوية المادية.

ويمكن للمركز أن يكون ورشة تدريب للفتيات على شؤون المطبخ والخياطة والتطريز ومن التصميم الداخلي الجميل وغير ذلك كثير من المؤهلات الاجتماعية الضرورية للمرأة، والتي تفتقدها غالبية فتياتنا، وبخاصة في المدن حيث تنشر البدائل من مطابخ ومطاعم وخياطين وصالونات وغيرها.

ويمكن للمركز أن يكون بيئة توعوية للوقاية من الأمراض والأخطار المنزلية من أمن وسلامة كما يمكن أن تحصن الأفراد والأسر ضد هجمات الأمراض الموسمية مثل فيروس أنفلونزا الطيور والزكام والتسمم والجفاف وغيرة، وتقوم بتحصين الشباب ضد خطر الإشاعات ومحاولات نشر الرذائل، والعادات الخارجة عن الأعراف والقيم والتقاليد، كما يعتبر المركز خط دفاعٍ أول عن الشباب يقف دون إغوائهم وتوريطهم في كثير من المنزلقات الخطيرة كالمخدرات والتدخين والشغب بمختلف معانيه وأنواعه.

تجربة مكة المكرمة في إحياء هذا النمط الاجتماعي وإن لم تؤد إلى تفعيل كل ما سبق، فإنها تظل تجربة رائدة وتستحق الالتفات والتشجيع وإلقاء الضوء الضروري عليها.

جميل جداً ومفيد أن تقوم المراكز الآن بتحفيظ القرآن الكريم، وعقد دورات الإنجليزي والتقنية، والمحاضرات الدينية والإرشادية، لكن ذلك كله على أهميته ليس الرسالة الحقيقية والرؤية التي من أجلها تحتاج مراكز الأحياء.. يجب أن تكون هذه المراكز تحمل الفكر الخدمي لأبناء أحيائها دون أن تنقص من خدماتها الدينية والتثقيفية التي لا تخرج بالعقول الطرية عن المعنى السامي لتطوير الفكر الاجتماعي، ومن هنا تبرز أهمية الفكر الذي تحمله اللجان المشرفة على تشكيل هذه المراكز، كي لا نجد أنفسنا وشبابنا بين أيدي وتحت تأثير بعض أفكار الذين يبحثون عن مدخلٍ جديد يتسع لغلوهم.. وتاليتها!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد